محمد القصبي يكتب: بالعلم.. فيالق « تحيا مصر » في مواجهة فصائل « طظ !»

أظنها المرة الأولى خلال السنوات الست الماضية التي نلحق خلالها هزيمة مخزية بقنوات الجزيرة..الشرق ..مكملين ..وغيرها من مجاري طفح الشائعات والأكاذيب على السوشيال ميديا. الانتصار الذي أحرزناه ..لم يكن من خلال خطة ممنهجة في إطار استراتيجية يضعها مثلاً المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وخبراء السوشيال ميديا.. بل بفضل مبادرات فردية من محمد غانم ، محمد رجب ، وعشرات الآلاف من شباب مصر المجهولين ..هؤلاء الشباب تصدوا بكل ما يقع تحت أيديهم من حقائق وعبر "بوستات" ساخرة لأكاذيب الجزيرة وشقيقاتها الساحرات الشريرات! ردود أفعال هؤلاء الشباب .. فاضت بعفوية وبشكل غير منظم من وجدان وعقول شعرت بأن مقولة مهدي عاكف "طظ في مصر" يجري ترجمتها إلى حرب شائعات شرسة للنيل من المحروسة.. وإعادتها ولاية على الخازوق العثماني !!.. شبابنا تداولوا على سبيل المثال مقطع فيديو روجت له الجزيرة لما ادعته لمظاهرات عارمة في السويس.. ويظهر فيها شاب يرتدي جلابية ويقوم بتصوير المظاهرات.. وفي نفس الوقت بثت فيديو آخر لمظاهرات في الأسكندرية يظهر فيها ذات الشخص " أبو جلابية" ويقوم بتصوير المظاهرات !!!!.. "مش بعيد أن واحد من إياهم يظهر في الجزيرة.. ويقول: وفيها أيه.. أبو جلابية دا راجل مبارك.. صاحب كرامات.. من أهل الخطوة.. ممكن تلاقيه في اسكندرية والسويس والمحلة والمنصورة في نفس الوقت !!!!" .. وأبو خطوة هذا تكرر ظهوره في المظاهرات المزعومة يوم 27 سبتمبر في أكثر من مدينة في ذات الوقت!!! الشاب محمد رجب كتب على حسابه أن مقاطع الفيديو التي بثتها الجزيرة لـ" الثورة المشتعلة" في ميدان التحرير يوم 20 سبتمبر يظهر فيها محل لبيع الملابس، هذا المحل تغير نشاطه من عدة سنوات إلى محل مأكولات.. صاحب محل المأكولات صديق "محمد رجب".. وقد دعاه لحضور حفل افتتاحه منذ عدة سنوات.. "رجب " يعلق قائلاً أن ما بثته الجزيرة زاعمة أنها مظاهرات حاشدة في ميدان التحرير، هي مقاطع فيديو لمظاهرات 2011 حين كان هذا المحل يبيع الملابس! محمد غانم صحفي شاب في إحدى الصحف الكويتية نشر عدة بوستات قصيرة وبعبارات رشيقة تفيض بخفة الدم والسخرية من ثورة "المناضل الصايع محمد علي " وغير المحمدين.. عشرات الآلاف من شباب مصر الذين استطاعوا عبر بوستاتهم القصيرة الجذابة أن يعروا الوجه القبيح للجزيرة وشقيقاتها الساحرات الشريرات .. ..ومثل هذه البوستات ينبغي أن تدرس لطلاب كليات الإعلام.. كنموذج ناجح لكيفية التصدي للشائعات . بل ينبغي استحداث أقسام في هذه الكليات لدراسة أبعاد تأثير السوشيال ميديا وكيفية توظيفها لتحصين العقل الجمعي ضد الشائعات والأكاذيب.. لأن طبيعة السوشيال ميديا تتناغم أكثر من كافة وسائل التأثير الأخرى مع مزاج المتلقي الآن.. الذي تتشكل مرجعيته المعرفية.. رؤياه للعالم عبر الصورة.. مقطع الفيديو.. البوستات السريعة.. والأهم أنها تتيح له ماحُرِم منه من قبل الميديا الأخرى.. أن يكون أيضاً منتجاً ومرسلاً للمادة الإعلامية.. وليس فقط مستقبلاً لها. المشكلة في مصر الآن .. أننا مازلنا نرى السوشيال ميديا - فقط - بعيون باكية، ونزنزن ردود أفعالنا - فقط – في حناجر تزأر بالشكوى.. بالصراخ من تهديدها لثوابت الدولة المصرية. وعلينا الآن أن نتعامل معها بوجه آخر.. بعقل جمعي واعٍ عبر فيالق من مئات الآلاف بل ملايين الشباب تخوض حربها المقدسة في ظل شعار " تحيا مصر" لدحر فصائل: "طظ في مصر"! لقد كتبت السياسية التركية "إسراء أولونو" المقربة من أردوغان تويتة هذا نصها : إذا قرر السيسي الجلوس للحوار حول غاز المتوسط سيتوقف كل شيء.." هذه التغريدة التي ظهرت على حساب ريتويت ياسين أقطاي مستشسار أردوغان.!! تفضح الدور الذي يلعبه نظام أردوغان لتقويض الدولة المصرية ..! وأن جهازه الاستخباراتي يلعب دوراً في تمويل وتأجيج حرب الإرهاب والشائعات التي تشن ضدنا... مثل هذه التغريدة كان ينبغي توظيفها من خلال نشرها بشكل ممنهج على أوسع نطاق عبر السوشيال ميديا للكشف عن أبعاد المؤامرة القذرة التي نتعرض لها .. وليس هذا البوست فقط ..كثير من الوثائق تدين النظام الأردوغاني في ممارساته القمعية ضد معارضيه ..بل ودعمه للإرهاب.. كهذه الوثيقة الرسمية التي نشرتها جريدة الزمان التركية في عددها الصادر يوم 21ديسمبر 2016 ..وتؤكد علاقة حكومة أردوغان بجبهة النصرة الإرهابية ، فرغم إدراج أنقرة ل "النصرة" كتنظيم إرهابي إلا أن الوثيقة والمدموغة بتوقيع معمر جولار وزير الداخلية خلال تولي أردوغان رئاسة الوزراء ،تكشف عن دعم تركيا لجبهة النصرة، حيث يخاطب " جولار" في الوثيقة المؤرخة في 15 مارس 2013، بلدية هاتاي، قائلا: “يرجى تقديم الدعم لمجاهدي النصرة في الإطار المحدد بالأسفل”. وذُيِّلت الوثيقة بأوجه الدعم المطلوب !من بينها استضافتهم في المؤسسات الاجتماعية، وفي مقدمتها المساكن التابعة لرئاسة الشؤون الدينية ،وتدريبهم وعلاج جرحاهم ! وقد وصف الوزير التركي إرهابيي النصرة بـ"المجاهدين" ،مع التشديد على أن فعالياتهم تجري تحت رقابة جهاز المخابرات التركي.. الوثيقة كشفت أيضا أن عملية نقل مقاتلي الجبهة من عدة دول إلى سوريا تمت تحت رقابة جهاز المخابرات التركي.. وثيقة مثل هذه كان ينبغي نشرها عبر السوشيال ميديا وعلى نطاق واسع لكشف الوجه الآخر لنظام أردوغان.. - خلال رسالة وجهتها للدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة عبر موقع الحوار المتمدن يوم 3 أغسطس الماضي.. دعوته إلى تبني رؤية مغايرة لـ 17 ألف موظف الذين ينتمون إلى الهيئة، ومنهم من لايمارسون عملاً، أو يمارسون العمل الخطأ.. ويستهلكون بمرتباتهم ومكافآتهم أكثر من 70 % من ميزانية الهيئة .. طبقا لهذه الرؤية المغايرة هؤلاء الشباب.. يمكن تأهيلهم من خلال دورات تدريبية بحيث يلعبون دوراً حيوياً كحملة شعاع الثقافة المستنيرة عبراستخدام بوستات سريعة ومعبرة بدلالاتها الفكرية والساخرة على السوشيال ميديا، لمواجهة العديد من الظواهر السلبية ..القبح في البيت و الشارع والعمل.. ظاهرة الدجل والشعوذة التي تستنزف من جيوب المصريين 30 مليار جنيه سنوياً.. السفه في الاستهلاك .."أكثر من ربع طعام المصريين يلقى في صناديق القمامة"..وبالطبع التطرف الديني الذي لايمت بصلة لصحيح الدين.. - وحفزني على دعوتي ما لمسته من وجود قطاع للتدريب في الهيئة يؤدي دوره بكفاءة عالية تحت قيادة الدكتورة منال علام.. - ولو تم تأهيل هؤلاء وغيرهم آلاف الشباب في وزارة الثقافة و الأندية ومراكز الشباب والمعلمون ..والوعاظ ،بالإضافة إلى أبنائنا الذين شاركوا في مؤتمرات الشباب..لو تم تعليم هؤلاء الشباب صناعة مثل هذه النوعية من البوستات..وبشكل علمي .."مع ضرورة توفير المعلومة لهم من قبل أجهزة الدولة وبشفافية" .. لو سعينا في هذا الاتجاه .. لأمكننا السيطرة تماماً على السوشيال ميديا ..وفضحنا المتربصين بالدولة المصرية.. مهما كان الآخرون مدربين ومؤهلين.. لأن ثمة فارقاً هائلاً بيننا وبينهم ..أن بوستاتنا تنبثق من خطوط انتاج فيالق تحيا مصر.. أما بوستاتهم فتطفح من خطوط إنتاج الجزيرة وشقيقاتها من الساحرات الشريرات.. التي تعمل بشعار" طظ في مصر" ! هل نشاط مثل هذا ينبغي أن يسند إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ؟ ماذا يمنع..على أن يكون جهة إشراف مركزية تتولى وضع الخطط وتوفير الخبراء لتدريب شبابنا في كافة الوزارات والمؤسسات المعنية بالأمر ..الثقافة..الرياضة والشباب ..الأوقاف..الأزهر..التعليم العالي.. ولايكون الهدف فقط التصدي للشائعات المغرضة التي يطلقها محور الدوحة- أنقرة ..بل ومالايقل أهمية إعادة هيكلة الدماغ الجمعي على أسس من العقلانية والاستنارة و تثمين قيم الجمال والنظافة والترشيد والعمل والعدل.. ستربح الدولة المصرية كثيراً لو اعتمدت مشروعاً مثل هذا ..بالطبع يتكيء نجاحه على تجييش كل الخبراء والمتخصصين سواء أكاديمياً أو مهنياً لتأهيل آلاف الشباب في كيفية التعامل المنهجي مع السوشيال ميديا.. ليت الرئيس عبد الفتاح السيسي يبند هذا المشروع في خانة مشاريعنا القومية الطموحة. لدحر كتائب.. "طظ " !