في ذكرى رحيله الـ «15».. المايسترو أسطورة حية شعارها: «اللعب مع الكبار»
في ذكرى رحيله الـ «15».. المايسترو أسطورة حية شعارها: «اللعب مع الكبار»
[gallery columns="1" size="large" ids="34830,34831,34832,34833,34834,34835,34836"]
كتب: مصطفى يحيى
تحل اليوم الموافق 6 مايو، الذكرى الـ15 لوفاة المايسترو صالح سليم، لاعب ورئيس النادي الأهلي الراحل، وأحد أهم رموز كرة القدم في النادي ومصر، وعلى المستوى العربي والإفريقي أيضا، سواء على مستوى اللعب أو الإدارة، الذي يعد المثل الأعلى والقدوة لأجيال لم تراه، وأسطورة لا تزال حية.
وفي حياة صالح سليم لاعبا ورئيسا للأهلي مواقف تاريخية عدة لا تنسى، لكن كان أبرزها على الإطلاق هي صدامه في مواقف كثيرة مع كبار رجال الدولة المصرية على مر التاريخ وكذلك مسؤولي الرياضة على طريقة "اللعب مع الكبار"، وهو ما تركز عليه "دار المعارف" في رصدها لهذه المواقف لتوضيح لماذا كان هذا الرجل أسطورة ولم يخشى شيئا سوى إعلاء كرامة ناديه، وذلك في السطور التالية..
1- المشير والمايسترو
في الوقت الذي كان يخاف الجميع من المشير عبدالحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة ورئيس اتحاد الكرة، إلا أن المايسترو لم يضع حسابا لذلك، وقرر الرحيل من أحد المعسكرات التي أقامها الجيش للاعبي المنتخب في ليمان طرة، لأنه كان يكره هذه المعسكرات لأن اللاعبين يتحولون لأسرى حرب فيها.
واشتكى حسين مدكور، مدير المنتخب للمشير من تصرف المايسترو، فاستدعاه للقاء بمكتبه، وسأله لماذا لا تضحي لأجل منتخب مصر؟.. فرد قائلا: "إنه يلعب كل المباريات الدولية مع المنتخب، ولكنه أيضا يلعب للنادي الأهلي ولجامعة القاهرة، وهو موظف ببنك الإسكندرية، وهو رجل متزوج، ولزوجته حقوق كثيرة عليه"، فقال المشير إن أفضل الحلول هو أن يترك وظيفته بالبنك، ولم يقبل صالح لأنها كانت وظيفة تدر عليه 23 جنيها كل شهر، فضحك المشير وقال لصالح إنه سيقوم بتعيينه ضابطا بالجيش وسيتقاضى أكثر من 23 جنيها، ورفض صالح، وهنا غضب متسائلا: "مالهم بقى الضباط؟".. فقال صالح إنه لا يحب الأوامر، فعاد المشير للضحك، وقال لصالح إنه سيعينه فى الشئون المعنوية بـ25 جنيها في الشهر، وسيعينه أيضا في هيئة قناة السويس دون أن يكون مطالبا بأي أعباء وظيفية، وأن يعتبر أنه سيتقاضى مرتبا من الجيش والهيئة مقابل اللعب لمنتخب مصر والانتظام في معسكرات المنتخب.
ووافق صالح وأصبح يعمل في الشئون المعنوية وهيئة قناة السويس، لكنه بعد 9 أشهر صدر قانون عدم الجمع بين وظيفتين، فترك صالح الجيش وظل موظفا فى الهيئة.
2- صدام مع رجال مبارك
في نهائي البطولة العربية للأندية بين الأهلي والشباب السعودي 1995، غضب صالح سليم رئيس النادي الأهلي، لاكتشافه أن رجال الرئيس الأسبق حسني مبارك اختاروا له مقعدًا في نهاية الصف الأمامي من المقصورة الرئيسية لملعب القاهرة خلف الوزراء المصريين وأمراء السعودية، فغضب وقرر المغادرة، ورغم الضغوط لكنه أصر على موقفه وانتهى الأمر بالرضوخ له، وجلس بجانب مبارك الذي علم بكواليس ما حدث وطلب مصالحته والجلوس بجواره، في حين جلس رئيس الوزراء بعيداً عن الرئيس.
3- كلاكيت ثاني مرة مع رجال مبارك
تكرر الأمر مرة أخرى من رجال حسني مبارك، خلال مباراة نهائي البطولة العربية للأندية بين اﻷهلي والرجاء البيضاوي المغربي 1997، حيث تم حجز مكان لرئيس الأهلي، في الصف الخلفي للرئيس الأسبق، وعبد المنعم عمارة رئيس المجلس اﻷعلى للشباب والرياضة وعثمان السعد اﻷمين العام للاتحاد العربي لكرة القدم، ولكن رفض صالح هذا التصرف وغادر الإستاد، وعلم مسؤولي رئاسة الجمهورية بالأمر ليتم اﻻتصال به ويعود مرة أخرى ويجلس بجوار رئيس الجمهورية.
4- يرفض استقبال مبارك في التيتش
صدام ثالث يجمع مبارك بصالح سليم، مع نهاية التسعينيات، حينما رفض المايسترو الاستجابة للمطالبة باستقبال الرئيس في الأهلي لحظة هبوط طائرته على ملعب التيتش قبل توجهه لزيارة الأوبرا.
5- المايسترو يرفض فرمان مبارك
في عام 2002 وقع حادث قطار الصعيد، واتفق حسني مبارك مع إبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة الأهرام السابق، على إقامة مباراة بين الأهلي والزمالك لصالح ضحايا الحادث، إلا أن المايسترو فوجئ بنشر الخبر في الأهرام دون الرجوع إليه، ما جعله يرفض إقامة المباراة.
ووقتها تم تحذيره من رئاسة الجمهورية، فكان رد رئيس الأهلي: "لو مبارك مصمم يلعب هذه المباراة يكلف 11 موظفًا من رئاسة الجمهورية للعب أمام الزمالك، ولو أصر إبراهيم نافع على إقامتها فليأتي بـ11 صحفيًا من الأهرام للعب أمام الزمالك، طول ما صالح سليم عايش الأهلي مش هيلعب هذه المباراة".
6- أزمة الكأس
تدخل صالح سليم من أجل إقامة لقاء الأهلي والإسماعيلي في نهائي كأس مصر عام 1997 عصراً، بعدما طلب اتحاد الكرة إقامة المباراة ليلاً، ولكن رئيس الأهلي التاريخي رفض تعنت الجبلاية، وتمسك باللعب عصراً، لإنقاذ جمهور الإسماعيلي من مسألة غياب جمهوره، إذا أقيم اللقاء ليلاً.
7- فرمان عمارة
رد صالح سليم بقوة على قرار عبدالمنعم عمارة، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في التسعينيات من القرن الماضي، بمنع سيارة أي مسؤول بنادٍ من دخول ستاد القاهرة، والسماح للوزراء فقط.
صالح سليم قاطع حضور أي لقاء في ستاد القاهرة، وأرسل برقية للوزير، أكد فيها أن الوزراء ضيوف النادي صاحب اللقاء، وبالتالي لا يجوز أن يمنع الضيف صاحب البيت من أمور يسمح بها لنفسه.