وثائق «القمة السرية» التى جمعت قيادات الإخوان منير وحسين والإبياري مع «فيلق القدس» تكشف العلاقة بين الإرهابية ونظام ولاية الفقيه

وثائق «القمة السرية» التى جمعت قيادات الإخوان منير وحسين والإبياري مع «فيلق القدس» تكشف العلاقة بين الإرهابية ونظام ولاية الفقيهوثائق «القمة السرية» التى جمعت قيادات الإخوان منير وحسين والإبياري مع «فيلق القدس» تكشف العلاقة بين الإرهابية ونظام ولاية الفقيه

* عاجل19-11-2019 | 14:23

كتب: عمرو فاروق سلطت الوثائق السرية الإيرانية المسربة مزيداً من الضوء على العلاقات المشبوهة بين جماعة الاخوان وقيادات الحرس الثوري الايراني، وكشفت عقد لقاءات بين قيادات التنظيم والحرس الثوري في تركيا خلال 2014.

"القمة السرية" كما وصفها موقع "ذا إنترسبت" جمعت أقوى منظمتين في الشرق الأوسط من حيث النفوذ، كما جاءت في لحظة حرجة وتحديداً في أبريل 2014 وتأتي هذه المعلومات ضمن وثائق مسربة من أرشيف الاستخبارات الإيرانية حصل عليها موقع "ذا إنترسبت" ونشرها بالتعاون مع صحيفة "نيويورك تايمز"، وهي مكونة من 700 صفحة كتبها ضباط أمن واستخبارات إيرانيون في الفترة بين 2014-2015. وأوضحت الوثائق أن الاجتماع حضره وفد رفيع المستوى من فيلق القدس، بقيادة أحد نواب سليماني، عرف في الوثيقة باسم "أبو حسين"، فيما حضره من الإخوان ثلاث من أبرز قياداتها وهم الأمين العام للتنظيم الدولي إبراهيم منير، والأمين العام للجماعة محمود حسين، والقيادي الإخواني محمود الإبياري.

وكانت وسائل إعلام إخوانية نشرت عام 2015، تقارير تشير إلى قيام وفد من قيادات الإخوان بزيارة إلى طهران، في إطار التنسيق والتعاون المستمر بينهما داخل المنطقة العربية.

وأوضحت التقارير أن الوفد ضم كلاً من الأمين العام لجماعة الإخوان، الدكتور محمود حسين والأمين العام للتنظيم الدولي إبراهيم منير، وذلك في الفترة التي تلت الإعلان عن بدء عمليات عاصفة الحزم ضد الحوثيين في اليمن.

ولا يمكن تجاهل الانتقادات التي وجهتها إيران إلى الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر2019، حول سعيها لوضع تنظيم الإخوان على قوائم الإرهاب، وهو ما يوكد الترابط الفكري والتاريخي بين الجماعة ونظام ولاية الفقيه.

وانتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، سعي واشنطن لتصنيف جماعة الإخوان تنظيماً إرهابيا، مؤكداً رفض طهران هذا التوجه.

وقال للصحفيين على هامش فعاليات منتدى التعاون الآسيوي في الدوحة إن "الولايات المتحدة ليست في وضع يمكّنها من تسمية الآخرين منظمات إرهابية، ونرفض أي محاولة من جانب الولايات المتحدة في هذا الصدد".

ووفقا لما كشفه القيادى السابق بالإخوان، ثروت الخرباوي، في كتابه "أئمة الشر"، عن وثيقة تاريخية ان السيد روح الله مصطفى الموسوي الخميني قام عام 1938، بزيارة للمقر العام لجماعة الإخوان. وتشير هذه الورقة إلى لقاء خاص تمّ بين المرشد الأول للجماعة، حسن البنا، والخمينى، الذي أصبح فيما بعد الإمام آية الله الخميني، قائد الثورة الإيرانية، والمتأثر بأفكار حسن البنا وسيد قطب، إلى سدة الحكم؛ كما شكلت طهران دعماً قوياً لتنظيم الإخوان.

كما زار نواب صفوي، مؤسس الحركة الشيعية الثورية فدائيان إسلام، المناوئة لحكم الشاه آنذاك، مصر بدعوة من الإخوان.

وتابع الخرباوي "عندما تبنى الأزهر الشريف سياسة التقريب بين المذاهب، زار رجل الدين الإيراني محمد تقي القمي مصر، والتقى حسن البنا، مؤسس الإخوان، وشارك الرجلان في اجتماعات التقريب بين المذاهب".

وعقب الثورة الإسلامية في إيران، كان الإخوان أول المؤيدين لها، ما أتاح فرصة لقبول ظهور الإخوان في إيران، حيث تم الإعلان عن تأسيس "جماعة الدعوة والإصلاح"، التي تمثل الإخوان في إيران عام 1979، أي بالتزامن مع الثورة الإيرانية، وتمارس حتى الآن نشاطاتها بشكل شبه رسمي علني.

وكان يوسف ندا، عراب العلاقات الإخوانية-الإيرانية، إذ كان مسؤول الاتصال بإيران، وعقب نجاح الثورة الخمينية عام 1979، اتجه إلى إيران بطائرة خاصة، برفقة وفد ضم راشد الغنوشي، من تونس، وحسن الترابي من السودان، وعدد من إخوان لبنان، لتهنئة قيادات الثورة الإيرانية ومباركتها، برعاية عمر التلمساني، مرشد الإخوان حينها.

نعي الخميني

وكتب المرشد الثالث للإخوان عمر التلمساني، مقالاً في العدد 105 من مجلة "الدعوة" في يوليو (تموز) 1985 بعنوان "شيعة وسنّة" قال فيه إنّ "التقريب بين الشيعة والسنة واجب الفقهاء الآن"، في إشارة منه لتحليل العلاقة بين إيران والإخوان.

وعند وفاة الخميني عام 1989، أصدر المرشد الرابع للإخوان، حامد أبو النصر، نعياً نص على أن "الإخوان المسلمين يحتسبون عند الله فقيد الإسلام الإمام الخميني، القائد الذي فجّر الثورة الإسلامية ضد الطغاة".

وصرح مهدى عاكف، المرشد السابع للإخوان عام 2008 بتأييده للتقارب مع إيران، قائلاً: "أرى أن لا مانع في ذلك، فعندنا 56 دولة سنية في منظمة المؤتمر الإسلامي، فلماذا التخوف من إيران وهي الدولة الوحيدة في العالم الشيعية، أليس حسن نصر الله شيعياً، ألم يؤيده الناس في حربه ضد إسرائيل في صيف 2006".

ترجمة كتاب سيد قطب

كما أنه في 1966 ترجم علي خامنئي، الذي أصبح لاحقا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية كتاب "المستقبل لهذا الدين" الذي ألفه سيد قطب، وحمل عنوان "بيان ضد الحضارة الغربية"، كما ترجم بعض أجزاء كتاب "في ظلال القرآن".

ومع تولي الإخوان السلطة في مصر، بدأت الزيارات المتبادلة بين الجماعة ومسؤولي طهران، وهو ما كشفته صحيفة "تايمز" البريطانية عن زيارة قام بها سليماني إلى القاهرة لمدة يومين للتباحث مع مسؤولين كبار قريبين من مرسي، بعد أن "طلبت حكومة الإخوان في مصر سرّا المساعدة من إيران لتعزيز قبضتها على السلطة".

وتزامنت تلك الزيارة مع لقاء أجراه مدير المخابرات الإيرانية مع مستشار مرسي، عصام حداد في يناير (كانون الثاني) 2013.

إضافة أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زار مصر بدعوة من المعزول محمد مرسي للمشاركة في مؤتمر إسلامي، وخطب في جامع الأزهر الشريف، كما أن زيارة مرسي لطهران عام 2012 للمشاركة في مؤتمر "دول عدم الانحياز" كأول رئيس مصري يزورها بعد 34 عاماً دليلٌ آخر على الصلة الوثيقة بين الطرفين، ما يؤكد على قوة العلاقة بينهما.

السياحة الإيرانية إلى مصر

وما يثبت التقارب التاريخي بين الطرفين أيضاً، هو محاولات الإخوان إعادة السياحة الإيرانية إلى مصر خلال عهد المعزول محمد مرسي، والذي واجه معارضة كبيرة من جانب التيار السلفي الذي شن هجوماً عنيفاً على الإخوان.

وبعد الإطاحة بنظام الإخوان في 30 يونيو(حزيران) 2013، سمحت السلطات الإيرانية للإخوان الإيرانيين بالتظاهر في أحد أشهر ميادين طهران، رافعين شعار رابعة، ومندّدين بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ما يؤكد أن إيران استضافت القيادات بعد ثورة 30 يونيو.

وكشفت الأحداث الإرهابية التي شهدتها مصر تسليح إيران للإخوان، حيث أعلنت الداخلية المصرية في بيان لها عن ضبط خلية إرهابية كبيرة تابعة للإخوان في عدة محافظات، ومخازن سلاح ومتفجرات بمزرعتين بالبحيرة والإسكندرية؛ وكان لافتاً أن الأسلحة كتب عليها صنع في إيران.

لكن هناك ملف آخر يكشف حجم التقارب الفكري بين الإخوان والشيعة، ينحصر في تشيع عدد كبير من العناصر المحسوبة على الإخوان، مثل قيام مصباح الرديني، أحد قادة جماعة الإخوان، بإعلان تشيعه في كربلاء، جنوب بغداد، وأظهرت صور له وهو يلقي خطبة عن أحد منابر كربلاء أمام جمهور كبير من الشيعة، وجّه خلالها انتقادات لأهل السنة والجماعة.

الحوزة في كربلاء

واهتمت الحوزة الدينية في كربلاء بهذا الحدث، ونظمت احتفالاً كبيراً في مرقد الإمام الحسين، نظراً إلى كون الرديني من قيادات الإخوان في مصر، وعضواً في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يترأسه يوسف القرضاوي.

وفى مقدمة هؤلاء أيضاً، المستشار الدمرداش العقالي، الذي اعتبره شيعة مصر أحد حكمائهم والأب الروحي لكيانهم وهو قيادي سابق بالإخوان، وقد ترك الجماعة التي تربى في صفوفها، وانضم للمذهب الشيعي ليصبح أحد أبرز رموزه.

وهناك الدكتور أحمد راسم النفيس، الأستاذ بجامعة المنصورة، الذي تحول من فكر الإخوان إلى التشيع ووصف الجماعة بأنها أكبر أكذوبة في التاريخ.

كان النفيس قد انضم للإخوان عام 1976 متحمساً لفكرهم ولشعاراتهم الدينية، وفي غضون عشر سنوات ترك التنظيم معتنقاً مذهب الشيعة الاثني عشرية عام 1985، وله العديد من المؤلفات التي تدعو للتشيع مثل كتاب "على خطى الحسين" وكتاب "الطريق إلى مذهب آل البيت" وكتاب "التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية".

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2005 أثار النفيس ضجة نتيجة العديد من المقالات التي كتبها ضد الصحابة في الصحافة المصرية، وتردد أن هذه المقالات تمولها السفارة الإيرانية.

    أضف تعليق

    حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2