أحمد عاطف آدم يكتب: الكمسري والضيف والدخيل

أحمد عاطف آدم يكتب: الكمسري والضيف والدخيلأحمد عاطف آدم يكتب: الكمسري والضيف والدخيل

*سلايد رئيسى3-11-2019 | 16:56

فرضت مؤخراً عدة حوادث إجرامية نفسها على مائدة النقاش وتبادُل الآراء المجتمعية، يرى البعض أنها حوادث فردية بحتة، لا تعكس بأي حال من الأحوال إلا ردود أفعال أصحابها ولا علاقة لها بشعبنا المتدين والمعتدل بالفطرة!؟.. آخر هذه الكوارث كانت حادثة قطار إسكندرية- الأقصر، والذي راح ضحيته شاب وأُصيب آخر، بينما تعددت الروايات حول حقيقة الواقعة، حيث قيل إن الكمسري بعدما اكتشف وجود راكبين لا يحملان تذاكر سفر قام بإجبارهما على القفز من القطار أثناء مروره بالقرب من قرية تابعة لمدينة طنطا، وأسئلة كثيرة طرحت نفسها- بعضاً منها له إجابات معتمدة - والبعض الآخر تكفلت مواقع التواصل بالاجتهاد والرد عليه بطريقتها، ولكن بعد استجواب الكمسري قال إنه لم يجبرهما علي القفز بل فتح الباب لاستبيان سبب تهدئة سرعة القطار فقفزا، وهو التعليل الذي كذبه السائق نفسه، بعدما أشار إلى أن تلك المنطقة هي منطقة معتاد بها النزول بالسرعة،

أما الشاب الناجي من الحادث فقال: جلست عدة دقائق انتظر صديقي بلا فائدة بعدما كان من المفترض أنه سيقفز من القطار بعدي بناء على طلب الكمسري، حيث كان معنا 35جنيها فقط من ثمن التذكرة، ثم جاء قرار النائب العام قاطعاً حاسماً- بإحالة الكمسري إلى المحاكمة الجنائية وذلك بعد ثبوت التهم الموجهة إليه، وهي جناية الجرح الذي أفضى إلى الموت وجريمة الجرح العمدى.

في مخيلتي أننا إذا نصبنا المجتمع قاضياً، فإنه سيجد أمامه ثلاثة متهمين هم : الكمسري والراكب ( الضيف على قطار الصفوة ) وأخيراً اللا مبالاة كصفة أصبحت (((دخيلة ))) على مجتمعنا، فالمتهم الأول كان غريبا وشاذاً في رد فعله عندما فتح القطار مكاتفاً الشيطان وهو يحض شابين على الانتحار كبديل عن تسليمهما للعدالة، بينما هانت على المجني عليهما الدنيا لقاء الهروب من نظرات صفوة مجتمع (وأنا مالي) الجالسين بتذاكرهم وأموالهم المتحجرة في جيوبهم، وأخيراً المتهم الدخيل النذل الجبان والمستمتع بالفرجة على أرواح تذهق أو أعراض تنتهك أحياناً. فركاب عربة الموت بالقطار وللأسف الشديد، هم شريحة من المجتمع تشبه تماماً الخلية السرطانية الشرسة المالكة لمفتاح الاستنساخ الاختياري لخلايا خبيثة تسمى خلايا البلادة والتحجر .

والآن أرى القاضي يحكم بالإعدام على المتهم الثالث غير المرئي- ويقول حكمت المحكمة حضورياً، بالإعدام شنقاً على المتهم الدخيل على مجتمعنا الشهم والأصيل، لأنه لم يسمح للكمسري أو للركاب من الصفوة باستدعاء جينات النخوة المتجذرة عند أجدادهم المصريين بالزمن الجميل.

أضف تعليق