كتب: عاطف عبدالغنى
كما أسلفنا فى تقرير سابق، لم يقتصر تقديم الاتهامات ضد هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" فى الغرب على طيف سياسى واحد ولكن الإعلام الغربى، الأمريكى والبريطانى، تصيد أخطاء كثيرة، وانتقد أداء "بى بى سى" واسقط إدعاءاتها بالمهنية، فى كثير من البرامج، وما ادعت أنها "خبطات" مثل هذا التحقيق الذى أجرته عن الاعتداء الجنسي الذى كان يمارس على أطفال دور الرعاية في شمال ويلز.
في 3 أكتوبر 2012.
وخلال الأسابيع الماضية بثت فيلم الفضيحة: "الجانب الآخر لجيمى سافيل -ITV1 "Exposure: The Other Side of Jimmy Savile ،
وفي 3 أكتوبر 2012 ، واجهت هيئة الإذاعة البريطانية كثير من الأسئلة، والانتقادات بشأن فشلها في التصرف فى فضيحة الاعتداءات الجنسية، وخاصة على الفتيات، من قبل المقدم ومن قبل سافيل، وقد وقع بعضها في مقر " BBC " بعد تسجيل البرامج بما في ذلك برنامجيه Top of the Pops و Jim'll Fix It.
كما أن التحقيق الذي أجراه برنامج Newsnight عن سافيل في شهر ديسمبر 2011 تم إسقاطه لأنه يتعارض مع برامج التقدير التي أعدت بعد وفاة الأخير.
ولم تكن فقط فضيحة جيمى سافيل هى التى هزت "بى بى سى" ولكنها كانت مثل القشة التى قصمت ظهر البعير، لقد فكت الفضيحة عقدة ألسنة الجميع ومنهم من يعمل فى الهيئة نفسها مثل دي جي ليز كيرشو، الذي انضم إلى طاقم عمل "بي بي سي راديو 1" في عام 1987 ، ومع تفجر الفضيحة تحدث الأخير وصرّح بأن هناك ثقافة داخل بي بي سي تتسامح مع التحرش الجنسي.
في نفس سياق فضيحة سافيل، صدر كتاب عام 1999 للصحفي جون سيمبسون يحمل عنوان "أماكن غريبة، أشخاص مشكوك فيهم"، أشار إلى مذيع "بي بي سي" ديريك مكولوتش الشهير بـ"العم ديك" في هيئة الإذاعة البريطانية، الذي اعتدى على الأطفال جنسياً.
وفى سياق قريب كتب المؤلف أندرو أوهجان عن أن هناك شائعات منذ فترة طويلة عن أنشطة مكولوتش، وأنشطة زميله ليونيل جاملين، أثناء عمل الأخير في "بي بي سي" في الأربعينيات والخمسينيات.
من جانبها ردت هيئة الإذاعة البريطانية بالقول إنها "سوف تنظر في هذه المزاعم كجزء من مراجعة جيمي سافيل".
وتعرضت هيئة الإذاعة البريطانية لانتقادات في البرلمان بسبب تعاملها مع القضية، حيث ذكرت هارييت هارمان أن المزاعم "تلقي وصمة عار" على الشركة، وقالت وزيرة الثقافة فى ذلك الوقت، ماريا ميلر، وقال زعيم حزب العمل إد ميليباند إن التحقيق المستقل هو السبيل الوحيد لضمان العدالة للمتورطين فى الفضحة، وعرض جورج إنتويستل المثول أمام لجنة الثقافة والإعلام والرياضة البرلمانية لشرح موقف بي بي سي وأفعاله.
في 16 أكتوبر 2012، عينت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) رؤساء لتحقيقين منفصلين في الأحداث المحيطة بفضيحة سافيل، حيث قادت جانيت سميث قاضي المحكمة العليا السابقة، التحقيق في ثقافة وممارسات (بي بي سي) خلال فترة عمل سافيل، بينما يبحث نيك بولارد، وهو مسؤول تنفيذي سابق في "سكاي نيوز"، في سؤال: لماذا لم يتم بث تحقيق Newsnight عن جرائم سافيل قبل وقت قصير من إذاعته؟.
وفي 22 أكتوبر 2012، رفض المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، جورج إنتويستل، إجراء مقابلة تلفزيونية فى برنامج تحقيق "بانوراما"، بدعوى أن الإدارة العليا لهيئة الإذاعة البريطانية يجب أن تتعاون فقط مع المشاورة القانونية، والشرطة، ومراجعات هيئة الإذاعة البريطانية، والبرلمان.
وفي نفس اليوم، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية أن رئيس تحرير برنامج " نيوز نايت Newsnight"، المدعو بيتر ريبون سوف يتنحى عن منصبه فورا، على أثر مثوله أمام لجنة الثقافة والإعلام والرياضة البرلمانية، حيث واجه استجوابًا شديد اللهجة، ولم يجد اعتذاره بالقول إنه ارتكب خطأ كارثيًا بإلغاء بث برنامج "نيوزنايت"، الذى تم وقفه ولم تتم إذاعته، وكان يعرض لحقيقة الاتهامات المشينة عن سلوكيات "جيمى سافيل."
وفى الشق الجنائى للفضيحة فقد أطلقت الشرطة البريطانية "سكوتلاند يارد" تحقيقًا جنائيًا رسميًا في الاتهامات العديدة بالاعتداء الجنسي على الأطفال من قبل سافيل وغيرهم من العاملين بهيئة الإذاعة البريطانية على مدار أربعة عقود.
و ذكرت الشرطة البريطانية في 25 أكتوبر 2012 أن عدد الضحايا المحتملين هو 300 ضحية على الأقل.