أمل إبراهيم تكتب: سياحة الأفلام

أمل إبراهيم تكتب: سياحة الأفلامأمل إبراهيم تكتب: سياحة الأفلام

*سلايد رئيسى29-10-2019 | 14:10

فى السنوات الأخيرة زادت معدلات إقبال السائحين على زيارة مواقع التصوير الأصلية للأفلام العالمية، حتى أنّ بعض الدول مثل بريطانيا استحدثت مصطلحا سياحيا جديدا وهو “سياحة الأفلام”، خاصةً أنّ بريطانيا تضم العديد من المواقع المميزة التي شهدت تصوير أفلام السينما العالمية وخاصةً سلسلة أفلام جيمس بوند وسلسلة هاري بوتر، كما ظهرت مجموعة من شركات السياحة المتخصصة في ترويج هذا النوع من الأنشطة الترفيهية، أي أنّها تقوم فقط بتنظيم البرامج السياحية الخاصة بزيارة مواقع تصوير الأعمال السينمائية .

وتعمل السينما على تغيير نظرة الناس لبعض البلدان، على سبيل المثال ساهمت أفلام "بيتر جاكسون"، وفي مقدمتها "سيد الخواتم" و"ذا هوبيت" فى تغيير نظرة السياح إلى نيوزيلندا، وشهدت البلاد زيادة في أعداد السياح بنسبة 50%، منذ عرضت هذه السلاسل من الأفلام في أنحاء العالم.

وانجذب السياح إلى سحر الطبيعة في نيوزيلندا التي تقع جنوب شرق أستراليا وسط المحيط الهادي، وتتكون من جزيرتين تتمتع كل جزيرة بطبيعة مختلفة التضاريس، فتتنوع فيها المناطق السياحية.

و ‏تكون بعض الأماكن عادية في نظر الكثيرين ويمرون بجوارها دون أن يلتفتوا إليها، حتى يأتي حدث ما يبدأ تسجيل تاريخها، تماما كما حدث خلال تصوير فيلم ‎الجوكر، للممثل الأمريكي خواكين فينيكس، مع السلم الطويل الذى يتكون من 123 درجة و الواقع بشارع 167 بحي برونكس في نيويورك ويربط بين شارعى شكسبير وأندرسون فى حى برونكس وقد تحول مؤخرا إلى مزار سياحي له شعبية واسعة بعدما ظهر في الفيلم ، وأطلق عليه رواد انستجرام سلم الجوكر، وبدأ الناس يذهبون إليه لالتقاط الصور وأحيانا يرسم بعضهم وجه الجوكر‏، بل حرص البعض على ارتداء "بدلة" الجوكر الكاملة مما أثار أستياء أهل المنطقة بالوافدين الجدد وحالة الهوس التى أصابت البعض بعد مشاهدة الفيلم .

أماكن كثيرة تتغير رؤيتنا لها بعد ظهورها فى الافلام أو الأعمال الدرامية وفى نفس السياق نتذكر من السينما المصرية عمارة يعقوبيان، وهى عمارة سكنية تحمل رقم 34 وسط عمارات شارع طلعت حرب بوسط القاهرة، أسسها المليونير جاكوب يعقوبيان، عميد الجالية الأرمينية، عام 1937، وكانت تضم في ذلك الوقت سكانا من ديانات وأعراق مختلفة ولكن بعد ثورة يوليو 1952 تحولت ملكية الشقق إلى ضباط الجيش.

تناولها الروائي علاء الأسواني، في روايته «عمارة يعقوبيان» التي أثارت جدلا شديدا حول أحداثها، وتحولت إلى فيلم لا يقل إثارة عن الرواية، ثم إلى مسلسل .

والغريب أن الفيلم لم يتم تصويره في العمارة ذاتها، ولكن تم تصويره في المبنى رقم 2 بشارع معروف المتفرع من طلعت حرب . وينطبق هذا الأمر تماما على أغلب الأماكن والقصور التركية حيث لعبت الدراما دورا كبيرا فى شهرة كثير من الاماكن هناك وخلقت منها مزارات سياحية مثل قصر نعمان الذى أشتهر من خلال مسلسل نور وغيره من المواقع والشوارع. هناك.. نوع من القوة الناعمة ليتنا نستفيد منه .

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2