لسان حال الزوجة :
١٠ سنوات زواج بعد قصة حب جارفة لإبن الجيران، هو يعمل موظفاً بإحدى شركات مدينة العاشر من رمضان، يخرج يوميا من البيت قبل تمام السادسة صباحاً ويعود إلي البيت في تمام التاسعة مساءا، أُجهز له طعام العشاء وبعده كوبا من الشاي، ثم يذهب إلي غرفتنا لينام، في الصباح أستيقظ مبكراً لإعداد وجبة الإفطار لزوجي ولأبنائي وتحضيرهم لمدارسهم، أنام بعد ذلك لمدة ساعتين ثم استيقظ لإعداد وجبة الغداء واستقبال أبنائي بعد عودتهم وإطعامهم وما إلي ذلك من مهامي اليومية كمعظم السيدات الكادحات في مجتمعنا، ربما كل ما سبق يبدو عادياً عند معظم الناس رغم انه مرهِق بكل تأكيد، ولكنني ومثلي كثيرات لا يعترين اهتماما يذكر لأي تعب بدني في سبيل إسعاد واستقرار أسرة بأكملها، لكنني في النهاية أبقي كأي زوجة وانسانة طبيعية تكرة الروتين الجامد للحياة - وبصفة خاصة إذا شعر الزوج وهو رب الأسرة بذلك ولم يحاول كسرة حتي ولو بمِعول الإعتراف بقيمة ما يؤدي من عطاء من أجله - للأسف لا أجد حنان يذكر من زوجي، حتي في يوم أجازته لا جديد سوي النوم طوال اليوم تعويضاً لإرهاق العمل، ورغم أن تلك الحجة تبدو منطقية من الناحية الشكلية إلا أنها محبطة وبسببها بدأت أكره حياتي مع هذا الرجل ،، وبصفة خاصة أنني طالبته مراراً و تكراراً بضرورة محاولة القفز بأي شكل فوق هذا الجبل من الهم الجاثم فوق طاقتي المحبطة، ولكنه يقول دائما " أنت مش حاسة باللي أنا فيه" ،،، ماذا أفعل .
لسان حال الزوج :
- جبل من الهموم المتراكمة يحاوطني من كل اتجاة، في العمل وردية من ١٢ ساعة يومياً بلا هوادة بأحد مصانع شركتنا بمدينة العاشر من رمضان، بالإضافة إلي ٤ ساعات سفر وسط ضجيج المواصلات وتقلبات الجو، وعند العودة إلي المنزل أجد آله تعمل بلا روح هي زوجتي، لا تبتسم في وجهي بل تقابلني بفتور، ربما بسبب ما أتقاضاه من راتب متواضع يكفي بالكاد متطلبات الحياة، وربما بسبب ضغوط العمل بالمنزل، حقيقة الأمر لا أعرف ما الذي يحدث . لقد تزوجتها بعد قصة حب كبيرة اجتهدت خلالها لأظفر بها كزوجة وأم لأبنائي، في بداية حياتنا كانت الأمور تسير علي ما يرام، حب ونكران ذات وإحساس بحنين العودة إلي عش الزوجية، أما الآن فلولا وجود أبناء بيننا لكنت فكرت كثيراً في اتخاذ قرار الإنفصال للخلاص من هذا الشعور بعدم جدوي تلك الحياة البائسة مع إنسانة لا تقدر قيمة الزوج الذي أحبها وبذل كل ما في طاقته من أجلها ،،، ماذا أفعل .
- في كل الأحيان تبقي حقيقة مؤكدة يجب أن يؤمن بها كل الأزواج يطلق عليها " ميزان العلاقة"، وهو عبارة عن تلك الأرض الصلبة المتوازنة التي يقف عليها كلا الزوجين يقدم كلا منهما ضمانات استقرار هذا الميزان بتقديم بعض التضحيات لتستمر الحياة بينهما .
- عزيزي الزوج أقول لك :
قبل الزواج وأنت شاب كان تركيزك ينصب في كيفية الحصول علي رفيقة دربك التي تعرفها وتحبها، أو حتي إذا كنت لا تعرفها ولكنك حددت تماما شروطك فيها، ومن المؤكد أيضاً أنك كنت تعرف مسئولياتك المطلوبة للوصول للهدف، ويأتي علي رأسها تزيين شخصيتك بكل ما هو جذاب سواء لحبيبتك أو لأهلها حتي تنال رضاهم وموافقتهم عليك، بعد الزواج فإن معظم الأزواج وخصوصا في الوطن العربي يتناسون ا بعد مرور عدة سنوات وربما شهور من الزواج أن المراد أصبح هو الحفاظ علي الهدف الذي تم تحقيقة، والذي يختلف عن أي هدف آخر، فالزوجة تبقي هي تلك الإنسانة الرقيقة الجميلة الكادحة والصبورة من أجل الحفاظ علي بيتها وزوجها، تنتظر حبة كريز واحدة تُقدم لها يومياً من شريك حياتها، وهي لمسة حنان ،،، فلك أن تتخيل مثلاً وبعد أن أتيت منهك القوي من عملك وليس لديك ما تكافئ به أم العيال،،، ويكفيها ابتسامة وقبلة علي راحتيها ودعوة جميلة تخرج من القلب، تلك الطاقة الإيجابية ضرورية لدفعها علي بذل مزيداً من العطاء لكن بروح لا تستشعر بآلام أعمالها المنزلية طيلة تواجدك بالعمل وحتي وأنت نائم، ربما هي لازالت تعمل بحب من أجل أن تنعم أنت بالراحة، ولا تنسي - في يوم أجازتك لاغضاضة في أن تقتصد بعض من الوقت للخروج مصطحباً أسرتك الصغيرة، وبأقل القليل حتي لو كان طبقاً صغيراً من الترمس، أو أي بائع تسالي تطعمهم من بضاعته المتواضعة - فإن ذلك لهو قمة السعادة والذكاء أن تصل لهدفك بتحقيق التوازن النفسي والإجتماعي والإنضباط السلوكي لجميع أفراد أسرتك، ويعد أيضاً كشحن ذاتي لبطاريات عطائهم وولائهم وارتباطهم بك .. فالزوج والأب هو القائد بحنانه وولائه.
- عزيزتي الزوجة أقول لكِ :
كوني كما عهدناك جميعاً، أماً وزوجة من الزمن الجميل، توزع عطاياها علي أفراد أسرتها بلا ضجر أو ملل أو توقف، تحن دائماً للعطاء المتجرد من الأطماع في ملذات الدنيا، تتمني فقط أن يقدرها زوجها ولو بكلمة وهذا حقها، ولكن لتعي كل زوجة حقيقة هامة لا تستدعي علي أثرها الحصول علي صك فك الإرتباط الأسري بالحصول علي ورقة الطلاق وتدمير أسرة بأكملها، أما وتلك الحقيقة - فهي طبيعة الزوج نفسه، والتي تختلف من رجل لآخر، فليس كل الرجال يجيدون بطبيعتهم فنون الإطراء الذي تنتظره كل النساء، وهذا لا يعيب هؤلاء الرجال طالما هم يحبون، يهتمون ويتكفلون بنسائهم، برغم أن الحنان هو بمثابة وقود العطاء عند المرأة الذي لا تعمل بطارياته بكامل طاقاتها إلا بوجوده،،، ولكن ولكن ولكن تبقي الزوجة هي المطالبة والمسئولة برقتها وجمال شخصيتها المعهودة - عن تنشيط وشحذ همم هذا النوع من الرجال ودفعهم بذكاء إلي إضافة تلك الميزة إلي طيبتهم وإخلاصهم الفطري المعهود، فزوجك سيدتي أحبك وأقدم علي الزواج منك إيمانا بك وبطبيعتك الجذابة وهو بكل تأكيد يدرك تماماً قيمة وجودك في حياته، فقط هو ما بين مثقل من هموم العمل وإجهاد السفر، ابتسمي له عند عودته من عمله اليومي وبثي فيه مزيدا من الثقة في قيادته لدفة حياتكم وحتما ستجنين تقدُما ملحوظاً لم تعهديه من قبل.