كتب – محمد فتحي
"دير سانت كاترين منارة التسامح" كتاب جديد صدر اليوم عن المؤسسة المصرية للتسويق والتوزيع "إمدكو" لخبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء في إطار انعقاد ملتقى التسامح الديني الخامس"هنا نصلى معا" برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور وزراء مصريين وسفراء ومائة شاب من أبناء المصريين بالخارج،ووسائل إعلام محلية ودولية بمدينة سانت كاترين فى الفترة من ١٠ إلى ١٢ أكتوبر.
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان بأن الكتاب يقع فى 123 صفحة متضمنًا ستة مخططات وعدد 41 صورة ونقاط تشمل كافة الجوانب التاريخية والآثارية والروحانية والسياحية المتعلقة بدير سانت كاترين وهى تاريخ الدير ومعالمه المعمارية ومكتبته الهامة وأسباب وجود الجامع الفاطمى داخل الدير وأيقونات الدير والدور الحضارى للدير وعلاقاته الداخلية والخارجية عبر العصور والإضافاتالمعماريةوالفنيةبالديرفىالعصرالإسلامى وجبل موسى والشجرة المقدسة.
وأكد الدكتور ريحان أن الكتاب يقدم قراءة علمية للنصوص التأسيسية بالدير ويلقى الضوء على معالم المنطقة منذ القرن الرابع الميلادى منذ قدوم القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى للمنطقة واحتضانها لشجرة العليقة المقدسة وبناء كنيستها الشهيرة وفتح الطريق للحجاج المسيحيين للحج إلى منطقة سانت كاترين ويعرض سيرة القديسة كاترين وإيمانها بالمسيحية وتعذيبها حتى ظهورها على أحد جبال سيناء والذى حمل اسمها.
ويتعرض الكتاب إلى المعالم المعمارية للدير شاملة تفاصيل أسوار الدير وأبوبه الحالية والباب السرى وكنيسة التجلى وفسيفساء التجلى الشهيرة أقدم وأجمل فسيفساء فى العالم من القرن السادس الميلادى وجهود وزارة الآثار بالتعاون مع إدارة دير سانت كاترين لترميمها وحكاية برج الناقوس وقصة التعانق مع مئذنة الجامع الفاطمى ومبانى الخدمات بالدير وتشمل حجرة الطعام ومعصرة الزيتون وآبار الدير وحديقة الدير ومعرض الجماجم.
ويتابع الدكتور ريحان بأن الكتاب يتعرض لتفاصيل بناء الجامع الفاطمى داخل الدير وينفى علميًا وأثريًا ما يتردد فى بعض الكتابات من ارتباط بناء الدير بحادثة تعدى ويؤكد أن البناء جاء ثمرة العلاقات الطيبة بين عنصرى الأمة ليصلى به أهل المنطقة كما استقبل الدير الحجاج المسيحيون والمسلمون لوجود المواقع المباركة من جبل موسى وشجرة العليقة وكنيسة التجلى والجامع الفاطمى ويلقى الضوء على المعالم المعمارية والفنية والتحف المنقولة بالجامع شاملة المنبر الخشبى وكرسى الشمعدان والكتابات التذكارية بمحراب الجامع.
وينوه الدكتور ريحان إلى مكتبة دير سانت كاترين الثانية على مستوى العالم من حيث أهمية مخطوطاتها ويؤكد أن منطقة سانت كاترين ليست وحدها التى تجسّد ملتقًا للأديان بل أن الوحدات المعمارية داخله تجسّد هذا المعنى ومنها المكتبة التى تجسّد ملتقى الأديان فى وجود مخطوطات الأديان الثلاثة بها ومنها التوراة اليونانية المعروفة باسمكودكس سيناتيكوس وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331متنفيذًالأمرالإمبراطورقسطنطين ويلقى الضوء على حكاية خروجها من الدير وتواجدها حاليًا بالمتحف البريطاني ووجود أسانيد قوية يعطى لمصر الأحقية فى عودتها وقد تقدم بها إلى المجلس الأعلى للآثار.
ويشير الدكتور ريحان إلى الإنجيل السرياني المعروف باسم (بالمبسست) وهى نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على رق غزال،قيل هي أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية ويظن أنها مترجمة عن أصل يوناني فى القرن الثاني الميلادي وتفاصيل هذا المخطوط ودور وزارة الآثار بالتعاون مع دير سانت كاترين فى الكشف عن قراءات جديدة لهذا المخطوط.
ويتابع بأن المخطوط الثالث بالمكتبةالذى يجسّد معانى تلاقى الأديان هى العهدةالنبويةالذى يؤكد الكتاب صحتها بعدة أدلة وهو كتاب العهد الذي كُتب للدير في عهد نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام وكان الأصل محفوظًا فى الدير إلى أن دخل السلطان سليم الأول مصر سنة 1517م فأخذ الأصل وأعطاهم نسخ معتمدة منه مع ترجمتها بالتركية وتقدم الدكتور ريحان بمذكرة علمية للمجلس الأعلى للآثار مطالبًا بعودتها.
ويوضح الدكتور ريحان أن الكتاب يتعرّض للإضافات المعمارية والأثاث الكنسى فى العصر الإسلامى مما يقدم صورة ثالثة داخل الدير نفسه تجسّد تعانق الأديان ويلقى الضوء على حكاية جبل موسى وقصة خروج بنى إسرائيل وحقيقة مسميات المواقع المختلفة حول الدير مثل نحت العجل الذهبى ومقام النبى هارون ومقام النبى الصالح ويرد على الادعاءات الخاصة بوجود جبل موسى خارج سيناء.
ويتضمن الكتاب أيقونات دير سانت كاترين الذي يضم مجموعة من أهم الأيقونات وأندرها فى العالم محفوظة في كنيسة التجلي ومعرض الصور وفى الكنائس الصغيرة والملحقة وتغطى هذه الأيقونات فترة زمنية طويلة من القرن السادس حتى التاسع عشر الميلادي والآن تعرض مجموعة من الأيقونات ومقتنيات الدير بالمعرض الدائم داخل الدير ببرج القديس جورج والشهير بمتحف الدير.
ويشير إلى أن الكتاب يلقى الضوء على الدور الحضارى للدير عبر العصور وعلاقات حسن الجيرة والتعاون بين أهل سيناء والرهبان داخل الدير وعلاقة الرهبان بالقسطنطينية وعلاقة الرهبان بروسيا وعلاقة الرهبان بالغرب وفى وقت احتلال الصليبين للقدس عزم بلدوين الأول ملك أورشليم على زيارة الدير عام 1117م وكان يحضر الصليبيون للدير كزوار وحجاج فقط ولكن الرهبان رفضوا طلبه خوفًا على شعور الدولة الإسلامية وهى رسالة أخرى من رسائل التسامح والاحترام المتبادل.