عاطف عبد الغنى يكتب:«العيال اللى بشباشب وجلاليب قصيرة!»

عاطف عبد الغنى يكتب:«العيال اللى بشباشب وجلاليب قصيرة!»عاطف عبد الغنى يكتب:«العيال اللى بشباشب وجلاليب قصيرة!»

*سلايد رئيسى20-9-2019 | 13:11

الجيش المصرى العظيم يحارب فى سيناء «عيال بشباشب وجلاليب قصيرة».. توقفت عند هذه العبارة التى سمعتها – عرضا - من «الكومبارس» فى إحدى كليباته، فهل حقا يحارب الجيش «عيال بشباشب وجلاليب قصيرة»؟!.. لا أطرح السؤال لأرد على «الكومبارس» تحديدا، فهو لم يثر شغفى، ولا فضولى، ولا تستهوينى متابعة المواد الحراقة التى أغرق موقع «اليوتيوب» فيها المصريين فاستغرقتهم وغاصوا فيها حتى كادت تسلبهم الوعى بالأحداث والوقائع وذائقة الحقيقة، وقد تعودوا على طعامها الفاسد الذى تغطى البهارات والإضافات الحريفة على رائحة عفونته.

(1)

واليوم يأتى الكومبارس فى كليب مسموم يطرح هطله الاستراتيجى – لا مؤاخذة - ويلقى قنبلة دخانه، فيعلن أن الجيش المصرى يحارب فى سيناء «شوية عيال بشباشب لابسة جلاليب قصيرة»، ثم يسأل مستنكرًا «أمال لو حاربنا دولة أوروبية أو جيش دولة.. إلخ».. والمقصود بالكلام، ليس فقط التحقير من شأن الخصم الإرهابى، ولكن أيضا الإيحاء بأن هناك مبالغة فى حجم معركة الجيش، والنيل من قدره وقدراته.

وهناك ردود أولية وبسيطة تدحض كلام «الكومبارس» وهو الجاهل العصامى، الذى فضحه جهله مع تواتر حديثه، وبالتأكيد هناك معاونون يمدونه من معين الغل والحقد والتحريض، وقد تجاوز موضوعات المقاولات والفلوس إلى التنظير فى حرب الإرهاب.

.. يا هذا بحكم وجودك فى مجتمع الدراما، ألم يتسن لك مشاهدة أفلام هوليوود التى أظهرت حجم تورط الجيش الأمريكى فى مستنقع حرب العصابات فى فيتنام وأجبرت أمريكا العظمى على الانسحاب بعد فشل جيشها فى مجاراة الفيتناميين بأسلحتهم البسيطة ؟!

وهل عرفت شيئا مما حدث للسوفيت فى حرب أفغانستان، من محاربى طالبان والأفغان العرب، وكانوا - بالمناسبة - يرتدون فى معظمهم «الشباشب» والجلابيب القصيرة؟!

 والأفغان العرب خرج منهم تنظيم القاعدة الذى نسبت إليه تفجيرات 11/9 الرهيبة، والذى افتتح فروعًا له فى دول توزعت على أركان المعمورة الأربعة، وعجز التحالف الدولى، وعلى رأسه أمريكا عن القضاء على هذا التنظيم، ومن بعده «داعش» الذى يحاربه العالم حتى اللحظة ولم يقض عليه، و«داعش» تسربت منه عناصر إلى سيناء، وصارت مكونا من مكونات التنظيمات الإرهابية التى يحاربها الجيش المصرى.

.. وسيناء – لو تجهل أو تعرف وتتغابى – هى هذا الجزء العزيز من الوطن الذى أتاح الإخوان - قبل وصولهم لحكم مصر، وبعده – للذئاب والضباع والثعالب أن تتسلل إليها وتجتمع فيها لإعلانها إمارة إسلامية.. فجاءوا يرتدون «الشباشب والجلاليب» من بقاع العالم عربًا وعجمًا ويزرعون فيها الإرهاب ويستقطبون ما استطاعوا ممن تهددت مصالحهم جراء هدم الأنفاق الموصلة لغزة، ومن تجار السلاح ومهربى المخدرات لينضم المجرمون إلى الإرهابيين، ويحتمى هؤلاء وأولئك بالمدنيين العزل، ويختفوا بينهم بعد ترهيبهم فيأبى الجيش المصرى العظيم أن يسقط ضحايا أبرياء من المدنيين ويدفع هو الثمن مزيدًا من الشهداء، يسقطون ضحايا كمين منصوب أو هجوم «على خوانة» أو ما شابه من أساليب حرب العصابات.

(2)

وإذا رأيت ما سبق كلاما عامًا أو مرسلًا، فإليك بعضًا من كلام موثق فى محاضر قضائية رسمية.

فى شهر نوفمبر عام 2010 رصدت أجهزة الأمن المصرية لقاء سريًّا عقد فى دمشق العاصمة السورية، حضره عناصر من التنظيم الدولى للإخوان وخالد مشعل ممثلا لحركة حماس وشارك فيه مستشار الإمام خامنئى، المدعو على أكبر ولايتى من عناصر الحرس الثورى الإيرانى.

وتمخض اللقاء عن الاتفاق على تجهيز وتدريب عناصر مسلحة، والتنسيق مع الجماعات التكفيرية بسيناء ودعم جماعة الإخوان للاستيلاء على الحكم فى مصر، ولم يكن اللقاء الأول، (ولا الأخير بالطبع) فقد سبقه بسنوات لقاءات وتنسيقات شتى، وبعد وصول جماعة الإخوان إلى السلطة فى مصر تم رصد اتصالات تؤكد وجود تعاون وتنسيق بين العناصر الجهادية من بدو سيناء بقيادات من جماعة الإخوان، وبين عناصر تنتمى لتنظيمات مسلحة بقطاع غزة، منها جيش الإسلام، والتوحيد والجهاد، وجلجلت، كما تم رصد عناصر إخوانية بالتنسيق مع العناصر البدوية تقوم بالتسلل لقطاع غزة من خلال الأنفاق الخاصة بحركة حماس لحضور اجتماعات ولقاءات ودورات تدريبية عسكرية عن القتال اليدوى والدفاع عن النفس واستخدام السلاح.. وتلك التدريبات تمت بمقار تابعة لحركة حماس بالقطاع، كما عقدت دورات تدريبية أخرى داخل مصر بالمقطم.

وبعدها بعامين بتاريخ 4/6/2012 تم التنسيق بين حماس وبعض قيادات الإخوان والاتفاق على تدريب عدد من العناصر والمجموعات الإرهابية من تنظيمات وجماعات جيش الإسلام، جلجلت، التوحيد والجهاد، مجموعة عماد مغنية، وحزب الله، وتم الدفع بهم فعلاً للأراضى المصرية متسللين عبر الأنفاق لتحديد ومعاينة الأماكن والمنشآت الهامة والأمنية بشمال سيناء للاستعداد لتنفيذ عمليات إرهابية ضد تلك المنشآت ثم عادت تلك المجموعات إلى قطاع غزة عبر الأنفاق منتصف شهر يونيو 2012 وتم تدعيمهم بالسلاح والمعدات اللازمة من قذائف (آر بى جى) ورشاشات آلية وسيارات دفع رباعى وبطاقات هوية بأسماء حركية انتظارًا، فى حالة فوز مرشح الرئاسة أحمد شفيق، لتنفيذ أعمال إرهابية واستهداف تلك المنشآت بالتنسيق مع قيادات الجماعة حتى يتم السيطرة على سيناء من خلال تلك العناصر وإعلان شمال سيناء إمارة إسلامية.

.. قبل وعقب أحداث 30/6/2013 واستمرارًا لارتباط قيادات جماعة الإخوان بحركة حماس وحزب الله والتنظيمات التكفيرية وتنفيذ مخططاتهم بانتهاج العنف وإشاعة الفوضى بالبلاد وإرهاب الشعب المصرى، تم التخطيط والتنفيذ لمجابهة المتظاهرين السلميين بأن قاموا بتجميع كتائب شعبية وسرقة كميات من المهمات وإدارتها من خلال مراكز لتجميع المعلومات واتخاذ القرارات، بأوامر من قيادات الجماعة.. حيث تسلل بتاريخ 25/7/2013 عناصر من كتيبة المجاهدين من غزة لتنفيذ مخططات إرهابية فى سيناء ضد القوات المسلحة والشرطة.. وبتاريخ 26/7/2013 نفذوا تفجيرات بأماكن متفرقة بسيناء ضد القوات المسلحة والشرطة بكمائن حى الكوثر وبوابة الشيخ زويد، والضرائب العقارية وأبو طويلة.. وكونوا مجموعات من التنصت على الأجهزة اللاسلكية واتصالات القوات المسلحة والشرطة بسيناء لإمداد العناصر التكفيرية بالمعلومات اللازمة لتنفيذ عملياتهم الإرهابية..

(3)

ما سبق قليل جدًا من كثير ورد فى تحقيقات قضية الهروب من سجن وادى النطرون المقيدة برقم 124 لسنة 2013 جنايات أمن دولة عليا، واستندت فيها المحكمة إلى تحريات كانت النيابة قد طلبتها من جهاز الأمن القومى (المخابرات) وشهادات ضباط الأمن الوطنى وعلى رأسهم المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني الذى عاقبه الإخوان الإرهابيون، فاغتالوه فجر الأربعاء 18 نوفمبر 2013، في عملية إرهابية بشعة نفذها 7 أشخاص ربما كانوا يرتدون «الشباشب والجلاليب»، وتدعمهم تركيا وقطر، والتنظيم الدولى للإخوان، وجماعات الجهاد السيناوية، والغزاوية، وحزب الله، والحرس الثورى الإيرانى، ومخابرات دول أخرى.. يحاربهم الجيش المصرى فى سيناء.

أضف تعليق