طارق متولى يكتب: وأعوذ بك من كآبة المنظر

طارق متولى يكتب: وأعوذ بك من كآبة المنظرطارق متولى يكتب: وأعوذ بك من كآبة المنظر

*سلايد رئيسى6-11-2019 | 14:29

فى أواخر الستينيات، وأوائل السبعينات، من القرن العشرين (الماضى) فى حى الظاهر القديم بالتحديد فى ميدان السكاكينى المنسوب إلى قصر السكاكينى باشا أحد رجال الخديوي إسماعيل، كنا نعيش فى بيت بسيط مثل بقية البيوت حولنا. وكانت منطقة السكاكينى تعتبر منطقة شعبية لكنها مقارنة بالمناطق الشعبية الحالية تعتبر منطقة راقية جداً فالشوارع نظيفة تغسل كل يوم وأعمدة الإنارة الحديد على الطراز الانجليزى تنير الشوارع التى تظللها الأشجار، فى منظر بديع كنا رغم بساطة العيش نستيقظ على صوت العصافير التى تغرد عند شروق الشمس وكأنها تسبح لله سبحانه وتعالى شكراً لطلوع الشمس بنورها ودفئها. ميدان السكاكينى يقع على مسافة صغيرة لاتتعدى خمسة كيلومترات من ميدان التحرير وكورنيش النيل فكنا نذهب إلى هناك للتنزه والإستمتاع بالنافورة الجميلة وسط ميدان التحرير وحديقة الأندلس القريبة على الضفة الأخرى لنهر النيل فى منطقة الجزيرة . وأحيانا أخرى كنا نذهب إلى ميدان رمسيس حيث كان تمثال الملك الفرعونى رمسيس الثانى يقف شامخا وشاهدا على روعة وجمال المكان أمامه نافورة جميلة تنثر رذاذ الماء على المارين بجانبه.تقريبا كنا نشاهد نافورات المياه فى كل ميادين القاهرة الجميلة فى ميدان العباسية وميدان روكسى والخضرة والأشجار تملأ المكان، الطيور والعصافير تسكن هذه الأشجار. كانت الحياة اليومية ممتعة ورائعة تبعث على الهدوء والسكينة. وبالإضافة لنظافة الشوارع وجمال منظر الخضرة والأشجار، كانت هيئة الناس مهندمة، وملابسهم نظيفة وجميلة. واليوم للأسف اختفت نافورات المياه من شوارع وميادين القاهرة، واختفت معها الخضرة والأشجار فى المدينة الجميلة لتحل محلها الأرصفة الأسمنتية والمبانى والمحلات. اختفى صوت العصافير والطيور.. فأين ذهبت العصافير ،،؟ وتركتنا نستيقظ على صوت الضوضاء وآلات التنبيه، وعوادم السيارات،، اختفى الجمال والهدوء وحل محلهما كآبة المنظر.. نعوذ بالله من كآبة المنظر.
أضف تعليق