كتب: عاطف عبد الغنى
ما الذى دعا صحيفة "ميرور" البريطانية، اليوم الإثنين، لتذكر الصاروخ الروسى "سارمات" ملك الصواريخ أو "الشيطان 2"، القادر على محو دولة مثل فرنسا أو ولاية تكساس فى أمريكا أو المملكة المتحدة بضربة واحدة؟! حتى إن القنبلتين اللتين ألقيتا على نجازاكى وهيروشيما لا يذكرا إذا قارنا قوتهما التدميرية بهذا الصاروخ "النووى"، وإنهما يأتيان جوار هذا السلاح الروسى بمثابة "POPGUNS"، وابحث عن الترجمة بنفسك وستجد أنها أقرب إلى وصف "لعب العيال".
فى البداية، ركزت صحيفة "ميرور" على أن روسيا كشفت النقاب عن أكبر صاروخ نووى عرفته البشرية، وقالت الصحيفة إنه قوى بما فيه الكفاية لتدمير بلدان الغرب، التى سبق الإشارة إليها، وأضافت أن هذا الكشف جاء فى بروفات الاحتفال الروسى بالذكرى الـ(72) لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية.
رسائل مهمة
كل ما سبق يحمل (من وجهة نظر كاتب هذه السطور) رسائل مهمة يرسلها الغرب إلى العالم ومفادها شيطنة موسكو، وإظهارها فى صورة "الشيطان 2"، والمقصود بالتسمية هنا ليس الصاروخ ولكن روسيا نفسها العدو الشيطان، الذى ينتج أسلحة يمكن أن تدمر العالم، حيث لم يقتصر تقرير "ميرور" الإنجليزية على الصاروخ "الشيطان2" فقط، ولكنه تطرق إلى ذكر أسلحة تدميرية أخرى سوف تكشفت عنها روسيا خلال هذا العام 2017، والذى يليه 2018، وتتضمن ترسانة من الصواريخ الروسية الباليستية أسرع من الصوت بست أو سبع أضعاف، مثل صاروخ "كروز" المضاد للسفن، والتى لها القدرة على الإفلات من رصد الرادارات والوصول إلى أهدافها إلى التأكيد على أن هذه الأسلحة يمكن أن تدمر الغرب.
هذا غير صاروخ "أر-36إم" فويفودا الملقب بالشيطان 1، حيث يستعد هذا الصاروخ للتقاعد فى عام 2018، ليحل محله صاروخ جديد "الشيطان2" سارمات، وأنظمة صواريخ "ديمون"، التى أمر الرئيس بوتين بنشرها فى وقت سابق ردا على إرسال الولايات المتحدة الأسلحة إلى أوروبا إبان تولى الرئيس أوباما الحكم، وقال الرئيس بوتين وقتها: "هدفنا تحييد فعالية أى تهديد عسكرى لأمن روسيا"، محذرا أوباما من أن روسيا "ستستمر فى القيام بكل ما هو ضرورى للحفاظ على التوازن الاستراتيجى".
روسيا لا تخفى
ومن جانبها، روسيا تعلن عن أسلحتها ولا تخفى أنها تمتلك ترسانة صواريخ نووية عملاقة تستطيع إنهاء العالم بزر واحد فقط، ولكن الإعلانات الروسية كلها تذهب فى اتجاه أننا لا تستخدم هذه الصواريخ لتهديد البشرية، فهي مجرد رد وقائي جاهز لأى عدو يفكر فى تهديد الدب الروسي.
بقى أن نتعرف على الشيطان النووى الروسى الجديد:
"سارمات"
الصاروخ "سارمات" من صواريخ الجيل الخامس الباليستية الثقيلة، ومصمم للتغلب على نظام الدفاع الصاروخي، حيث لا تتمكن أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية في أوروبا أو أمريكا نفسها من اصطياده، وذلك لقدرته على المناورة بسرعة تفوق سرعة الصوت.
فهو خفيف الوزن، حيث يستطيع التحليق لمسافة أكثر من 11 ألف كيلو متر، عابر للقارت لديه خصائص ومزايا فريدة من نوعها فهو قادر على تغيير الارتفارع والاتجاه والسرعة ولديه مستوى عالى من الحماية النشطة (فى شكل أنظمة مضادة للصواريخ والدفاع الجوى) و(مستوى عال من التحصينات الأمنية).
يزن "سارمات" 100 طن، ويعمل بالوقود السائل، وينطلق من المنصات المخبأة تحت الأرض، ويحمل روؤساً مدمرة وزنها يصل إلى10 أطنان إلى أي بقعة على الأرض، ويسمح مخزون الطاقة للصاروخ بالتحليق عبر القطبين الشمالي والجنوبي.
وانتهت روسيا من إنتاج النموذج الأول للصاروخ فى نوفمبر من عام 2015، وفى 18 أغسطس 2016 أتمت تجربة ناجحة لإطلاق المحرك RC-99، الخاص بالصاروخ الروسى النووى الجديد، وتستعد لإدخاله الخدمة نهاية هذا العام 2017، أو على الأكثر العام المقبل، 2018.