نهى المأمون تكتب: « هالوين من يومنا !! »
نهى المأمون تكتب: « هالوين من يومنا !! »
سمعت أن اليوم هو عيد الهالوين أو "الهلع" و أدركت أنني كبرت عمراً، فما اعرفه اليوم عن الهلع ما هو إلا "نوبات الهلع" أو panic attacks، و التي تهاجمني من وقت لآخر، ولا اخفي سرا في الآونة الأخيرة أصبحت عادة يومية حتى أنني اتخيل أنه يوما ما سأدخل موسوعة جينيس بتحقيق رقم قياسي بعدد نوبات الهلع و الفزع اليومية.
و لكني اتساءل، لماذا نحتفل بالهلع، لهذه الدرجة يشتاق الناس للشعور بالخوف و الذعر؟! بالنسبة لي يوم الهلع هو حينما أكون عائدة إلى الإسكندرية بعطلة أسبوعية أو إجازة رسمية و تكون جميع القطارات المكيفة مكتملة الحجز ، أو أن أكون ذاهبة إلى مطار القاهرة و ما إن يتصادف أن يتعطل المرور بطريق صلاح سالم كعادته ،مما يعني أنك ستتأخر مهما كنت مبكراً في توجهك.
هلعى اليومي حين تتعطل وسائل تواصلي مع أخي المقيم بأحد دول الشرق الأقصى، أو أنهم يخبروه هو و زملاءه أن غدا عطلة رسمية لأن هناك إعصار أو زلزال سيهاجم البلاد، و على أن اتقبل الأمر و احتفل به أيضا، و يمكن أن نسميه فزعا حين اكون في طريقي للمنزل في وقت متأخر منتصف الليل عد رحلة سفر طويلة خارج البلاد و اقف أمام باب المنزل مترددة انا افتحه،لاني لا اعلم ماذا ينتظرني بالداخل ،هو هاجس ام خوف غير مبرر لا أعلم حقا و لكنه شعور ينتابني دون سابق إنذار
و يمكن أن يكون الذعر حقا حين اكون مريضة ولا أستطيع أن أخبر ابى في المحافظة الأخرى أو أن اشتاق لحضن امي و لا استطيع الركوض إليها بسبب التزامات العمل التى لا تنتهي ،كثير من المواقف التى تصيبني بشعور "الهلع"الذي يحتفلون به و لكن ما اذكره جيدا منذ شهرين و نصف حين استيقظت يوماً اطلب ابي على الهاتف قائلة "انا خائفة حتى من الخروج من غرفتي، احضر حالا لبيتي بالقاهرة" كانت هذه نتيجة مقاومة خوف اسابيع و أسابيع و لكن دون جدوى
أدركت الآن أن حياتي و ربما حياة الكثير غيرى مليئة بلحظات خوف و فزع صغيرة و كبيرة أيضا، لهذا أتساءل أليس من الأولى أن نحتفل بعيد السكينة، و الطمأنينة، الأمان ،ذلك الأمان الذي لا يعلم قيمته الحقيقية الا من يفتقده و يدعو الله في كل لحظة أن ينعم بشعور امان ليوم واحد و أن يستغرق بنوم عميق دون أدوية و مهدئات ، كيف نحتفل بالابتلاء ؟
نعم إنه ابتلاء من الله في قوله " و لنبلونكم بشئ من الخوف" اي ان شعور الخوف الكريه ما هو إلا ابتلاء من الله .
فلتحمدوا الله على نعمة السلام و الأمان و السكينة، و لتدعو لجميع من تحبون أن ينزل الله السكينة على قلوبهم و الطمأنينة بأرواحهم و نعوذ الله من الفواجع و الخوف الغير مبرر .. "كل هالوين و أنتم مطمئنين."