كتب: محيى عبد الغنى
تهل علينا فى هذه الأيام المباركة ذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، رسول الله سيد ولد آدم ولا فخر.. وكل كراماته وأفعاله وأقواله وحياته هدى وهادية للبشرية جمعاء.. "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" صدق الله العظيم.. (وإنك لعلى خلق عظيم) صدق الله العظيم.. وعلى عامة المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها الاحتفال بمولد الرسول باتباع منهجه وطريقته وسنتها.. واتباع القرآن الكريم، والسيرة العطرة للرسول الأعظم من كل جوانبها.
وفى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يقول د. علوى أمين خليل الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، لـ "دار المعارف" إن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بدأت قبل ولادته، حيث كان عبد المطلب بن هاشم يدين بدين سيدنا إبراهيم عليه السلام، والذى رأى فى المنام أنه يحفر بئر زمزم.. وقد منعه مشركو قريش بمكة من إعادة اكتشاف بئر زمزم.. وبعدما جف الماء من حول المشركين، حفر كل منهم قبره لتعرضهم للجفاف والعطش.. وفجأة نبع الماء من تحت قدم عبد المطلب ومعه ابنه الكبير والوحيد، فاقسم بالله لأن رزقه بعشرة من الأبناء ليذبحن واحدًا منهم تقرب لله سبحانه وتعالى، ولما استجيب لدعائه، أبر بقسمه، وأجرى القرعة، فوقعت القرعة (الاختيار) على عبد الله أبى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .. فعارضته فى ذلك الأمر قبيلة قريش، حتى لا يذبحوا أبنائهم مثله، فاتفقوا على فداته بمائة من الإبل، ثم ذبحوا الإبل وتركوا عبدالله حيا.
ويواصل د. علوى أمين خليل حديثه أنه عندما زوج عبد المطلب ابنه عبدالله من السيدة آمنة بنت وهب لينتقل إليه النور المحمدى إليها بعد الزواج بثلاثة أيام.. وبعد 6 أشهر من الزواج انتقل عبد الله مسافرًا إلى أخواله لزيارتهم فى المدينة.. ثم توفى إلى رحمة الله عندهم.
مولده فى عام الفيل
وفى العام الذى ولد فيه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت (حادثة الفيل).. عندما جاء أبرهة الحبشى قادمًا من اليمن ليهدم الكعبة التى يقدسها العرب ويحجون إليها.. وعندما قابل أبرهة كبير مكة عبد المطلب، قال قولته المشهورة (أن للكعبة رب يحميها).. وقد كان هلاك أبرهة وجيشه قبل أن يصل للكعبة.. وكان هذا ما سمى بعام الفيل.. وبهذا الحدث الجلل وصلت قريش إلى قمة مجدها بانتصار الله سبحانه وتعالى لهم على جيش أبرهة، وبذلك اعتبرت العرب أن الله جل شأنه وقف مع قريش مما زاد من مهابة قريش وإزدياد الكعبة تشريفا وتعظيما.
وكان من عادات العرب إرضاع أطفالهم خارج منازلهم.. وقد رفضت المرضعات إرضاع الطفل محمد لأنه يتيم وفقير، وقد أشفقت عليه السيدة حليمة السعدية وأخذته معها إلى المدينة لإرضاعه.
وكان محمد صلى الله عليه وسلم بركة عليها من البداية إذ سبق حمارها الذى يحملها هى ومحمد كافة المرضعات وهن فى الطريق، وعند السيدة حليمة السعدية حدث لمحمد عملية شق صدره الأولى.. عندها خشيت عليه وإعادته إلى أمه السيدة آمنة بنت وهب وعمره 4 سنوات.. وعاش محمد مع أمه عامين، ثم توفيت السيدة آمنة وعمره 6 سنوات.. وأصبح محمد فى كفالة جده عبد المطلب، ومع دنو أجل جده طلب من ابنه أبوطالب أن يكفل محمد.. وجاء اختيارعبد المطلب ابنه أبو طالب من دون اخوته، لأنه كان عم شقيق لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت زوجته السيدة فاطمة بنت أسد ابنة عمه فهى هاشمية مثله وعمه محمد مثله، والتى قامت برعايته مثل أبناءها، وظل سيدنا محمد فى بيت عمه أبو طالب حتى نزلت عليه الدعوة، وهو فى سن الأربعين وقد وقف معه وسانده ومنعه أعدائه من مشركى قريش الذين ناصبوا محمد ودعوته العداء.
حتى انتصرت دعوة الإسلام على يد سيدنا محمد، وكانت هادية للبشرية، ونور أبدى يمد حياة البشر بالخير والبركة والتوحيد.