د. ناجح إبراهيم يكتب: نجدد العهد مع الرسول الكريم

د. ناجح إبراهيم يكتب: نجدد العهد مع الرسول الكريمد. ناجح إبراهيم يكتب: نجدد العهد مع الرسول الكريم

الرأى17-11-2019 | 21:42

الرسول صلي الله عليه وسلم حبنا الأول والأخير، إنه قيثارة الروح،ومصدر الإلهام، إنه سلوانا في الحياة، إنه الحب الأكبر الذي زرعه ربنا ثم والدينا وشيوخنا في قلوبنا،كان والدي صوفي النزعة عن علم ودون شطط ، وكان يصلي علي رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ليلة مئات أو آلاف المرات،وكان يردد أسماء الله الحسنى باستمرار ويعيش فيها بقلبه ومشاعره، وكان يمكث كل ليلة في المسجد من المغرب إلي العشاء يحضر دروس العلم أو يتلو القرآن أو يذكر الله.

وكان أبي متيماً بالنبي الكريم "ص"ثم انتقل هذا الأمر إلي ، فقد ملك عليّ حب النبي صلى الله عليه وسلم منذ صغري شغاف قلبي وكنت ومازلت أعشق الكلمات الرائعة التي يشدو بها الرائعين النقشبندي وطوبار في مدحهما للنبي الكريم. وقد تفكرت كثيراً في أمر حبي لسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت في نفسي: ليست لي خصلة من الخير أتقرب بها إلي الله مثل محبتي الجارفة للرسول "ص" وأصحابه الأطهار منذ نعومة بأظفاري.

فلست من العباد حيث مشاغل الكتابة والطب والحياة وما أكثرها، ولست من الصوام حيث أن الصداع النصفي الذي يلازمني هو العدو اللدود للصيام. ولست من الزهاد،حيث أن تطلعات أسرنا وأولادنا في الحياة تحول بيننا وبين ذلك، وخاصة أنهم تعبوا وعانوا معنا كثيراً في فترات صعبة مرت بنا.

 كما أن الزاهد الحقيقي لا يعرف إلا إذا ملك مالا يستطيع الإنسان مقاومة إغراءه مثل عمر بن عبد العزيز وأمثاله ممن ملكوا الدنيا فزهدوا فيها، فقد كان يحكم نصف الكرة الأرضية ويستطيع هزيمة النصف الآخر، وكان في ثوبه أربع عشرة رقعة. ولست،ولست،والحقيقة أنني لا أجد في خصالي أفضل من هذا الحب الجارف والصادق لسيدي الرسول. وفي كل عام أكتب بعض  المقالات عن حبيبي صلى الله عليه وسلم بقلبي قبل قلمي، وبمشاعري قبل مدادي، وبروحي قبل حروفي، فما تكلمت ولا كتبت يوماً عن رسول الله إلا وفاضت مشاعري، وانطلق لساني رغم قلة بلاغتي، وتألق قلمي رغم ضعف بياني. يا سيدي يا رسول الله بضاعتنا مزجاة وعملنا قليل وحظنا من رسالتك قليل وذنبنا عظيم وتقصيرنا في حقك كبير وإسرافنا علي أنفسنا لا حدود له، ورغم غفلاتنا وسقطاتنا فإننا نحبك من كل قلوبنا. يا سيدي يا رسول الله أنت أحب إلينا من أهلنا وأولادنا وأنفسنا والناس أجمعين، وستظل كذلك يا سيدي نجدد لك في يوم مولدك صك الولاء والمحبة والمتابعة ما استطعنا إلي ذلك سبيلا.

يا سيدي رسول الله قد عقدنا قلوبنا علي حبك وعلي الولاء العظيم لدينك العظيم مادام فينا عرق ينبض، فيا سيدي يا رسول الله سامحنا  علي تقصيرنا وغفلتنا   نعاهدك يا سيدي أن نكون ممن يجمع ولا يفرق، ويبشر ولا ينفر، وييسر ولا يعسر، ويحبب الناس في الإسلام والدين  ولا يبغضهم فيه، ويجذبهم ولا يطردهم، يعين الناس على شيطانهم ولا يعين الشيطان عليهم. وأن نسعى لإصلاح قلوبنا قبل جوارحنا، وإصلاح باطننا قبل ظاهرنا. وألا نهمش دعوتك العظيمة في المظهر دون الجوهر، وفي الشكل دون المضمون. وأن ننشغل بالبناء عن الهدم، وبالعمل عن الجدل، وبالجمع عن التفريق. ونعاهدك أن نعطي كل ذي حق حقه، فلديننا حق علينا، وكذلك جيراننا ومواطنينا  من المسلمين وغير المسلمين. وأن نلتزم بوسطية الإسلام وعدله، دون إفراط أو تفريط، أو غلو أو تقصير، أو زيادة أو نقصان.

وأن نحافظ على طهارة منبرك ودعوتك من الأغراض والأهواء والشهوات والشبهات، وأن تكون دعوتنا للإسلام متجردة لله، لا ننتظر أجراً من أحد، وألا نطلب مقابلاً لهذه الدعوة من أحد، وأن يكون شعارنا في دعوتنا: " قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى". نعاهدك أن نعدل حتى مع خصومنا ومخالفينا، ومع من يظلمنا، ومع المسلمين وغير المسلمين، ومع الصالحين والفاسقين. فبالعدل قامت السماوات والأرض، وبالعدل وللعدل أنزل الله الكتب وأرسل الرسل، فبالعدل أتيت يا رسول الله، وبه حكمت وأمرت، وبه سدت على العالمين. يا سيدى يا رسول الله منك تعلمنا وبك تأدبنا ومن فيض نبعك استقينا ومن معين أخلاقك تخلقنا. يا سيدى غفلنا عن هديك كثيراً ولكننا نحبك ونرجو شفاعتك ، فلا تحرمنا منها لمعاصينا وعاملنا بكرمك المعتاد ، وبما أنت أهل له لا بما نحن أهله.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2