جمال رائف يكتب «بصراحة»: بين العبور والبقاء معركة وعى

جمال رائف يكتب «بصراحة»: بين العبور والبقاء معركة وعىجمال رائف يكتب «بصراحة»: بين العبور والبقاء معركة وعى

* عاجل5-10-2019 | 13:09

عزيمة جيش وصمود شعب عبروا بمصر من النكسة إلى النصر ليسطر التاريخ ملحمة شعبية خاضت معارك الاستنزاف وصولا للعبور الذي استرد كرامة الوطن.
أنها نسائم النصر التي كلما هبت من سيناء إيقاظت داخل نفوسنا الإصرار علي استكمال الطريق والتشبث برمال أرض الفيروز كنز مصر الذي استرده الأباء والأجداد لتأمين مستقبل الأبناء والأحفاد ،فكما خاض السابقون معركة الكرامة والشرف تخوض هذه الأجيال معركة البقاء والوجود والتي تتطلب التعلم من عبر ودروس النصر العظيم والذى لم يتحقق من فراغ بل بوعي وإدراك للواقع مكن المصريين من هزيمة الشائعات والأكاذيب قبل حتي أن يفتك بالعدو في ساحات المعارك وهذا بعد أن تم تحطيم الحاجز النفسى الذى وضعه العدو الصهيوني مدعيا أنه الجيش الذي لا يقهر وأنه يملك حاجز منيع لا يقدر عليه أحد وغيرها من الأكاذيب التي تبددت علي أرض الواقع وتم قهر جيش الاحتلال الإسرائيلي وتحطيم حائطه المنيع في ست ساعات سبقتها أعوام من الاستنزاف وتبعاتها سنوات من العمل السياسي والدبلوماسي والذي بموجبها حل السلام.
الحفاظ علي الوعي أهم دروس هذه الملحمة الوطنية التي كلما تحدثت مع أحد أبطالها يحدثونك أنهم لم ينصتوا يوما لأكاذيب العدو ولم يتأثروا علي الإطلاق بحرب الشائعات التي كانت تستهدف تحطيم الروح المعنوية للمقاتل المصري وأيضا الشعب الذي كان علي ثقة بقدرة جيشه علي تحقيق النصر بل ربما تجاهل تلك الأكاذيب والشائعات أو تعامل المصريين معها علي كونها نكات تثير الضحك هزم العدو ووضعه في مكانته الضئيلة أمام عظمة شعب مصر الذي يمتلك من الوعي ما يمكنه علي الحفاظ على دولته الوطنية.
الأمر ذاته يتكرر الآن ونحن علي مقربة من نصر جديد يتمثل في نجاح التجربة المصرية علي كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية وأيضا الاجتماعية بعد أعوام من الكفاح خرج فيها الجيش والشعب من فوه الفوضي إلي واحة الاستقرار في 30 يونيو بعد أن رفض الوطن الاستسلام لمخططات التقسيم التي تهدف إلي أضعاف وتفتيت الدول عبر إثارة الأكاذيب والشائعات السلاح الذي طوره العدو مستغلا البعد التكنولوجي الذي أوجد عالم افتراضي يقوم من خلاله  بإحداث خطف ذهني للشعوب التي يريد غزو أراضيها والقفز علي مقدراتها ما يجعل الأفراد التي استسلمت لهذه الحرب النفسية مجرد أدوات مسلوبة الإرادة في يد العدو يحركها كيفما شاء ،وهو ما يتطلب الحفاظ علي وعي وإدراك الأمة والتذكير بانتصار أكتوبر العظيم الذي شكل سلاح الوعي خلاله أحد أهم مرتكزات النصر ودعم ثبات الجيش والشعب في خندق واحد ضد العدو الحقيقي الأمر الذي مكن الوطن من العبور الي شاطئ العزة والشرف .. أنها دروس وخبرات راسخة في عقول المصريين جيل بعد جيل وأن تعددت الأعداء وتزايدت الأسلحة الموجه تجاه عقول أبناء  الوطن سيظل وعي هذه الأمة حصنها الحصين ودرعها المنيع.
أضف تعليق

إعلان آراك 2