«حقوق الإنسان»: مصر نجت من موجات التلاعب الدولى.. وإسرائيل المستفيد

كتبت: ياسمين وهمان وصف تقرير المنظمة العربية لحقوق الإنسان، مصر وتونس، بأنهما نجوا من عاصفة التلاعب الدولى والإقليمي بثورتيهما؛ ولكن أدت تحديات الإرهاب المقرونة بالاشتراطات الاقتصادية الدولية إلى تراجع التطلعات، ولا تزال الطموحات الشعبية المدعمة بالاستحقاقات الدستورية بعيدة المنال. وشهدت حقوق الإنسان تدهور بصورة هائلة في سياق ميادين النزاعات المسلحة الداخلية والاحتلال الأجنبي للأراضي العربية، بالإضافة تطور الإرهاب وتحولاته والتوقعات المرتبطة بالأسئلة التي يطرحها تحدى الإرهاب وجهود مكافحته فى المرحلة الراهنة. وأصدرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أمس السبت، تقريرها السنوى الـ 30 عن "حالة حقوق الإنسان في الوطن العربى"، متناولا الفترة من منتصف عام 2015 إلى نهاية 2016، وتطورات حقوق الإنسان في المنطقة العربية فى جوانبها السياسية والميدانية والتشريعية، من خلال رصد تطورات وتحولات مسار حقوق الإنسان فى مجمل المنطقة العربية. وتوارت القضية الفلسطينية خلف كل تلك الصراعات ليتمتع فيها الاحتلال الإسرائيلي بغطاء توفره الاضطرابات الواسعة في الإقليم، والانشغال العربي العميق بالقضايا الذاتية في كل بلد، علي نحو يغري الإدارة الأمريكية الجديدة بإتمام مهمتها في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية. وأشار التقرير إلى أنه بعد عقود من نزاعات مسلحة أهلية مريرة، بقي السودان والصومال فى مكانهما ولا يزال من غير الممكن حصر الضحايا فيهما ولا رصد الآثار المخيفة على مستقبل البلدين في ظل التخبط السياسي. ويلاحظ واضعو التقرير أن الإشكالية التي باتت تواجه قطاع المدافعين عن حقوق الإنسان بصفة خاصة لم تعد تتعلق بمدى توافر المصادر ولا بصعوبة الوصول للمعلومات؛ لكنها أضحت تتجسد في غزارة المعلومات المقرونة بالحاجة إلى فك طلاسم وألغاز تضاربها، وهي إشكالية تتنامى في ظل حالة الاستقطاب السياسي والاحتقان الاجتماعي المتزايد.