بغدادى جاء مصر ليموت ويدفن فى معبد بالأقصر التى نادته فى منامه

بغدادى جاء مصر ليموت ويدفن فى معبد بالأقصر التى نادته فى منامهبغدادى جاء مصر ليموت ويدفن فى معبد بالأقصر التى نادته فى منامه

*سلايد رئيسى12-5-2017 | 23:49

[gallery type="slideshow" columns="1" size="large" ids="36936,36937,36938,36939"] كتبت: نرفانا محمود يقيمون له احتفالا مهيبا بمولده كل عام ، وله مسجد  شاهد على حضارات ثلاث علمت العالم، حيث يخترق  بهاء المعبد بالإضافة إلى  بقايا كنيسة قبطية قديمة طمرت تحت مبنى المسجد الذي يرتفع فوق سطح أرض المعبد بأكثر من 10 أمتار. فمن هو؟! هو السيد يوسف عبدالرحيم بن يوسف بن عيسي الزاهد ، ولد فى القرن السادس الهجري  في مدينة "بغداد"  في عهد الخليفة المقتفي بأمر الله العباسي، ونشأ في أسرة - ترجع أصول نسبها للحسين حفيد رسول الله - على قدر كبير من الورع والتقوى  تحت رعاية والده السيد عبدالرحيم بن يوسف الذي كان يشغل منصبا رئاسيا في الدولة العباسية. ترك أبو الحجاج العمل الرسمي، وتفرغ للعلم والزهد والعبادة، وسافر إلى الإسكندرية والتقى فيها أعلام الصوفية خاصة من أصحاب الطريقتين الشاذلية والرفاعية، وتتلمذ على يد الشيخ عبد الرازق الجازولي، وأصبح أقرب تلاميذه ومريديه. كانت رحلته إلى الأقصر بناء على رؤية منامية تأمره بالرحيل ثم اتجه أبو الحجاج  إلى الأقصر، بعد أن رأى رؤية تأمره بالذهاب إلى مدينة تسمي "الأقصر" في صعيد مصر. فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ، وهم يتوقون إلى داعية ومرشد يشد من أزرهم ويقوي عزائمهم ويعينهم على نصرة دين الحق في هذه المدينة، فلما رأوا فى أبي الحجاج قوة في الشخصية وعلما غزيرا وتقوى وخشوعا لله تعالي، وجدوا فيه ضالتهم المنشودة فآنست نفوسهم إليه، وتفتحت قلوبهم له فالتفوا حوله وبالغوا في إكرامه. فأنشأ مجلس علم بالأقصر كان يقصده الناس من كل مكان، وأقام واستقر بها حتى توفى عن عمر يناهز التسعين عاما فى عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب. ويقال إنه كان كثير الاعتكاف والانعزال بمعبد الأقصر، ولهذا السبب أقام مسجده بقلب معبد الأقصر ويعود تاريخ بناء المسجد إلى عام 658هـ ، وقد بني  على نسق المساجد الفاطمية القديمة ، كما تُعد مئذنة المسجد الأثرية من أعرق وأشهر المآذن بمصر؛ فهي أقدم أجزاء المسجد القديم، وتعود إلى عصر أبو الحجاج، وتتكون من ثلاث طبقات ويبلغ ارتفاعها نحو 14 مترا. وفي مناسبة مولده - و التى تعد من أكبر أعياد الأقصر الدينية - في الرابع عشر من شعبان من كل عام يجتمع الـناس من كل حدب وصوب فى الأقصر ، ويخرجون  إلى ساحة مسجد أبى الحجاج ويتحركون منها طائفين شوارع الأقصر يمارسون التحطيب والرقص بالعصا والرقص بالخيل وركوب الجمال التي تحمل توابيت من القماش المزركش، كما يذكرون الله وينشدون الأناشيد الدينية ويرتلون القرآن وكان من أشهر من القراء الذين يحيون  الليلة الختامية القارئ الشيخ عبدالباسط عبد الصمد والقارئ الشيخ أحمد الرزيقى. وعن أهمية الاحتفال بالنسبة لأهالى الأقصر يقول المرشد السياحى صابر حامد- وهو أحد أبناء الأسرة الحجاجية أيضا- : هو بمثابة احتفال من الأسرة الحجاجية اللى تمثل أحفاد الشيخ فى الأقصر، ومن العادات التى تقام كل عام أن منازل الأسرة الحجاجية وأهل الأقصر كافة  تعمل عمل الديوان الذى يستقبل ضيوف المولد ، وتصبح موائد الطعام فى كل منزل  كموائد الرحمن فى رمضان. ثم يخرج موكب احتفالى بعد صلاة الظهر يطوف شوارع المدينة، ويخرج أصحاب المهن فى استعراض لمهنهم على عربات تجرها الخيول، وهو ما يطلق عليه "الدورة"، أو دورة أبو الحجاج. جديرا بالذكر أن تلك الاحتفالات تحاكى احتفالات عيد الأوبت أو عيد الإله آمون فى طيبة ، ما يؤكد على أن الأقصر مدينة الشمس هى عبق التاريخ وامتداد التراث الإنسانى و البوتقة التى تنصهر بين جنباتها كل الحضارات.
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2