القصة الكاملة لعقار التخسيس «ميدياتور» الذى قتل ألفين وأصاب آلاف أخرى بأضرار لايمكن علاجها

القصة الكاملة لعقار التخسيس «ميدياتور» الذى قتل ألفين وأصاب آلاف أخرى بأضرار لايمكن علاجهاالقصة الكاملة لعقار التخسيس «ميدياتور» الذى قتل ألفين وأصاب آلاف أخرى بأضرار لايمكن علاجها

* عاجل23-9-2019 | 14:40

وكالات فى واحدة من أكبر فضائح الرعاية الصحية، فى فرنسا تنطلق اليوم محاكمة شركة "سرفييه"، أحد أقوى وأكبر المختبرات الخاصة في فرنسا، بعدة تهم أهمها التستر على الآثار الجانبية القاتلة لعقار موصوف على نطاق واسع يسمى "ميدياتور" وهو حبوب لإنقاص الوزن، وتسببت في وفاة ما يصل إلى ألفي شخص، فضلا عن أضرار صحية لا يمكن علاجها للآلاف.

والقضية المنظورة أمام المحكمة، التي تنطوي على اتهام بالقتل الخطأ والاحتيال، ترفع الغطاء عن صناعة الأدوية الضخمة في فرنسا، بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية، فيما تؤكد الهيئة المنظمة للأدوية في فرنسا إن المختبر "تساهل وفشل في التصرف لمنع الوفيات والإصابات الناجمة عن العقار.

حبوب "ميدياتور" هى أحد مشتقات "الأمفيتامين" وقد تم تسويقها لمرضى السكري الذين يعانون زيادة الوزن، لكنها كانت توصف في كثير من الأحيان للنساء الأصحاء كمثبط للشهية إذا أردن خسارة بضعة كيلوجرامات من وزنهن، حتى إن النحيفات والرياضيات كن يتناولنها لتجنب زيادة الوزن.

وتشير وقائع الاتهام إلى أنه جرى بيع العقار إلى نحو 5 ملايين شخص بين عامي 1976 و2009، رغم حقيقة أنه كان يشتبه في التسبب في قصور القلب الرئوي.

وكشفت وزارة الصحة الفرنسية أن 500 شخص على الأقل لقوا حتفهم بسبب مشكلة في صمام القلب (في فرنسا فقط) بسبب التعرض للمكون النشط لعقار "ميدياتور"، لكن تقديرات أخرى من قبل الأطباء قدرت الرقم بأكثر من ألفين، فيما يعيش الآلاف من الأشخاص حاليا بمشكلات صحية دائمة بسبب هذه الحبوب، حيث وجدت بعض النساء، اللائي تعاطين الدواء، أنهن غير قادرات على صعود السلالم، كما تعرضت أخريات لمشاكل قلبية دائمة تؤثر من حياتهن اليومية بشكل مزمن.

وتحقق المحكمة التى تنظر القضية فى أسباب استمرار العقار في السوق لفترة طويلة في فرنسا، ويقول المدعون بالحق فى القضية إن مختبر "سرفييه" ضلل المرضى عمدا لعقود من الزمن، فيما جنت شركة "سرفييه" ما لا يقل عن مليار يورو من الدواء، دفعت منها فيما بعد حوالي 132 مليون يورو (116 مليون جنيه إسترليني) تعويضات لضحايا الدواء أو ذويهم.

وقد تم الكشف عن الآثار الخطيرة، وفضح الدواء في عام 2007 عندما قيم أرين فراشون، أخصائي الرئة في مستشفى بريتاني، سجلات المرضى، وحذر من وجود صلة بين "ميدياتور" وأضرار خطيرة في القلب والرئة، ونقلت صحيفة "جارديان" البريطانية عن الأخير قوله: " نشعر بارتياح تجاه هذه المحكمة"، واصفا العقار بأنه "سم".

وجدير بالذكر أنه لم يجر سحب الدواء من السوق في فرنسا حتى عام 2009، أي بعد عامين من دق فراشون ناقوس الخطر وسنوات عديدة أخرى بعد سحبه في إسبانيا وإيطاليا، ولم يتم التصريح بالدواء مطلقا في المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة.

أضف تعليق