تقرير تكتبه: أمل إبراهيم
فيلم الجوكر حقق أعلى نسبة إيرادات للسينما، أرباح الفيلم في يومين فقط تجاوزت تكلفته التي بلغت 55 مليون دولار أمريكى،
مطالبات بوقف عرض فيلم الجوكر ، نصائح بعدم مشاهدة فيلم الجوكر لمنع زيادة نسبة الاكتئاب ،
فيلم الجوكر Joker مصنف كعمل سينمائي للكبار فقط ، كانت هذه بعض من الأخبار والعناوين التى أنتشرت الأيام الماضية عند بدء عرض فيلم الجوكر ، وربما تكون دافعا للإصرار على المشاهدة وخاصة انك تشارك فى ذلك جماهير مختلفة من حيث الموقع والظروف والمجتمعات فى بلاد مختلفة والتكنولوجيا التى جعلتنا جميعا نعيش فى قرية برغم ضخامة المساحة إلا أنها تتيح قدرا كبيرا من التواصل وتبادل الآراء حتى لو كان الأمر يخص فيلما سينمائيا..
الفيلم من بطولة خواكين فينيكس وروبرت دي نيرو وإخراج تود فيليبس الذي كتب السيناريو أيضاً بالاشتراك مع سكوت سيلفر.
تدور أحداث فيلم Joker حول “آرثر فيلكس” المهرج البسيط الذي يحلم أن يكون أحد مقدمى العروض الكوميدية والذي يعاني في الأصل من خلل عقلي ونفسي يجعله يضحك عند الشعور بالقلق أو الحزن أو التوتر نتيجة الضغط أو القهر المحيط به ويحمل فى جيبه بطاقة تفسر ان ضحكه ليس إلا أحد أعراض المرض يطلع عليها الأخرين عندما يطالبونه بالتوقف عن الضحك أو يرون أن الموقف لا يستدعى ذلك ولكن لا أحد يتفهم ما يشعر به حقيقة أو يسانده إلا فى خياله فهو يعيش قصة حب وهمية مع جارته التى يقابلها فى المصعد ويشاهد نفسه كل ليلة وهو يقدم عرضا كوميديا على الشاشة وينتهى بتصفيق الجمهور دون أن يحدث شىء من ذلك فى الواقع فهو يعيش فى مدينة تدعى " جوثام " تعانى من القذارة والفقر والمشاكل ، تظهر سماء المدينة فى أغلب المشاهد معتمة وكئيبة وتتكاثر فيها القمامة والفئران..
" أرثر فيلكس" المهرج الحزين الذى لا يستطيع أن يضحك فى الواقع بما يعنيه الضحك نتيجة السعادة أو الرضا بل على العكس كان حين يتوهم أنه يقوم بأحد العروض يضع اصبعيه عند شدقيه لصنع ابتسامة زائفة أو يتم رسمها بالالوان ، شخص مهمش لا يراه أحد أو يهتم به يتعرض للضرب والركل دون سبب فى الشارع وبرغم ذلك لا يفكر فى طريقة للدفاع عن نفسه هو فقط يتلقى الأذى من الآخرين..ويتساءل عن العالم المجنون خارج نفسه ، يتلقى العلاج النفسى الذى يتوقف نتيجة الظروف المادية والفقر الذى يحل بالمدينة ، يقوم برعاية أمه التى يعيش معها ويكتشف أنها تكذب عليه وتخبره أن مقدم أحد البرامج الشهير هو والده ثم يكتشف انه طفل بالتبنى ولا صحة لكل تلك الأكاذيب ..
الفيلم يضع عنوان رئيسى ومهم جدا وهو كيف نتوقع من أصحاب المرض النفسى والخلل العقلى ان تكون لهم ردود أفعال طبيعية ؟؟كيف نتساءل عن سبب الضحك إذا كان المريض لديه بطاقة تخبر من يراه انه مختل عقليا ؟؟
لا أحد يتعامل بلطف مع هؤلاء أو يتوقع رد فعل غير طبيعى ، توقف علاج آرثر وطرد من عمله ولكنه يرقص ويتخيل دائما أنه يقدم عرضا كوميديا ولكن مشكلته كانت فى التعامل مع المجتمع الذى يعيش فيه وهو مريض نفسى أمتلك مسدس بالصدفة وكان يقول لزميله فى العمل أنه يعرف جيدا انه لا يجب أن يكون معه سلاح.
يبدأ آرثر فى القتل وهو يرتدى قناع المهرج دون تخطيط مسبق فى البداية ، هو يقتل عندما يتعرض للتنمر ولكنه يستمر فى عقاب كل من يكذب أو يسخر منه ،فتسلسل شخصية "آرثر فليك" يبدأ بالتطور شيئا فشيئا حتى يصل إلى أقصى درجات جموحه ويبدأ فى التنكر على هيئة الجوكر .
لا اعرف تحديد كيف تخلق الدراما نوعا من التعاطف مع شخص قاتل، ربما لأنها تصف لنا الظروف التى خلقت منه ذلك الشرير وربما لأن القاتل هنا شخص ضعيف البنية" يقال فقد ١٥ كيلو من وزنه كى يستطيع تقديم هذا الدور "
شخص ضعيف وحزين خذله الجميع يحلم أن تحبه جارته وان يعطف عليه والده أو يقوم بعمل كوميدى يضحك الجمهور تحول إلى جوكر قاتل وفى نهاية الفيلم يخرج الكثير من اهل المدينة يلبسون قناع المهرج وهم يقتلون ويحرقون فى رسالة واضحة للمجتمع تقول" أحذر المهمشون والفقراء والمرضى النفسيون والمختلون إذا أستمر وجودهم دون علاج ".
[gallery size="large" td_select_gallery_slide="slide" ids="351170,351171,351172"]