أمل إبراهيم تكتب: «جنة» الملاك الصغير العائد إلى الله

أمل إبراهيم تكتب: «جنة» الملاك الصغير العائد إلى اللهأمل إبراهيم تكتب: «جنة» الملاك الصغير العائد إلى الله

*سلايد رئيسى29-9-2019 | 14:46

برغم متابعة الأحداث والمداومة على قراءة الأخبار إلا أننى دائما اتجنب قراءة الحوادث والجرائم التى تخص الأطفال لأنها تصيبنى بحالة من الفزع وتطرد النوم من عينى لفترة طويلة كما أننى لا أستطيع أن أتخيل أن هناك أشخاصا قادرين على إيذاء الأطفال وقتلهم لأنه فى أكثر السيناريوهات رعبا تملك الوحوش قلوبا رحيمة تجاه صغارها

..ولكن صورة الطفلة " جنة" ونظراتها المؤلمة وابتسامتها الحزينة فرضت نفسها فى الأيام الماضية خاصة أنها كانت مثار مناقشات كثيرة على مجموعات الفيس بوك.. ومطالبة الكثيرين بإعدام الجدة والخال اللذين قاما باغتصاب الطفلة وتعذيبها بالكى وكسر رجلها وتركها دون علاج حتى الموت .

نحن نقرأ سطور جريمة مروعة وشديدة القسوة تمت على يد من يفترض أنهم أقرب الناس إليها جدتها وخالها كيف؟؟ إذا كنا غالبا نعتقد أن الجدة تملك مشاعر أكثر حنانا من الأم ولديها مساحات واسعة من الغفران والتسامح مع الصغار حتى إننا نلوم على الجدات أنهن السبب فى تدليل الأطفال ويعتبرهن الصغار مصدرا للحماية من أى عقاب أو أذى ولأن القاعدة العاطفية تقول "أعز الولد ولد الولد" إذن من هؤلاء الشواذ الذين كسروا قواعد الرحمة وغابت عنهم كل مشاعر الإنسانية، فإن أكثر الحيوانات توحشا لا يمكنه إيذاء صغاره..

وإذا كنا نشعر بالرعب عند مشاهدة صور الطفلة أو القراءة عن آثار التعذيب التى انتهت بموتها ورحمها الله من أيدى عديمى الرحمة وموتى الضمير فيجب علينا أن نتساءل ونفكر جميعا فى وضع إجابة للسؤال.. من ينقذ الصغار الذين يعيشون ظروف مماثلة أو يتعرضون إلى معاملة قاسية ممن يفترض أنهم أهل وأقارب؟ هل هناك قانون يسمح بأخذ طفل من أهله وإيداعه دور الرعاية أو تبنيه من قبل آخرين؟؟

نحن دائما نلوم على الغرب بسبب القوانين التى يفرضها بعدم الإساءة إلى الأطفال أو استعمال أى طرق تربية تعتبر من وجهة نظرهم عنفا نحو الصغار، ونرى أن الأب هناك لا يستطيع توجيه أبنائه برفع الصوت أو الضرب كنوع من العقاب، كما يتم مراقبة بعض الأسر التى تصدر منها أى معاملة فيها إساءة للأطفال ويؤخذ الطفل من أهله لو تكرر الأمر لإيداعه فى إحدى دور الرعاية ..

ولكننا أمام جريمة مروعة فى حق ملاك صغير من أقرب الناس إليها وبالطبع ليست الأولى ولا الأخيرة كما أظهرت التحقيقات أن الطفلة أخت تتعرض هى الأخرى للتعذيب وعلى جسدها آثار لحروق وكى..

نحن نتساءل عن دور مجلس الأمومة والطفولة عن حالات مماثلة فى مجتمعنا المصرى خاصة فى المناطق الفقيرة والعشوائية التى تكتظ بالأطفال الذين يتم استغلالهم إلى أعمال لا تناسب أعمارهم ويتعرضون للعنف من قبل أصحاب العمل والأهل بسبب ضغوط كثيرة منها الفقر والسكن غير الآدمى وأيضا حالات الطلاق وغياب الأب والسعى المرهق وراء هدف واحد هو توفير لقمة العيش دون أن يكون للصغار حق فى طفولتهم أو حياة كريمة .

"جنة" مجرد جرس إنذار لكى تقوم المؤسسات المعنية بالطفولة بدورها ومراقبة دور الرعاية وإيجاد حلول قانونية تنقذ الصغار من براثن هؤلاء الذئاب الذين يتخفون فى ثياب البشر .

أضف تعليق