نادية صبره تكتب: غطرسة نتنياهو

نادية صبره تكتب: غطرسة نتنياهونادية صبره تكتب: غطرسة نتنياهو

*سلايد رئيسى25-9-2019 | 16:06

متغطرس– عنيد– ماكر... تلك أهم صفات " بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي ستجعله لا ينسحب من الحياة السياسية أو يستسلم بالسهولة التي يتصورها غرمائه... وهذا بالطبع ليس تحليلاً سياسياً فالتحليل السياسي له أساتذته المتخصصون ولكن ما ذكرته هو مجرد رأي يحتمل الصواب أو الخطأ. هل "نتنياهو" في ورطة؟ بالتأكيد "نتنياهو" في ورطة حساباته تعقدت وتأزمت وبدا هذا واضحاً عندما ألغى خطابه في الأمم المتحدة وارتباطاته الخارجية كلها لأنه شعر بأن الداخل الإسرائيلي أهم أن يتواجد به ليكون في قلب الأحداث... ولكنه من الممكن أن يرضخ حتى تمر العاصفة ولذلك قال "نتنياهو" إنه مستعد ضمنياً للتناوب على رئاسة الحكومة مع (غانتس) رغم أنه كان يرفض ذلك رفضاً قاطعاً أثناء الحملة الانتخابية ولكن الحملة الانتخابية شيء وبعد إعلان النتائج شيء آخر. واعتقادي أن "نتنياهو" سيحاول اغتنام أول فرصة للتخلص من غريمه (بيني غانتس) زعيم أزرق أبيض وشريكه في حكومة الوحدة الوطنية في حال تشكيلها وذلك بالدعوة لانتخابات مبكرة فنتنياهو يعلم جيداً أن (غانتس) عديم الخبرة وأن هذه أول تجربة سياسية له لذلك يراهن على فشله في إدارة الحكومة الإسرائيلية. كما أن "نتنياهو" للأسف الشديد تمكن خلال السنوات الماضية من إقامة علاقات وطيدة مع عدد من زعماء العالم وخاصة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي حاول نتنياهو خداعه كثيراً كما ذكر ذلك (ريكس تريسلون) وزير الخارجية الأمريكي السابق وأن يحظى بما لم يحظ به رئيس وزراء إسرائيلي قبله وهو انتزاع اعتراف أمريكي بالقدس المحتلة والجولان السورية لصالح إسرائيل.. ولأن "نتنياهو" لم يحصل على المقاعد الكافية لتشكيل حكومة يمين و(غانتس) فشل بالحصول على الأصوات لتشكيل حكومة فإن الرئيس الإسرائليي (رؤفين ريفلين) يحاول جاهداً حلحلة الجمود السياسي الذي سيؤدي إلى طريق مسدود وتجنب انتخابات ثالثة خلال عام لذلك دعا (غانتس) و(نتنياهو) إلى ديوانه واجتمع بهما للضغط عليهما لتشكيل حكومة وحدة وطنية كما دعاهما إلى مأدبة عشاء لكسر الجمود في المفاوضات الائتلافية التي ستستمر بين طاقمي الليكود وأزرق أبيض... أما ما يتحدث عنه الإعلام الإسرائيلي بأن "نتنياهو" يبحث عن صفقة الخروج الآمن أي الحصول على عفو من الرئيس الإسرائيلي مقابل اعتزال السياسة فآراه احتمالاً بعيداً فعندما سُئل أحد المقربين منه عن ترتيب من سيتولى أولاً رئاسة الحكومة قال:- لا مجال لأن لا يكون نتنياهو هو الأول! وهذا يدل على أن نتنياهو لا يروق له سوى أن يرى نفسه فقط في الصورة ولا أحداً سواه.. ولكنه ارتضى بالجلوس مع المنافس من أجل المصلحة الشخصية وليس مصلحة الناخبين... كما أنه يعلم يقيناً أن الفوز سيكون مصيره في أي انتخابات مقبلة حتى لو ابتعد عن السلطة مؤقتاً لمصلحة غريمه (بيني غانتس) بالإضافة لإصراره على تمرير قانون الحصانة الذي يحميه من أسوار السجن في حال ثبوت تهم الفساد الموجهة له والتي ستصدر بها ثلاث لوائح إتهام في أكتوبر القادم... وهي اتهامات خطيرة في ثلاثة ملفات فهو متهم بالرشوة في ملف القضية 4000 وبالاحتيال وخيانة الأمانة في الملفين المتعلقين بالقضية رقم 1000 والقضية رقم 2000. ولذلك فالأفضل لنتنياهو أن يُدير معركته القضائية وهو على كرسي رئاسة الوزراء.. بالإضافة إلى موعد عرض خطة السلام الأمريكية التي يطلق عليها صفقة القرن والتي ما زال الشق السياسي بها مرهوناً عرضه حتى تزول ضبابية مشهد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة... وقد امتنع (جيسون جرينبلات) مبعوث الرئيس الأمريكي المتواجد حالياً في إسرائيل عن لقاء (بيني غانتس) رقم أنه الفائز بانتخابات الكنيست..! مما يعطي انطباعاً بأن الإدارة الأمريكية تفضل أن يكون نتنياهو هو من سينفذ هذه الخطة. وهذه الخطة بالنسبة لنتنياهو هي طوق النجاة الذي سعى إليه طويلاً... وأتمنى من قلبي أن يخيب الله أمله. وأود أن أحيي الدكتور / أحمد الطيبي والنائب أيمن عودة اللذين عملا جاهدين على إنهاء حقبة نتنياهو السياسية.
أضف تعليق