ميناء دار السلام.. هل يتحول إلى أهم مركز تجاري بشرق أفريقيا؟

ميناء دار السلام.. هل يتحول إلى أهم مركز تجاري بشرق أفريقيا؟ميناء دار السلام.. هل يتحول إلى أهم مركز تجاري بشرق أفريقيا؟

* عاجل8-5-2017 | 11:12

يتكبد الاقتصاد الإقليمي لدول شرق أفريقيا خسائر ضخمة قدرت بمليارات الدولارات لعدة سنوات، نتيجة عدم توافر الكفاءة اللازمة بميناء دار السلام؛ ما دفع تنزانيا لأن تعيد رسم مخططها فيما يخص الميناء، آملة أن تتحول بذلك إلى مركز تجاري هام لشرق أفريقيا. وتدرس حكومة تنزانيا إمكانية توسيع ميناء دار السلام ليستوعب حجما كبيرا من الشحنات، فضلا عن إنشاء شبكات وخطوط نقل جديدة، بعد أن بلغت في عام 2012 الخسائر الناتجة عن أوجه القصور بالميناء، 1.8 مليار دولار للاقتصاد التنزاني و830 مليون دولار للبلدان المجاورة. وتعد المرحلة الخامسة من خطة تطوير الميناء بقيادة الرئيس التنزاني جون ماجوفولي، فرصة سانحة لتوظيف وتدعيم حركة البضائع بالميناء، الذي يعمل كبوابة تجارية لتنزانيا والعديد من الدول غير الساحلية، ما يساعد الحكومة على تنويع مصادر دخلها وزيادة إيراداتها. وتسعى تنزانيا، على غرار جارتها كينيا، إلى إصلاح وتطوير شبكات السكك الحديدية والطرق المتهالكة لخدمة ومساعدة الاقتصادات النامية غير الساحلية في قلب أفريقيا؛ على طول حدودها الغربية من أوغندا شمالا إلى ملاوي جنوبا. وأشار رئيس جمعية التعدين الصينية التنزانية إندرو هوانج، إلى أن ميناء دار السلام يعد محركا أساسيا للنمو الاقتصادي في البلاد، وهو المساهم الرئيسي في جعل دار السلام أكبر مدينة تجارية بتنزانيا والأسرع نموا في أفريقيا، ويمتلك من المقومات ما يحتم على الحكومة استثماره كمركز لوجستي وتحسين مشاريع البنية التحتية به، والعمل على خلق بيئة مواتية حوله لتسهيل التبادل التجاري. وأوضح هوانج أن التدابير التي يتخذها ماجوفولي بهدف إزالة العقبات البيروقراطية والتنظيمية بالميناء، ستسهم في استيعاب حجم ضخم من البضائع من الدول المجاورة وغيرها، ما سيجذب بدوره كبار المستثمرين إلى دار السلام ويشجع البنوك الكبرى على الاستثمار وإجراء الأعمال المالية التجارية في البلاد. ولفت إلى أنه يتوجب على الحكومة تشييد الطرق وإنشاء خطوط السكك الحديدية والمباني والمراكز التجارية في دار السلام، ما يؤهلها لأن تصبح مدينة حضرية قادرة على استيعاب استثمارات ضخمة من رجال الأعمال من مختلف دول العالم. وذكر خبراء اقتصاديون أن حركة النقل الحالية تواجه تعثرا بخطوط النقل المختلفة بما فيها ميناء دار السلام الذي غالبا ما تنتظر على أرصفته السفن أياما؛ مما يرفع التكاليف على المستوردين أو يكبدهم خسائر ضخمة، وذلك بسبب الروتين والبيروقراطية التي تغلغلت في أنظمة النقل التنزانية على مدار سنوات وتعرقل وتيرة التقدم المنشود. ومنذ 3 سنوات، وقعت تنزانيا اتفاقية إطارية مع الشركة الدولية القابضة للتجار الصينيين؛ لإنشاء ميناء جديد ومنطقة اقتصادية خاصة وشبكة سكك حديدية بقيمة تصل إلى أكثر من 10 مليارات دولار (ما يعادل 22 تريليون شلن تنزاني). وتهدف الاتفاقية إلى أنه بحلول عام 2036، يتم إنشاء هيئة تنمية العاصمة،التي تضم 4.5 مليون نسمة، للإشراف على التخطيط وتطوير البنية التحتية الرئيسية، بما في ذلك النقل والمرافق العامة. ويعد ميناء دار السلام هو الميناء الرئيسي بتنزانيا وأحد الموانئ البحرية الثلاثة بها، ويستقبل أكثر من 90٪ من حجم الشحنات والبضائع العابرة.. ووفقا للرابطة الدولية للموانئ والمرافئ، فهو رابع أكبر ميناء على ساحل المحيط الهندي في القارة الأفريقية بعد ديربان ومومباسا ومابوتو.
أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2