نهى المأمون تكتب: كلنا فاسدون لا أستثني أحداً
نهى المأمون تكتب: كلنا فاسدون لا أستثني أحداً
"كلنا فاسدون لا أستثني أحدا" تلك الجملة الشهيرة لفناني المفضل أحمد ذكى بفيلم ضد الحكومة، حين كان يترافع بقضية تعويضات عن حادث قطار، فساد مثل أنواع كثيرة من الفساد الذي يعاني منه المجتمع، من فساد أخلاقي، سياسي، محلى، مجتمعي، اقتصادى، إداري.. الخ ،هذا الفساد الذي دائماً ما تحاول جميع الجهات الرقابية بمحاربته على كل المستويات.
"المجاملة فساد" كانت تلك هي الكلمة التى ذكرها الرئيس السيسي في حفل تخرج الدفعة الأولى لطلبة كلية الطب العسكري، فالفساد ليس فقط لاحتياج مادي وليس رشوة فقط أو محسوبة لتحقيق مكسب أدبي ومعنوي، بل إنه من الممكن أن يكون بالمجاملة فقط، أجاملك لأني أحبك فأمكنك مما ليس حقا لك، ولو كانت مجاملة على سبيل الكلام، وإن كانت المجاملة الكلامية في غير سياقها من المعاملات الإنسانية هي فساد شكلي، فالمجاملة في تقديم الخدمات فساد واضح وصريح، حيث قام هذا المجامل بتيسير خدمة أو إهدار وقت من العمل لصالح هذا الشخص، أي إعطاء حق لمن لا يستحق.
ولخطورة الفساد وجدنا جميع الأجهزة الرقابية تعمل على قدم وساق لضبط عمليات الفساد على كل المستويات الوظيفية ولا تفرق بين محافظ أو وزير أو رئيس جهاز، ولكن فساد المجاملة كما سماه الرئيس كيف يمكننا ضبطه ومحاربته؟ هذا النوع الخبيث من الفساد كالسرطان اللعين الذي ينتشر حتي يتمكن من مجتمع وينهش عظامه فيصبح مريضا سهل استعماره والسيطرة عليه.
هذا النوع من الفساد يتلزم أن يكون المرء هو الرقيب على نفسه وإلا يجامل أحدا على الاطلاق، ولا يقوم بتفضيل أحد أو تقديم خدمة مجاملة لشخص، نظرا لأنه يحبه أو لأنه يريد أن يستخدمه كسلاح ضد شخص آخر، ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، فيجب على كل مواطن البدء بنفسه برفضه لأي مجاملة في العمل أو خدمة لا يستحقها، رفضه المحسوبية، والوسطة، وأيضا عدم المشاركة بمنظومة الفساد بالرشوة ولا دفع إكراميات، فإذا أصلح كل فرد نفسه وسلوكياته أصبح سائر المجتمع صالحاً بلا فساد.
ما زال لدى أمل كبير أن تفهم كل المسئولة فى الدولة، رسالة الرئيس بالغة بعدم المجاملة على الإطلاق الأهمية التى أطلقها الرئيس السيسى خلال الأيام القليلة الماضية، وأخذ يكررها ويؤكد عليها عدة مرات فى صيغ مختلفة فى أكثر من موقع وأكثر من مناسبة.
وإن كنت أدعو الله سبحانه وتعالى أن تصل تلك الرسالة إلى قلب وعقل كل مسئول مواطن كبير أو صغير في الوطن وأن يستوعبها وينفذها تنفيذا صحيحا ليوم متحضر ومستقبل مشرق لمصرنا الحبيبة.