الدكتورعادل عامر لـ «دار المعارف» : 3 مبادئ فى السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية تمثل رؤية مصر فى الأمم المتحدة

الدكتورعادل عامر لـ «دار المعارف» : 3 مبادئ فى السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية تمثل رؤية مصر فى الأمم المتحدةالدكتورعادل عامر لـ «دار المعارف» : 3 مبادئ فى السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية تمثل رؤية مصر فى الأمم المتحدة

* عاجل23-9-2019 | 22:49

كتب: على طه 
قال الخبير في القانون العام ومدير مركز المصريين للدراسات الدكتور عادل عامر إن رؤية مصر من خلالها مشاركتها الحالية فى الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وضحت في ثلاثة مبادئ يتعين تجديد الالتزام بها لأن برنامج الإصلاح تم إعداده، الاقتصادي الذى تم تنفيذه بالتعاون مع صندوق النقد الدولي وفقا للمتطلبات المصرية الوطنية، وإن التنفيذ الناجح للبرنامج والنتائج الإيجابية التي فاقت المتوقع، تعود لعزيمة وقوة إرادة الشعب المصري العظيم، وليس فقط للإرادة السياسية أو كفاءة البرنامج ذاته.
 وأضاف عامر فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" أن زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة ستتضمن أيضا الجانب الاقتصادي من خلال لقاء مجموعة من رجال الأعمال ورؤساء الشركات العالمية لجذب المزيد من فرص الاستثمار سواء في مصر أو في أفريقيا بالإضافة إلي لقاء الجالية المصرية في الولايات المتحدة وربطهم بالوطن واستعرض أبرز الانجازات.
وقال إن مصر مشاركة هذه المرة كونها رئيس الاتحاد الإفريقي مما يعني استعرض رؤية 2030 وتنمية القارة السمراء ودعم أفريقيا بالإضافة إلي عقد عشرات اللقاءات والقمم الثنائية والثلاثية مع رؤساء وزعماء الدول المشاركة في القمة كما حدث خلال المرات السابقة، مشيرا إلي أن خطاب الرئيس السيسي خلال كلمته دائما ما يشمل أكثر من محور منها المحلي والإقليمي والدولي
وأوضح عامر أن  رؤية مصر في العلاقات الدولية، وقضايا السلم والأمن الدوليين، والصراعات الإقليمية والدولية، ومكافحة الإرهاب والتطرف.
أول هذه المبادئ أنه لا مجال لحديث عن تفعيل النظام الدولي إذا كانت وحدته الأساسية، أي الدولة الوطنية القائمة على مفاهيم المواطنة والديمقراطية والمساواة، مهددة بالتفكك .و تكلم من واقع خبرة مصرية فريدة، لشعب قام بجهد جبار لاستعادة دولته وإنقاذ هويته، واختار أن تكون الدولة الوطنية القادرة والعادلة بابا للإصلاح وتحقيق تطلعاته في الحرية والتنمية والكرامة.
وتابع عامر أن  تفكك الدول تحت وطأة النزاعات الأهلية والارتداد للولاءات الطائفية بديلا عن الهوية الوطنية هو المسئول عن أخطر ظواهر عالمنا المعاصر مثل النزاعات المسلحة وتفشي الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة والتجارة غير المشروعة في السلاح والمخدرات.
وأشار إلى أن المنطقة العربية أكثر بقاع العالم عرضة لمخاطر تفكك الدول الوطنية وما يعقبها من خلق بيئة خصبة للإرهاب وتفاقم الصراعات الطائفية .ويعد الحفاظ على قوام الدولة وإصلاحها أولوية أساسية لسياسة مصر الخارجية في المنطقة العربية .فلا مخرج من الأزمة في سوريا والكارثة التي تعيشها اليمن،  إلا باستعادة الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادتها وسلامة مؤسساتها وتحقيق التطلعات المشروعة لمواطنيها .
وأكد عامر  أن مصر في طليعة الداعمين للحل السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة في هذين البلدين الشقيقين،  وترفض أي استغلال لأزمات الأشقاء في سوريا واليمن كوسيلة لتحقيق أطماع وتدخلات إقليمية، أو كبيئة حاضنة للإرهاب والتطرف والطائفية.
وتابع عامر  أن المبدأ نفسه ينطبق على سياستنا تجاه ليبيا، التي تضطلع مصر فيها بدور مركزي لدعم إعادة بناء الدولة، خاصة فيما يتعلق بتوحيد المؤسسة العسكرية لتوفير بنية قادرة على الدفاع عن ليبيا ومواجهة مخاطر الإرهاب.
وقال عامر أننا لا يجب أن ننسى أن عاما قد مر منذ تبني مبادرة الأمم المتحدة للمعالجة الشاملة للأزمة الليبية دون تحقيق تقدم في تنفيذها، وهو ما يستوجب منا تجديد التزامنا بالحل السياسي كما تضمنته عناصر تلك المبادرة، بصورة غير منقوصة، مضيفا أنه لا مجال لحلول جزئية في ليبيا أو سوريا أو اليمن .فالأزمات الكبرى تحتاج لمعالجات شاملة، وليس لحلول جزئية، إن أردنا تجاوز استنزاف البشر والموارد، والبدء في مرحلة البناء.
وأوضح أن  الرئيس  قد عقد عددا من اللقاءات الموسعة مع الشخصيات ذات الثقل بالمجتمع الأمريكي وكذا مع قيادات كبريات الشركات الأمريكية العالمية، والمؤسسات الاقتصادية والاستثمارية، والتي تسعى إلى زيادة حجم أعمالها في مصر على خلفية الفرص الاستثمارية العريضة المتاحة حاليا في السوق المصري، لتوطين نشاطها الصناعي والتجاري في ظل المناخ الاستثماري الجاذب في إطار عملية التنمية الشاملة والمشروعات الكبرى، وما تنعم به  ا حالي مصر من أمن واستقرار.
وعلى جانب أخر أكد عامر أن  مصر والولايات المتحدة تربطهما  علاقات استراتيجية وثيقة استمرت على مدى العقود الأربعة الماضية، شهدت فترات ازدهار بعد المواقف العدائية التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي   يونيو، بدأت العلاقات بين البلدين 30 السابق باراك أوباما تجاه الدولة المصرية بعد ثورة تستعيد قوتها خلال حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي في استعادة مكانتها الدولية والإقليمية.
 وأوضح عامر أن الزيارة تستثمر عمق العلاقات في استقطاب استثمارات أمريكية جديدة إلى مصر في ضوء أنها تمثل أهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، إذ تجاوز حجم التبادل التجاري بين مصر  . مليار دولار 21.3  مليارات دولار، وزادت الاستثمارات الأمريكية في مصر إلى 8 وأمريكا وتعمقت العلاقات والمشاورات بين الرئيسين  وتبادل وجهات النظر، نظرا للدور المحوري لمصر في منطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا، والعالم الإسلامي، وظل التنسيق والتشاور المصري الأمريكي قائما في كافة قضايا المنطقة، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا ولبنان والسودان والعراق وإيران،   فضلا عن مكافحة الإرهاب.
إن مصر حريصة على دعم أهداف الأمم المتحدة لأن مصر تدعو لحلول سياسية لكافة الأزمات الدولية وهو ما يتطابق مع أهداف المنظمة الأممية التي تقوم على نشر الاستقرار ومنع الحروب والتوترات في العالم، والتي كان أبرزها في السنوات الأخيرة هي المبادرة المصرية لمكافحة الإرهاب لأن الرؤية المصرية هي الوحيدة المتكاملة في هذا الشأن، بمكافحة التطرف ومنع التمويل ومنع الإرهابيين من التواصل، عبر التعاون عابر الحدود لمكافحة الإرهاب.
أن الرئيس السيسي طالب بتعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي.
فقد أكد الرئيس حماية حقوق الإنسان لن تتحقق إلا بحقوق إنسان في المجال الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، كما أشار إلى أن الأسلحة والتمويل المتوفر للجماعات الإرهابية مؤشر يتطلب ضرورة قيام منظومة عالمية لمكافحة الإرهاب.
وقد أكد  عامر أيضا تحديات القارة الأفريقية، وتحديات المنطقة العربية، واستمرار النزاعات في بعض الدول، والقضية الفلسطينية، مع التأكيد بأن الرئيس السيسي فقد وضح ثلاث محاور أولهم المحور الأفريقي، بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي، والمحور الثاني المنطقة العربية خاصة في ظل اشتعال الأوضاع في عدد من الدول العربية، وأخيرا التحذير من الدول الداعمة للإرهاب.
وتابع إن وجود الرئيس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام له دلالات إضافية مستمدة   وهي ،2019 من رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي التي تسلمها الرئيس في العاشر من فبراير مهمة تضاعف من المسئولية التي يضطلع بها الرئيس بالفعل تجاه قضايا القارة الأفريقية والتي عبر عنها أصدق تعبير خلال المشاركات الخمس السابقة في اجتماعات الجمعية العامة.
وأضاف أن  المهمة الجديدة للرئيس في نيويورك تجاه القارة الأفريقية إلى العديد من المناسبات الدولية الكبرى التي شارك فيها الرئيس خلال الشهور الماضية ومنها مؤتمر ميونخ للأمن الذي طالب الرئيس من على منصته بحق أفريقيا في السلام والأمن والاستقرار لتحقيق تنمية الأفريقية في النمسا – مستدامة لشعوبها، ثم في القمة الأوروبية
واختتم حديثه  أن  الرئيس طالب  بشراكة عادلة بين الطرفين، ثم قمة مجموعة العشرين الكبرى في أوساكا في اليابان التي دعا فيها الرئيس إلى حشد الدعم الدولي للتنمية الأفريقية، وبعدها كان الموقف نفسه في قمة السبع الكبرى في فرنسا، ثم في قمة التيكاد في اليابان وكانت كل أعمالها تتعلق بقضايا التنمية في أفريقيا وقام الرئيس السيسي خلالها بدور كبير كرئيس لمصر ورئيس للاتحاد الأفريقي.
أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2