كتب: إبراهيم شرع الله
قال الحاج حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب الفلاحين إن اختفاء القري المنتجة وتحولها إلي ما يشبه المدن الصغيرة هو نتيجة طبيعية لغياب التقييم الحقيقي لأهمية القرويين والقري والنظر بعين الإستهانه والتقليل من القدرة الحقيقية للقري كأسأس تبني عليه الدولة.
وأضاف أبوصدام أنه بعد أن كانت بعض البيوت الريفية مزارع لإنتاج الطيور بكل أنواعها والبيض واللحوم الحمراء وبعضها مصانع صغيرة للجبن والسمن واللبن وأخري لصناعة المفروشات اليدوية وقطع الأثاث البسيطة وكان البيت الريفي يكتفي ذاتيا من الخبز المصنوع داخل البيت بأشكال وأحجام مختلفة وكذا الفطائر والعجوة والجبن القديم، وتحول إلي النقيض فأصبح القروي يذهب للمدينة لشراء العيش الفينو والجبنة المعلبة والأثاث الفخم وتوفر العيش المدعم بالقري وغابت وسائل المواصلات الطبيعية من خيول وجمال وحمير ليحل محلها التكتك والسكسك، وغابت أيضا الكتاتيب لتحل مكانها الحضانة والمدارس الخاصة
وأشار عبدالرحمن إلى أن الأسباب الحقيقية وراء ذلك ليس التطور كما يظن البعض بقدر ما كان التخلف وغياب الرؤية بعيدة المدي هي الأسباب الحقيقية، فالروتين الذي أعاق القرية عن الإنتاج وطلبات الترخيص للحظائر والحرف اليدوية وفرض الضرائب والغرامات وارتفاع أسعار المستلزمات أدي إلي ترك القرويون لحرفهم والاتجاه إلي شراء كل ما هو جاهز لرخص سعره، كما كان عدم اهتمام الحكومة بالطرق والتعليم والصحة والرياضة بالأرياف مجبرا للمقتدرين علي التوجه للسكن في المدن وتغيير مهنتهم الزراعية إلي مهن تجارية سريعة ووفيرة في المكسب قليلة المخاطر والتعب.
وتابع نقيب الفلاحين: "يأتي التضييق تارة من الجهات التنفيذية والتهميش تارة أخري لتتحول القري من قري منتجة تخرج القيادات في جميع المجالات سواء سياسية أو تجارية أو زراعية
إلي قري فقيرة تنتظر الرغيف المدعم والسلع المدعمة وبطاطين الجمعيات الخيرية".
وأوضح عبدالرحمن أن رجوع القرية المنتجة ضرورة مهمة وممكنة الحدوث إذا توفرت الإرادة لذلك عن طريق التخفيف عن القرويين المنتجين وتحفيزهم ودعمهم وتوفير المستلزمات والخامات والآلآت بكميات وأسعار مناسبة وتحسين الخدمات العامة بالقرية من طرق ووحدات صحية ومدارس
مع تخفيف الإجراءات عن الفلاحين الذين ينتجون داخل بيوتهم والحد من كم التراخيص التي تطلب من هولاء علي اعتبار الطبيعة المختلفة للقرية عن المدينة.