إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: فيلم الممر.. الفاشل!

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: فيلم الممر.. الفاشل!إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: فيلم الممر.. الفاشل!

*سلايد رئيسى16-10-2019 | 20:22

على رصيف ميناء نابولى الإيطالى وقفت أنتظر تحرك العبّارة التى ستقلنى إلى جزيرة كابرى.. والتى تبعد حوالى خمسة كيلومترات عن نابولى.. كان علىّ أن أنتظر حوالى 40 دقيقة حتى تتحرك العبّارة فقررت القيام بجولة داخل الميناء والتفرج على ما يعرضه الباعة الجائلين من هدايا تذكارية.. أعجبتنى تحفة موسيقية دقيقة شجّعنى على شرائها رُخص ثمنها النسبى لكننى لم ألاحظ أن هناك من كان يرقبنى وأنا أخرج النقود من محفظتى.. أدركت ذلك عندما لاحظت أن هناك من يتحرك ورائى ويحاول الاقتراب منى.. كأنه ظلى! أدركت على الفور أنه لص يحاول سرقة نقودى لكننى اكتشفت أنه لص ساذج وعبيط، فحركاته وتحركاته كانت مكشوفة بحيث يسهل على طفل صغير أن يدرك أنه لص! أصابنى "الزهق" من ملاحقته فوقفت فى مواجهته وقلت له: اسمع يا صديقى أنا من البلد الذى يقع على الجانب الآخر من هذا البحر.. أنا مصرى.. اسأل أجدادك عن مصر (!!!) لا أظن أن اللص الظريف فهم معنى ما أقوله لكنه على أية حال أختفى داخل زحام الميناء ولم أعد أراه حتى وصول العبّارة إلى جزيرة كابرى! تذكرت المشهد وأنا أتفرج على الأستاذ محمد ناصر مذيع قناة مكملين الإخوانية وهو يتحدث عن فيلم الممر! على امتداد ساعتين راح المذيع الإخوانى يوجه نيران مدفعيته الثقيلة والسخيفة للفيلم الذى أثار ضجة هائلة فى مصر.. كان واضحا أنه يحاول سرقة فرحة المصريين بالفيلم ويسرق روحهم المعنوية العالية وانتماءهم الوطنى الذى نجح الفيلم فى "تنشيطه" داخل نفوس المصريين.. ذكرتنى محاولات اللص الإخوانى باللص الظريف الذى قابلته فى نابولى قبل أكثر من 30 عامًا.. صحيح أن اللص الإيطالى كان له وجه وسيم يختلف تمامًا عن اللص الإخوانى القبيح الذى ينطبع عليه غضب ربنا وتشع من عينيه أشعة الحقد على مصر والمصريين.. لكن الاثنين.. الإيطالى والإخوانى يتشابهان فى صفة السذاجة والعبط (!!!) اسمع ما قاله اللص الإخوانى الساذج العبيط عن الفيلم وأبطاله.. قال اللص الإخوانى إن أبطال الفيلم سقطوا سقوطا ذريعا.. أحمد عز، الذى لعب دور البطولة سمج وله وجه عابس طوال الفيلم، أما لون بشرته الأبيض فلا علاقة له بسمرة رجال الصاعقة! ، وأما أحمد رزق الذى لعب دور الصحفى فكان ثقيل الظل غير قادر على إضحاك المشاهدين، وأما أحمد صلاح حسنى الذى لعب دور ضابط البحرية فكان يستطيع أن يؤدى دوره بطريقة أفضل.. الغريب أن إيرادات الفيلم قبل عرضه مؤخرًا فى التليفزيون وتعليقات المشاهدين على وسائل الاتصال الاجتماعى وآراء النقاد.. كل ذلك يؤكد أن أبطال الفيلم نجحوا بامتياز وحظوا بنصيب هائل من إعجاب المشاهدين.. بعد ذلك يقوم اللص الإخوانى باستعراض جهله عن غير قصد فيقول إن أحمد صلاح حسنى ظهر فى بداية الفيلم مرتديا زى ضابط بحرى ثم فجأة أصبح واحدًا من أفراد فرقة الصاعقة المكلفة بتنفيذ مهمة خلف خطوط العدو.. ويمضى اللص الإخوانى خطوة أبعد فى استعراض جهله فيقول: كنت أتصور أن الفريق محمد فوزى وقادة الجيش الذين عاصروه هم الذين أعادوا بناء الجيش المصرى بعد النكسة.. لكن الفيلم أظهر أن قائد الكتيبة – بطل الفيلم أحمد عز – هو من أعاد بناء القوات المسلحة بعد النكسة. كل ذلك لأن أحمد عز قائد الكتيبة خطب فى جنوده وأخبرهم أنهم سيعيشون عصرًا جديدًا كمقاتلين يختلف عن فترة ما قبل النكسة. أما مسألة ضابط البحرية الذى تحول بقدرة قادر إلى ضابط صاعقة فالمذيع الإخوانى الذى يتمتع بقدر كبير من الجهل لا يعرف أن سلاح البحرية له فرق صاعقة تتبعه غير فرق الصاعقة المعروفة. ولأن المذيع الإخوانى كاذب مثله مثل كل الإخوان الكاذبين فقد زعم أن الصحفيين المصريين أصابهم الغضب فأعلنوا احتجاجهم على دور الصحفى الذى لعبه الفنان أحمد رزق والذى أظهر الصحفى المصرى وكأنه يبيع قلمه لخدمة الراقصات.. عزيزة الرعاشة وروحية معدمكش (!!!) والحقيقة أننى كصحفى لم أشعر بأى غضب ولم يحدثنى أى واحد من زملائى الصحفيين عن هذا الغضب المزعوم! اللص الإخوانى زعم أيضا أن الفيلم سقط سقوطا ذريعا وأنه فشل جماهيريا خاصة أن سيناريو الفيلم كان مهلهلا على حد تعبيره.. والأهم أن الفيلم لم ينجح فى كسب تعاطف الناس مع الجيش.. ويتجاهل اللص الإخوانى الإيرادات الضخمة التى حققها الفيلم منذ عرضه فى عيد الأضحى الماضى.. ويتجاهل أن شوارع القاهرة خلت تقريبا من المارة أثناء إذاعة الفيلم فى التليفزيون.. ولو أنه كلف نفسه وقام بالمرور على مقاهى القاهرة ليلة عرض الفيلم لرأى تفاعل المواطنون الذين تجمعوا على المقاهى لمتابعة الفيلم والذين كانوا يصفقون بحماس كلما نجح القناص الصعيدى فى إصابة أهدافه!.. يقول الفنان أياد نصار الذى لعب دور الضابط الإسرائيلى إنه شعر بأنه حقق نجاحا كبيرا فى تجسيد شخصية الضابط الإسرائيلى الذى قام بتعذيب الجنود المصريين بعد أن لاحظ نظرات الكراهية والغضب التى ظهرت على وجوه كل الذين قابلهم بعد عرض الفيلم، وأضاف أنه كان موجودا داخل قاعة عرض الفيلم سينمائيا فأدهشه أن المتفرجين كانوا يصفقون بحرارة كلما وجه له بطل الفيلم أحمد عز ضربة خلال الشجار الذى نشب بينهما! وحاول اللص الإخوانى "ضرب إسفين" بين الجيش وبدو سيناء فزعم أن الفيلم تعمد إظهار البدو بمظهر تافه فاقتصر دورهم على توصيل المواد الغذائية لأفراد الفرقة المكلفة بتنفيذ المهمة داخل سيناء مع أن سيناريو الفيلم أظهر بوضوح الدور البطولى الذى لعبه بدو سيناء خلال فترة ما بعد النكسة. وطبقا لأحداث الفيلم فقد كان فى استقبال فرقة الصاعقة واحد من رجال البدو وهو الذى قادهم فى دروب سيناء حتى وجدوا ملاذا آمنا ينطلقون منه لتنفيذ عمليتهم.. وقد عرّض هذا البدوى بالفعل نفسه للخطر عندما راح يجمع المواد الغذائية لكى ينقلها إلى مقر إقامة أفراد فرقة الصاعقة لدرجة أن الضابط الإسرائيلى شك فيه فقام بالقبض عليه.. لكن شقيقته الشجاعة أكملت المهمة فقامت بالبحث عن أفراد فرقة الصاعقة لتوصيل المواد الغذائية لهم ثم إرشادهم بعد ذلك للمعسكر الإسرائيلى المقرر مهاجمته. ويتقمص اللص الإخوانى دور المؤمن المدافع عن الإسلام فيزعم أن فيلم الممر هاجم الإسلام والمسلمين.. كيف يا مولانا؟! بعد أن قام بطل الفيلم أحمد عز بالاعتداء على موظف السنترال.. وبعد حضور ضابط الشرطة شريف منير.. طلب موظف السنترال من ضابط الشرطة أن يأخذ له حقه ونظر إلى اثنين من الشيوخ الواقفين إلى جواره موجها حديثه لضابط الشرطة.. الناس دول بتوع ربنا شاهدين!.. وعندما أخبره ضابط الشرطة بأن إصراره على الشكوى رسميا يمكن أن يضره لأن المحضر الرسمى سيتضمن سخريته من الجيش المصرى.. تراجع موظف السنترال فورا وقال لضابط الشرطة إن ضابط الجيش لم يعتد عليه.. وسأله ضابط الشرطة متهكما: وماذا عن الناس بتوع ربنا.. فرد موظف السنترال بسرعة وبخفة دم: كانوا مشغولين يا بيه بيسبحوا! وراح اللص الإخوانى يصرخ منفعلا.. هكذا يسخر العسكر من الإسلام.. هكذا يسخرون من رجال الدين الإسلامى.. أين أنتم يا رجال الأزهر. أين أنت يا شيخ الأزهر؟!! ومضى اللص الإخوانى بعد ذلك يحاول بأى طريقة إقناع المشاهدين بأن فيلم الممر سقط سقوطا ذريعا.. السيناريو مهلهل.. القصة خيالية بعيدة عن الواقع.. الممثلين فشلوا.. تصوير مشاهد المعارك فى منتهى السذاجة. ويصل اللص الإخوانى إلى يت القصيد.. قصيده.. فيقول إن الإيجابية الوحيدة هى أن الفيلم أعاد وضع الإسرائيليين إلى مكانهم الطبيعى.. الأعداء.. وأردف بصوت خافت موحى إسرائيل هى العدو وليس الإخوان (!!!) ولم يكن غريبا أن تتفرغ كل القنوات الإخوانية للهجوم على فيلم الممر.. كأن مصر لم تنتج فيلما سينمائيا غيره.. كل القنوات انهالت على الفيلم تمزيقا.. كل القنوات الإخوانية فتحت نيران مدفعية السفالة على الفيلم وأبطاله والعاملين فيه. ولم يقتصر الهجوم على فيلم الممر على مذيعى قنوات الإخوان لكنه اتسع ليشمل الإخوان أنفسهم.. خصص برنامج ألو مكملين الذى يعتمد على مداخلات المستمعين.. خصص حلقتين كاملتين للحديث عن فيلم الممر.. الفاشل! وراح المتصلون الإخوان الذين يتصلون يوميا بالبرنامج.. أحمد من هولندا.. سعيد من اسكتلندا.. ماجدة من الفيوم.. عبد الرحمن من الجيزة وغيرهم.. راح هؤلاء يتنافسون فى مهاجمة الفيلم والجيش المصرى. هكذا حاول الإخوان سرقة فرحة المصريين بفيلم جسّد بطولة جيشهم.. هكذا حاول الإخوان اغتيال الروح الوطنية العالية التى بعثها الفيلم فى نفوس المصريين.. هكذا كان فيلم الممر الذى حظى بتشجيع المصريين وتأييدهم.. فيلم ساقط فاشل من وجهة نظر الإخوان.. لكن متى كان الإخوان صادقين؟!

أضف تعليق