طارق متولى يكتب: شهوة !

طارق متولى يكتب: شهوة !طارق متولى يكتب: شهوة !

*سلايد رئيسى22-9-2019 | 13:53

شهوة نغفل عنها كثيراً قد لا يستطيع الإنسان السيطرة عليها أو الصبر عليها وهى خطيرة جدا لما يترتب عليها من نتائج كثيرة ومتنوعة على الشخص والمجتمع ولما لها من مظاهر متعددة. أنها شهوة الكلام ياسادة، فمن منا لا يحب الكلام أن الإنسان إذا لم يجد من يحدثه تحدث إلى نفسه وهو فى الحقيقة فى حديث دائم مع نفسه وإن كان صامتا. هذه الشهوة الجبارة قد تتحول لدى بعض الأشخاص إلى مرض فتجد شخصاً لا يتوقف عن الكلام وإن كان فى مجلس تجده يريد أن يستأثر بالحديث دون غيره مما يفوت على الباقين التحدث ومعرفة ما لديهم من أفكار أو معلومات هذه النوعية نقابلها كثيرا فى حياتنا وقد يكون كلامهم لا طائل منه أو فائدة لمستمعهم وقد يكون الكلام على سبيل التباهى بالمعرفة وسط جمع لا يعنيهم هذا النوع من المعرفة. وهناك نوع آخر يتكلم لكى يسخر من الآخرين فلا يمر من أمامه أحد أو موقف إلا وينطلق لسانه ساخرا منه، ومن كل شىء. ومع حب الحديث والكلام يقع الإنسان فى الغيبة المذمومة والخوض فى أعراض الناس وسيرهم بقصد وبدون قصد ويمشى بين الناس ينقل الكلام من هنا وهناك دون مراعاة لدين أو خلق فقط ليشبع رغبته فى الكلام. والكلام الخبيث قد يهدم بيتا ويشعل حربا ويهلك إنسانا والكلام الطيب قد يبنى وطنا ويسعد خلقا ويسقى أرواحا وليس اصدق دليل على هذا من قول المولى عز وجل فى كتابه الكريم: " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26)." (سورة إبراهيم 24،25،26). وفى الحديث الشريف عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال إذا تكلم أحدكم فليقل خيرا او ليصمت. وقال أحد الحكماء إنى امرؤ كباقى خلق الله كلما كبرت ضعفت لدى الشهوات إلا شهوة الكلام. وأخيرا يجب أن نتذكر أن كل كلمة تتفوه بها سوف نحاسب عليها ثوابا أو عقاباً، وعلى آثارها الممتدة فى الزمان والمكان.

أضف تعليق

إعلان آراك 2