أستاذة بكلية الإعلام تنتقد أداء الإعلام في تناول قضايا الإرهاب

أستاذة بكلية الإعلام تنتقد أداء الإعلام في تناول قضايا الإرهابأستاذة بكلية الإعلام تنتقد أداء الإعلام في تناول قضايا الإرهاب 

أحوال الناس5-10-2019 | 20:54

كتبت: سماح عطية
أكدت الدكتورة حنان يوسف استاذة الاعلام بجامعة عين شمس وعميدة كلية الاعلام بالأكاديمية البحرية، والرئيس التنفيذي للمنظمة العربية للحوار علي إن المسئولية الوطنية الآن للجماعة الإعلامية تتطلب ضرورة الدعم الكامل للقيادة السياسية فيما تبذله من جهود مكثفة للقضاء علي الإرهاب مع التزامهم بالعمل علي إنتاج خطاب إعلامي مصري وطني يتحقق فيه شروط المهنية والموضوعية في معالجة قضايا الإرهاب .
خاصة وأن  ظاهرة الإرهاب هي ظاهرة معقدة الابعاد فلابد  من بناء تشارك فيه قوي  منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام مع الجهات الرسمية من اجل مواجهة الارهاب
وأنتقدت  الدكتورة حنان خلال الندوة التي نظمتها  مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك تحت  عنوان "الإرهـــاب والحـــروب الفضـــائية"   أداء الإعلام المصري (العام والخاص) خاصة بعد حالة الجدل التي أثارها فشله النسبي في تناول ومعالجة العمليات الإرهابية الأخيرة، والأداء الإعلامي المرتبك لقضية الإرهاب، وهو الأمر الذي قد يضر بمصالح الوطن والدولة المصرية.
و وأشارت الي انه من هنا جاءت مبادرة مدنية من المنظمة العربية للحوار والتعاون الدولي لتفتح الباب لأول مبادرة إعلامية في مصر تجمع الخبراء حول قضية الإرهاب من أجل وضع معالجة الإعلام المصري لقضية الإرهاب، وتقديم الرؤى  والحلول لتطوير أداء الإعلام، وتقديم طرح إعلامي متميز قادر علي تطوير معالجة قضية الإرهاب في مصر.
وقد تمخض عن هذه المبادرة الدعوة الي إطلاق أول إستراتيجية إعلامية وطنية جامعة لمكافحة الإرهاب تجمع كل تيارات المجتمع المصري المختلفة وتعمل علي رفع مستوي الوعي بخطر الإرهاب وكيفية التصدي له بمهنية وموضوعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
و أوضحت د. يوسف أن هذه الإستراتيجية تبني علي قطاعين رئيسين أولهما القطاع البنيوي الاستراتيجي الذي يرتكز علي ضرورة الإسراع بتشكيل الهيئات المسئولة عن تنظيم العمل الإعلامي، وهي المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام حتي يمكن وضع الضوابط والمعايير لمهنة الإعلام فيما يتعلق بصفة خاصة بالإرهاب، بحيث تكون جهة ضابطة للأداء الإعلامي علي غرار التجارب الدولية المماثلة في أكثر الدول ديمقراطية في تناولها لقضايا الإرهاب والعمل علي إنتاج مدونات السلوك والأدلة الإسترشادية الضابطة في المؤسسات الإعلامية المختلفة في تناولها لقضايا الإرهاب وإعداد الإعلاميين وتأهيلهم للتعامل مع ظاهرة الإرهاب وفق مهنية عالية، وذلك من خلال تنظيم الدورات التدريبية الإعلامية، والحلقات النقاشية، وورش العمل الخاصة بمكافحة الإرهاب والتطرف.
حيث  يجب علي وسائل الإعلام علي عدم المبالغة والتهويل في تغطية العمليات الإرهابية والتركيز علي إبراز الآثار السلبية الناجمة عنها، ومناشدة وسائل الإعلام بتوخي الحذر الشديد عند تغطية الأحداث الإرهابية وإعتبار وسائل الإعلام التي تدعم تلك التنظيمات جزءًا من الإرهاب التكفيري وتطوير التنسيق بين المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة لفضح التنظيمات الإرهابية وكشف مصادر تمويلها وتسليحها.
و أضافت د. يوسف ان ملامح هذه الإستراتيجية ترتكز علي ضرورة تبني خطاب إعلامي تنويري لعرض الإسلام الوسطي وأسس الدين السمح ونشر ثقافة الوعي الديني المستنير، وتكثيف برامج التصحيح الفكري باستخدام مختلف وسائل الإيصال الجماهيري وإنشاء قاعدة معلوماتية إعلامية حول ظاهرة الإرهاب، والعمل علي تحليل تلك المعلومات بما يضمن كشف الإرهابيين إعلامياً وثقافياً ووضع آليات للتعاون بين التنسيق الإعلامي والأمني بحيث يحدث تقارب وتكامل في الخطاب الاعلامي المصري في مواجهة الإرهاب.
وكذاك ضرورة استثمار الإعلام الجديد في تقديم معالجة إعلامية بناءة تجاه قضايا الإرهاب، وأيضا مكافحة الإرهاب الالكتروني علي شبكة الإنترنت وتبني برامج إعلامية شاملة تهدف إلي تنمية الوعي الوطني العام ضد الإرهاب, وتكريس حب الوطن وأهمية الانتماء إليه في أوساط المجتمع، والتصدي لما يطرح عبر وسائل الإعلام من مغالطات وأفكار مغرضة للتأثير السلبي علي الشباب، مع التزام وسائل الإعلام بمسئوليتها الاجتماعية في الحفاظ علي أمن واستقرار الوطن وأمان المواطنين ورعاياه وسلامة وحدته الوطنية.
والقطاع الثاني هو المستوي الاجرائي من خلال مجموعة من الإجراءات منها توحيد جهات إصدار التراخيص لوسائل الإعلام، وسرعة إصدار التشريعات المنظمة للإعلام بكل روافده المرئي والمسموع والمقروء وبخاصة الإلكتروني، وإصدار قانون حرية تداول المعلومات، ووضع خطة إعلامية للدولة للتعامل الإعلامي العاجل في حالات الأزمات وفي حالات الحوادث الإرهابية حتي لا يقع المواطن المصري تحت تأثير الإعلام الآخر سواء داخل مصر أو خارجها، وتكثيف برامج لتدريب الإعلاميين لزيادة مهارات الصحفيين والإعلاميين في التعامل مع أدوات العصر، وسرعة إصدار مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية.
وايضا تطوير الإعلام الأمني ليتواكب مع الحاجة المتزايدة للإعلام في مواجهة الإرهاب، وإعادة النظر في سياسة إعلام الخدمة العامة للدولة لضمان دعمه وتقوية تأثيره وفاعليته، والاهتمام بثقافة المواطن وتحديدا في المراحل المبكرة من العمر عبر مؤسسات الثقافة المختلفة لضمان عدم وقوعهم في براثن الإرهاب والتطرف، والتركيز علي الجانب التحليلي والتفسيري فيما يتعلق بجرائم الإرهاب وعدم بث الصور التي تبث الرعب في قلوب المواطنين.
و اكدت د. يوسف، إن مجرد مشاركة الفرد على مواقع التواصل الاجتماعى بدون وعى لخبر أو معلومة غير معروفة المصدر وغير مؤكد صحتها، يعد هذا مشاركة فى العملية الإرهابية، وهذا العمل مجرم وفقا لقوانين الإرهاب فى العالم كله، وهذا ما يتطلب بالفعل ما يسمى" بالتربية الإعلامية"، ولكى يقدم الإعلام رسالة إعلامية صحيحة وصائبة فى مواجهة الإرهاب، هناك إستراتيجيات يجب إتباعها، منها تنقية خطاباتنا الدينية والمجتمعية والثقافية مما يسمى بخطابات الكراهية التى تؤدى إلى دعم مناخ الإرهاب وجعله بيئة خصبة لنمو جرائم العنف والإرهاب.
هذا وأوصت د. يوسف خلال الندوة التي كانت برعاية د. خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي، وإدارة ياسر مصطفي عثمان مدير المكتبة. علي أهمية التنسيق بين عدة وزارات منها الخارجية والسياحة والآثار والثقافة والهيئة العامة للاستعلامات لوضع خطة لتصحيح الصورة المصرية في الخارج وفقا لبرنامج محدد يستخدمالقوة الناعمة لمصر، وفق أسس جديدة لضمان فتح قنوات حوار إعلامية في الخارج لتوضيح الصورة إزاء الإرهاب الغادر الذي يضرب الوطن .
أضف تعليق

إعلان آراك 2