أحمد الغرباوى يكتب: وما النّور إلا أنْت..!

أحمد الغرباوى يكتب: وما النّور إلا أنْت..!أحمد الغرباوى يكتب: وما النّور إلا أنْت..!

*سلايد رئيسى6-10-2019 | 15:11

ينظرُ إلى وانا أتطلّع للأفق عَصْر كُلّ يومٍ حتى غروب قادمه.. ثم ألملم أوراق الصّحيفة الصّفراء الكئيبة إخراجاً.. والمملّة سطورها..والتى اشتريتها منه.. وأجده يفجؤنى بقوله: ـ لا يأتى غالباً ماننتظرهُ طويلاً.. ولا نختارُ ما نبغيه إدرار رزق.. ومَا نكابد تَمَنّى حضوره عدمٌ.. سيّدى.. إنْ طال بك غِيْاب مَنْ تُحِبّ غدا غريباً.. فأحذر تصبح مشوّهاً.. وإنْتأمّلتمرآة روحك؛ لَنْترى إلا من يشبهك.. وتضيع.. وربّما يتمزّق نقاء.. ويتناثرُضياء رماد غبار.. ،،،،، ويجدُالرجلُ الطيّب صُحف المساء المفترشة أمامى لم تفتح.. وفنجان القهوة يكاد يفرغ.. وبصرى يتأرجح يميناً ويساراً.. يتابع حركة المارة.. يدنو.. ويهمس: ـ سيّدى.. ربّما تُحِبّ رياض وِحْدةٍ.. ووبوهم الصّمت تأنسُ.. ولرؤايات حركة؛ فى سُكات صوت تستلذّ.. لا.. لابأس لكن صدقنى ياصديقى.. لا.. لا شىء لاشىء يستحقّ ملاحقة الآخرين؛ وإن كنت تقتفى أثره إخلاص حُبّ..! ،،،،، ويرانى ومَسْحَة حُزن؛ تفرّ من تصلّب إنكسارعَيْن تجاه الأرض.. وشرود عن قراءة السّطر.. وإباء تجوّل بَيْن صفحات وريْقات آخر قصيدة شعر بديوان جيد لشاعر مجهول.. أعطانى إيّاه: ـ سيّدى.. لاتركنوتخنع لوعة حُزن.. لاتخضع..لا تستسلم.. لاتهدر أدرّ ماوهبت.. نعمة وقت.. الابتعاد فرض.. وواجب أنْ تُفَارق كُلّ من يستكثر نفسه على صادق نداء قلبك.. وإدمان إحساس روحك.. بل من يفكر فى البُعاد والهجر عن كنوز نفسك؛أعنه عن طيب خاطر.. وحثّه على المضىّ قدماً.. وأدفعه؟ إنْ تخسر من لا يُرِد رِزْق ربّ تكسب أكثر..! تعلّم فعل الاستغناء عندما تتألم غصب عَنْ.. ودون ذنب.. فلا تلحّ فى عتاب.. ولا تشتدّ فى لوم.. ولاتتساءلعن سرّ غياب.. ولاتجعل دموعك تخونك إنثيال تأخّر ردّ.. لا تندهش.. ولا تستغرب.. ولا تستنكر.. ولا تتعجّب.. فلكّل مشاعره.. وربّما ربّما لست قدره أنْت..! ،،،،،، ويجدنى ألاحق الكلمات.. صيّاد يحاول إيقاع أكبر قدر بشباك أحرف عرجاء.. قَيْد مجموعة أوراق.. وورقة وراء أخرى ألقيها على جَنْبٍ دون ترتيب.. هرولة فى الكتابة.. والخيوط مُتْسَعة.. والفرائس تهرب من بَيْن الثقوب دون معاناة.. والعرق المبلّل ثوبه مُجَرّد.. مُجَرّد إجهاد شدّ أعمى.. مُغمض البصيرة.. يهرولُ  إندفاع قطيع.. يبتسمُ صديقى بائع الجرائد الجميل.. يترقّبنى.. حتى التقط أنفاسى.. يبتسمُ.. ويعملُ نفسه يرتب فرشة الصحف والمجلات والكتب.. ويلاحقنى: ـ  سيّدى.. تحمّلتنى كثيراً.. ولكنى أودّ أنْ أقول لك كلمة أخيرة.. أكثر من مرتين؛ لا تكرّر الفعل انتظار عزيز يتمنّع.. ويأبى أن يأتى.. وفى رحاب من خلقه؛ أترك الرافض مهما كان.. دنيا وربك مسيّرها.. ودع من لايهتم بك.. فالاهتمام لا يُشْتَرى.. ولا يلين قلب.. رهين عدم الرغبة؛ أمام فيضان عذب إلحاح.. ولا تلتمس أىّ جَبْر التماسعوده.. ولو تمزّقت مشاعرك حاجة إليه.. فتهن نفسك.. وتجرح كرامتك.. سيّدى.. كُنْ أنت..؟ وصاحب نفسك تَكُن أغنى النّاس.. وإن تعجز ولابُد من سندٍ.. وعنه تبحثُ.. لاتسّاند إلا على الله وحده.. و.. ونفسك التى بين جنبيْك.. وتأكّد.. يوماً ما؛ لابُد أن يضىء الظلام ذات مساء.. وما النور ما النّور إلا أنت..! ......
أضف تعليق