طارق متولى يكتب: إلى رجل الشارع

طارق متولى يكتب: إلى رجل الشارعطارق متولى يكتب: إلى رجل الشارع

الرأى15-10-2019 | 13:57

ربما لا تعرف الأجيال الحالية ما مرت به مصر قبل نصر أكتوبر المجيد من خوف وقلق وشعور بالهزيمة وتهديد للبقاء. فمنذ قيام الثورة عام 1952 وحصول مصر على استقلالها وإلغاء النظام الملكى، وإعلان قيام جمهورية مصر العربية عام 1953، وجلاء الإحتلال الإنجليزي بشكل كامل عن مصر عام 1956؛ قامت الدنيا ولم تقعد لمحاربة هذه الدولة. إذ فى نفس العام (1956) فى شهر أكتوبر حدث ما يعرف بالعدوان الثلاثى على مصر من قبل كل من إسرائيل وانجلترا وفرنسا بعد إعلان الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس لتصبح شركة مساهمة مصرية تعود فائدتها على مصر والمصريين بعد أن كانت حق امتياز لبريطانيا وهذا سبب من أسباب العدوان الثلاثي على مصر وهناك أسباب أخرى عديدة منها عقد اتفاقية التسليح بين مصر وروسيا لإمداد مصر بالأسلحة الروسية المتقدمة مما أغضب اسرائيل ومساعدة مصر والجيش المصرى للثورة الجزائرية ضد الإحتلال الفرنسى مما أغضب فرنسا، وأهم من ذلك كله هو القضاء على استقلال الدولة المصرية والعمل على إخضاعها للقوى الإستعمارية. لم ينجح هذا الاعتداء على مصر - رغم الخسائر الفادحة التى تكبدتها الدولة المصرية - فى الإجهاز على مشروع الدولة الوطنية واستمرت تناضل وتكافح برجالها الأوفياء فى الجيش والشعب من ورائه فى إقامة الدولة وترسيخ حكم الشعب بالشعب، والعمل على تحرير الإرادة الوطنية حتى جاءتها ضربة أخرى واعتداء أخر عام 1967. وهى فى بداية النهوض، منيت مصر بالهزيمة على يد القوات الإسرائيلية المدعومة من كل من أمريكا وانجلترا وفرنسا كانت هزيمة قاسية للدولة الوليدة. كان الشعب المصرى كله يشعر بالهزيمة، شبابيك البيوت مدهونة باللون الأزرق وصفارات الإنذار تدوى بين حين وآخر بسبب غارات الأعداء على مصر لينزل الناس ويتركوا بيوتهم إلى المخابىء والملاجىء والتى كانت منتشرة فى قلب القاهرة آنذاك، ناهيك عن الحرب الإقتصادية والتى شنها الغرب على مصر وقلة الموارد وشح السلع الغذائية. أيام مريرة عاشتها مصر لكنها أبدا لم تنكسر فوسط هذا كله كان رجال مصر الأوفياء يسطرون التاريخ ويقاومون ويحاربون العدو ليل نهار ولعل قصة فيلم الممر الذى حقق نجاحا كبيراً هذه الأيام يذكر بعض ما فعله رجال مصر وإن كان نقطة فى بحر مما حدث بالفعل من بطولات. حتى حانت ساعة النصر فى السادس من أكتوبر عام 1973 التى مهما كتب عنها وعن قادتها وأبطالها فلن يستطيع واحد أن يوفيها حقها، لن يستطيع أحد أن يصف الشعور بالنصر فى ربوع مصر كلها وانتهاء عصر الخوف والهزيمة. طريق طويل من الكفاح والنضال خاضته مصر بجيشها وشعبها ولازالت تخوضه، ليرفع المواطن المصرى رأسه عاليا ويشعر بالأمن والأمان على نفسه ودينه وعرضه وأرضه حفظ الله مصر والمصريين.

أضف تعليق

إعلان آراك 2