سعيد عبد الحافظ يكتب: لماذا ننتقد هيومن رايتس ووتش
سعيد عبد الحافظ يكتب: لماذا ننتقد هيومن رايتس ووتش
في مقال منشور على موقع الووتش أمس الأحد القيادات بالمنظمة تحت عنوان لماذا تهاجم مصر منظمات حقوق الانسان وكعادة الووتش والعاملين بها يتم بذل الجهد الأكبر لإختيار عنوان براق لخطف الأنظار حتى لو كان العنوان لايعبر عن المتن على اية حال العنوان به من التعميم ما يجعله يقف على الشط الآخر للموضوعية فلا يمكن القبول بأن مصر بما فيها من تنوع وتعددية ومؤسسات وهيئات قد جندت نفسها لمهاجمة المنظمات أو حتى مهاجمة الووتش ذاتها وبصرف النظر ايضا عن إنطلاق كاتب المقال من إيمانه بأن الووتش واصحاب بعض المنظمات من ذات فصيلته وتياره هم مجموعه من الملائكة لايأتيهم الباطل من بين يديهم ومع إدانتى الشديدة لأية دعاوى تحض على الكراهية أو الإعتداء على اى باحث بالووتش ، فدافعى الأساسي لكتابة هذا المقال هو الرد على كاتبه ببعض التفاصيل التى اعتقد أنها غائبه عنه ، لايجب ابدا على كاتب المقال أن يتجاهل في تحليله نشأة الحركة الحقوقية المصرية التى نشأت من رحم السياسة وورثت عن السياسة أمراضها من انحياز وتعصب وتفشي الشللية والخلط الواضح بين ماهو حقوقى وماهو سياسي والأخطر من ذلك انخراط تلك الحركة في معاداة السلطة ليس بسبب ارتكابها أنتهاكات لحقوق الأنسان ولكن بأعتبار ان ديكتاتورية البروليتاريا هى الطبقة الوحيدة القادرة على تحقيق العدالة الأجتماعية او الفصيل الآخر من المنظمات الحقوقية الرافض لمفهوم السلطة بإعتبارها أكذوبة كبرى اخترعها الراسماليون للسيطرة على المجتمع هذا واقع لايمكن تجاهله او انكاره هذه النشئه وهذا الجيل المؤسس بأفكاره اليسارية او إيمانه بالثورة الاشتراكية توجه الى الولايات المتحدة وتحالف مع الرأسمالية الامبريالية رغم الهوة السحيقه بين افكاره والفكر الاستعمارى !!! وهناك تفاصيل عديدة لايسمح المجال بذكرها لكن يمكن تلخيصها في انتهازية النخبة المؤسسة للحركة الحقوقية وقيادتها الوسيطة فهى تحتكر العمل الحقوقى وتركز التمويل في ايديها كأى مؤسسة رأسمالية كبرى لنصدق انها تبحث عن العدالة الإجتماعية !! وكان يجب على كاتب المقال كذلك ان ينتبه ان الووتش ومنذ ٣٠ يونيو تخوض معركة ساخنة ضد مؤسسات الدولة دون محاولة واحدة منهم لمراجعة أدائهم في هذه المعركة، رغم مرور ست سنوات على اطلاقها لايمكن ان ننكر
ان هيومن رايتس ووتش تحظى بشهرة واسعة لكنها لأسباب لا نعلمها تبدو لنا وكأن قولها الحقيقة سيجعلهم في خطر ، كما لايمكن ان ننكر ان الووتش كانت ولاتزال
تقدم صورة بالغة السوء للإعلام الغربي عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر
والسؤال مالذى يدعو الووتش للإنحياز الأعمى للجماعات المتطرفة ودعاة الفاشية الدينية ؟ ولماذا تتعمد الطعن في المؤسسات الحيوية في مصر على خلاف الواقع ولماذا تتخلى منظمة قديمة وعريقة كالووتش هن مهنيتها ومرحعيتها الحقوقية ؟
والإحابة بإختصار من وجهة نظرى ان الووتش تحولت
لاعباً سياسياً كأصدقائهم من اصحاب المنظمات اليسارية المتطرفة وباتت الووتش غير مقتعه وفي ظنى ان حامل الرسالة يذهب برسائله فقط إلى أوساط المقتنعين بها أصلاً ، وأخيرا ولكاتب المقال هل انت جاد في مطالبتنا بأن نفصل بين المرسل وحامل الرسالة !! واذا كنت جادا اتمنى ان تخبرنا كيف نفعل ذلك.