عاطف عبد الغنى يكتب: معركة النصف الأول من نوفمبر القادم!

عاطف عبد الغنى يكتب: معركة النصف الأول من نوفمبر القادم!عاطف عبد الغنى يكتب: معركة النصف الأول من نوفمبر القادم!

*سلايد رئيسى25-10-2019 | 12:54

تتجدد المعارك فى حرب ليس من المنتظر أن تضع أوزارها فى القريب.. حرب مستمرة قوامها الوجود ذاته، ليس المادى فقط، ولكن الوجود المعنوى.. أن يختار الإنسان الحياة كما أراد له الله، أو يتحول إلى مسخ بشرى تابع لقيم ساقطة، ويتم تنميطه وتدجينه لإدخاله حظيرة جماعة أو فصيل أو أيدلوجية، ودفعه للتخلى عن قيمه وثوابته لخلعه من جذوره بدعوى أفكار الحرية والتمرد المغلوطة، أو التدين المغلوط، أو حتى شراؤه لاستخدامه أداة لنحر الذات.

(1)

وما يجوز على الأفراد، يجوز على الدول، ومصر الدولة والشعب والقيادة اختارت مواقفها وانحيازاتها النابعة عن قناعاتها، فصار حتمًا عليها أن تخوض المعارك التى تحتمها هذه الاختيارات، وواحدة من تلك المعارك تحدد لها النصف الأول من شهر نوفمبر المقبل، حيث يعرض ملف حقوق الإنسان المصرى أمام الآلية التى أنشأتها المنظمة العالمية عام 2006 بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 60/ 251 القاضى باستعراض سجلات حقوق الإنسان لكل الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة بشكل دورى وشامل كل 5 سنوات، وكان الملف المصرى قد تم استعراضه عام 2014.

 وهناك نظام لهذا الاستعراض حيث يقوم فريق تابع للمنظمة الدولية بدراسة ملفات حقوق الإنسان فى الدول المختلفة من خلال المعلومات المتاحة لدى المنظمة، والتقرير الوطنى الذى تقدمه الدول عن حالة حقوق الإنسان فيها، وكذلك التقارير المقدمة ممن يسمونهم أصحاب المصلحة، ويندرج تحت الصفة الأخيرة المنظمات غير الحكومية (منظمات العمل المدنى) التى لا يقتصر نشاطها فقط على هذا الفحص، ولكن يمكنها أيضًا أن تقدم تقاريرها وتدلى ببياناتها خلال الدورات العادية التى تعقد كل عام لمجلس حقوق الإنسان.

(2)

فى الدورة السابقة للفحص الدورى الشامل لملف مصر، وكان ذلك قبل 5 سنوات، وبعد عام وعدة شهور على ثورة 30 يونيو ، واجهت مصر فى قاعات جنيف حربًا ضروس شنت عليها بدعوى انتهاك حقوق الإنسان، حرب تحالفت فيها قوى الشر والظلام التى أسقطها الشعب المصرى من على كرسى الحكم، والدول الداعمة لهذه القوى والممولة للأنشطة الهدّامة، وقوى المؤامرة فيما يسمى الربيع العربى التى أفسدت مصر أجنداتها فى التغيير فى المنطقة من التقسيم إلى تغيير مفاهيم الشعوب للقبول بأفكار العولمة والصهيونية العالمية والسماح لليهود بالعودة إلى الدول العربية تمهيدًا لإعادة سيرتهم الأولى قبل ثورات التحرر الوطنى التى قادتها جيوش المنطقة وعلى رأسها الجيش المصرى.

(3)

وهل فيما مضى علاقة بحقوق الإنسان؟.. نعم علاقة فى الصميم، حقوق الإنسان ملف وقضية تحتمل التزوير وعنوان يغرى على الرفض والقبول، والكراهية والتعاطف، ومتناقضات أخرى كثيرة سوف تستغلها قوى الشر لطعن مصر بها ومحاولة إظهارها أمام العالم غاشمة فى سلطانها، وقاهرة وظالمة فى سلطاتها، مفترية بمؤسساتها على شعبها.. والعالم لن يتعاطف مع سلطة تحكم دولة بهذا الشكل، لكنه لن يعاقب السلطة، سوف يعاقب الدولة بما فيها الشعب، وليس لدى الإخوان والنشطاء وكل من له ثأرات شخصية أو عامة ناتجة عن عقاب المصريين له بسبب خيانته لوطنه، مانع فى أن يتعاونوا ويمدوا أيديهم مع أعداء الخارج ليطعنوا مصر بخنجر حقوق الإنسان.

(4)

11 منظمة معروف منها 9 منظمات تدعى للأسف أنها مصرية ومنظمتان مجهولتان قد تكون إسرائيليتان مثلاً.. قدمت تقريرًا فى شهر مارس الماضى عن حالة حقوق الإنسان فى مصر لآلية الأمم المتحدة، تكتلت هذه المنظمات تحت رئاسة بهى الدين حسن (حما) علاء عبد الفتاح ومدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.. ماذا قالت هذه المنظمات فى تقريرها وماذا ورائها؟!.. انتظرونا للإجابة.

أضف تعليق

إعلان آراك 2