دبلوماسية عائلية.. أساسها الـ«بيزنس» يقودها صهرا ترامب وأردوغان تحدد ملامح العلاقة بين واشنطن وأنقرة

دبلوماسية عائلية.. أساسها الـ«بيزنس» يقودها صهرا ترامب وأردوغان تحدد ملامح العلاقة بين واشنطن وأنقرةدبلوماسية عائلية.. أساسها الـ«بيزنس» يقودها صهرا ترامب وأردوغان تحدد ملامح العلاقة بين واشنطن وأنقرة

* عاجل18-11-2019 | 14:59

 ترجمة: سيد محمود لم يتوقف كثيرون عند تقرير  نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" ، منذ أيام قليلة، تناولت فيه تلك العلاقة الخاصة، التى تربط صهرى الرئيسين الأمريكى ترامب والتركى أردوغان وتأثير تلك العلاقة فى القرارات والتوجهات السياسية بين الرئيسين بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان، يلعب صهرا الرئيسين الدور الرئيسي فيها. صهر أردوغان، بيرات ألبيرق وزير المالية التركي بيرات ألبيرق، وصهر ترامب جاريد كوشنر، مستشار الرئيس، وبينهما طرف ثالث يدعى محمد علي يلتشينداج صهر رجل الأعمال التركي الكبير أيدين دوجان، والأخير شريك تجارى للرئيس الأمريكى من خلال "مؤسسة ترامب" للعقارات. الثلاثة السابقون أقاموا قناة خاصة، غير رسمية للاتصال بين ترامب وأردوغان، حسبما كشف تقرير "نيويورك تايمز" بداية العلاقات علاقات ترامب التجارية مع تركيا بدأت منذ أكثر من 10 سنوات، حين دعاه محمد علي يلتشينداج لتنفيذ مشاريع في تركيا، حين كان "حما الأخير" رجل الأعمال التركي أيدين دوجان في تلك الفترة يبحث عن شركاء لبناء ناطحتي سحاب في إسطنبول. وأقنعه صهره يلتشينداج بإيجاد شريك في الخارج، وبالفعل عقد دوجان صفقة مع مؤسسة ترامب. وقامت فى اسطنبول ناطحتي السحاب، يحملان اسم ترامب "Trump Towers Istanbul"، وتم افتتاحهما في عام 2012، وربحت مؤسسة ترامب ما بين 5 و10 ملايين دولار في السنة خلال السنوات الأولى بعد افتتاحهما، وما بين 100 ألف ومليون دولار في السنوات الأخيرة، وفي وقت لاحق وصف ترامب مشروعه في إسطنبول أكثر من مرة بأنه "عمل ناجح للغاية".

وحضر مراسم افتتاح "أبراج ترامب" كل من أردوغان، وكان وقتها رئيس لوزراء تركيا، وترامب وابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر ويلتشينداج الذي أصبح منذ هذا الوقت أو قبله بقليل صديقا لعائلة إيفانكا. وخلال عملية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016 كان يلتشينداج يجلس في فندق "Hilton Midtown" بنيويورك، مع ترامب وعائلته، يراقبان الموقف عن كثب، ومع الوقت تحول يلتشينداج إلى صديق مقرب ثم وسيط بين أنقرة، وترامب فعينه أردوغان رئيسا لمجلس الأعمال التركي – الأمريكي، الذي يمثل اللوبي التركي في واشنطن.

مشهورا عن "ترامب، أنه في بعض الحالات يستبدل العلاقات الرسمية بين الدول بعلاقات بين العائلات أو بين الأصدقاء" هذا ما اكده إيريك إيدلمان، النائب السابق لوزير الدفاع الأمريكي والسفير الأمريكي لدى تركيا في عهد جورج بوش الابن. ونقل تقرير "نيويورك تايمز" السفير الأمريكي الأسبق لدى تركيا تأكيده أن أردوغان يفضل هذا النوع من العلاقات أيضا، وأن ذلك "يجب أن يثير قلقا لدى جميع الأمريكيين". فى الواقع العملى وفى ترجمة تلك العلاقات فى الواقع كشف تقرير "نيويورك تايمز" نقلا عن مصادر أن يلتشينداج حضر هذا العام 2019 اجتماعا بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، نوقش خلاله الطلب التركي تسليم الداعية المعارض فتح الله جولن، وطلب تغريم مصرف تركي بدلا من فرض عقوبات عليه ومسألة بيع أنظمة "باتريوت" الأمريكية لتركيا والعملية التركية بشمال سوريا. وفي أبريل الماضي حضر ألبيرق إلى واشنطن للمشاركة في مؤتمر نظمه يلتشينداغ في فندق "Trump International Hotel". ودعا كوشنر ألبيرق إلى البيت الأبيض، حيث تمكن الأخير من إقناع ترامب بالتريث في فرض العقوبات بسبب شراء "إس-400". الصهر

وتطرق التقرير – أيضا - إلى بيرات ألبيرق، الذي أطلق عليه لقب "الصهر" في تركيا، وأوضح أنه رجل أعمال وابن صحفي مقرب لأردوغان، تزوج من ابنة أردوغان إسراء في عام 2004، وبعدها تم تعيينه مديرا لإحدى أكبر الشركات التركية، Calik Holding. وفي 2015 ساعد أردوغان صهره في الحصول على مقعد في البرلمان، وعينه وزيرا للطاقة. وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا أصبح البيرق وزيرا للمالية، لكن نفوذه كان كبيرا جدا، حتى وصفه البعض، بمن فيهم أعضاء في الحكومة، بـ "رئيس الحكومة الخفي". ملف أمريكا ويواصل التقرير أن من بين الملفات التي أصبح ألبيرق مسؤولا عنها، كانت العلاقات مع الولايات المتحدة. وفي سبتمبر 2016 التقى ألبيرق بمستشار ترامب آنذاك، مايكل فلين، وناقش معه إطلاق حملة تدعو لتسليم فتح الله جولن لأنقرة. كما طلب ألبيرق من وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوشين في العام الماضي عدم فرض عقوبات على "خلق بنك"، الذي كان التحقيق جاريا معه في الولايات المتحدة. وفي 2018 زار ألبيرق واشنطن والتقى بصهر ترامب جاريد كوشنر لمناقشة خطط الإدارة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، ووصف أردوغان لقاء "الصهرين" بأنه نقطة انعطاف محتملة. وبعد ذلك طلب أردوغان من ألبيرق عقد لقاء آخر مع كوشنر لمناقشة التجارة. وفي أبريل الماضي التقى ألبيرق ويلتشينداغ مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وذلك بدعوة من جاريد كوشنر. وصرح ألبيرق في أعقاب اللقاء بأن ترامب أبدى "تفاهما" بشأن مسألة أنظمة الصواريخ الروسية، وأن ترامب يكن "مشاعر دافئة" تجاه تركيا. واتفق صهرا ترامب وأردوغان على مواصلة الدبلوماسية غير العلنية "لتفعيل العلاقات الاقتصادية بين البلدين". وفي يوليو الماضي طلب ترامب من الجمهوريين في الكونجرس إبداء "المرونة" في ما يتعلق بمسألة العقوبات ضد تركيا بسبب شراء الأنظمة الروسية وتوفير مزيد من الوقت للتفاوض. وفي أكتوبر الماضي وافق ترامب على سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا قبيل العملية العسكرية التركية ضد القوات الكردية. وقالت "نيويورك تايمز" التى نشرت تقريرها قبل وصول أردوغان فى زيارته الأخيرة لواشنطن بساعات، والتى جرت خلال الأسبوع الماضى إن صهره ألبيرق سوف يصاحبه فى الزيارة، أما يلتشينداج الوسيط، فهو موجود هناك أصلا الحوار بين الصهرين وفى أكثر من تصريح صحفي، أفصح  أردوغان عن قناعته بأن الحوار بين الصهرين "ألبيرق وكوشنر" سوف يساعد في "تصحيح المسار" للعلاقات بين أنقرة وواشنطن، قائلا إن "الجسر يعمل جيدا بهذه الطريقة"، وذلك على خلفية التوترات بين الولايات المتحدة وتركيا بسبب العملية العسكرية التي أطلقتها الأخيرة في شمال سوريا الشهر الماضي. وأثارت سياسات ترامب تجاه تركيا الدهشة لدى مستشاريه وأحرجت الجمهوريين في الكونجرس، حين وافق ترامب في اتصال هاتفي مع أردوغان على سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وفتح الطريق أمام القوات التركية لمهاجمة "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكيا هناك. وكشف تقرير "الواشنطن بوست" أن ترامب أجّل فرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها أنظمة "إس-400" الروسية، وإلى أن إدارته عرقلت فرض عقوبات قاسية على مصرف "خلق بنك" التركي المملوك للدولة، بسبب التفافه على العقوبات الأمريكية ضد إيران. وبحسب مسؤولين أتراك، أوفد أردوغان صهره ويلتشينداج لتسوية الخلافات مع ترامب، وذلك عبر كوشنر في بعض الأحيان. وقال مستشارون لأردوغان، إن الرئيسين التركي والأمريكي يفضلان اتصالات عائلية أو عبر الشركاء في الأعمال، لعدم ثقتهما بالأجهزة الحكومية في بلديهما وشبهات "التآمر" ضدهما من قبل قوى داخل حكومتيهما.

أضف تعليق

إعلان آراك 2