أمل إبراهيم تكتب: البساطة سبيل السعادة

أمل إبراهيم تكتب: البساطة سبيل السعادةأمل إبراهيم تكتب: البساطة سبيل السعادة

* عاجل23-11-2019 | 20:13

بالأمس كنت أتابع أحد الافلام القصيرة التى تحكى عن قصة حياة قطعة الملابس التى لا نعرف عنها الكثير ، الفيلم يتحدث عن مبادىء " المينماليزم " المصطلح الذى يعنى تبسيط الحياة ، كيف تستطيع أن تعيش بعيدا عن تكدس الأشياء حولك وتخفف الأزدحام الذى يملأ  حياتك بالكثير من المقتنيات دون حاجة  لها
الفيلم يطرح عددا من الأسئلة التى لا يعرف الكثير منا أجابة لها  بداية من سؤال كم قطعة ملابس تشتريها  كل عام ؟ ماذا نعرف عن ظروف العاملين فى مصانع الملابس خاصة الماركات الشهيرة ؟ ماهى كمية المياه التى تستهلكها قطعة  ملابس قطنية ملونة حتى  تصل إلينا ؟ كمية البلاستيك التى تدخل فى صناعة كل قطعة ؟ ماهو المكسب الذى يحصل عليه العامل فى صناعة قطعة الملابس ؟ كم من المال يتم إنفاقه فى شراء الملابس سنويا ؟
بعض البلدان مثل بنجلاديش حيث تتوفر الأيدى العاملة الرخيصة تنشأ  فيها صناعات ملابس الماركات العالمية ويعانى العاملون فى تلك الصناعة من ظروف العمل الشاقة  والتلوث لذا تحرص الدول الغنية على إبقاء تلك الصناعات بعيدا عن بلدانها ومدنها لتعود إليها بعد تصنيعها جاهزة  ويتم عرضها فى الأسواق  بأعلى الأسعار،  ولكن عندما تعرف أن حوادث كثيرة تحدث فى البلدان الفقيرة نتيجة هذه الصناعات وتخلف وراءها أعداد كثيرة من القتلى أو المرضى  تجد أنك لن تشعر بالسعادة وأنت تلهث وراء اللحاق بالموضة المتغيرة  وتقع تحت تأثير  الدعاية والاعلانات التى تقول غالبا أنك سوف تبدو أكثر  تميزا وأناقة  عندما تقتنى هذه القطعة أو تلك ولكن فى النهاية وبعد الشراء تصبح مجرد شىء معتاد بالنسبة لك ومؤكد سوف تصاب بالملل بعد تكرار ارتداؤها ولكن ما الحل إذا كان القائمون على صناعة الملابس لا يهمهم سوف الأرباح وبالتالى يحاولون بكل الطرق  التأثير عليك ودفعك إلى الشراء  ؟
الحل لن تجده إلا عندما تفكر جديا فى معنى الحياة وأن السعادة لا تكون فى عدد الأشياء والقطع التى تمتلكها ولكن على العكس كلما قل العدد  أصبحت أكثر راحة هل تعرف مثلا أن مارك زوكربيرج لا يرتدى إلا تيشرت رمادى أما بنصف كم أو كم طويل   وعندما سئل عن السبب  أرجع  زوكربيرج ارتدائه لنفس الملابس يوميا، إلى أن ذلك يساعده على تركيز طاقته، واتخاذ قرارات أكثر أهمية في العمل، بدلا من تضييع وقته في التفكير على ما سيرتديه ، الأمر هنا لا يتعلق بمدى ثراء الشخص ولكنه نوع من التخفيف من الضغوط التى نحيط أنفسنا بها بمحض أختيارنا ..
نحن غالبا نعانى من أزدحام داخل أدمغتنا لأننا نفكر فى العديد من الأمور بعد أن أصبحت حياتنا معقدة ومزدحمة ننظر  إلى المجلات والتلفاز والمسلسلات لنرى حياة مبهرة وبراقة  ثم نبدأ في التفكير “كيف نستطيع الحصول على ذلك ؟”
الشىء الذي نفكر فى أقتناءه ونلهث للحصول عليه  بعد فترة قصيرة يأتي الإصدار الأفضل والأكثر إثارة منه، فنحن بهذه الطريقة لم نعد نهتم بما نملكه بالفعل، بل الحقيقة هي أن ما نملكه يصبح مع الوقت سببا فى مشاعر  عدم الرضا، لأنه لا يمكن  إرضاء كل رغبة تظهر .
الاستغناء، البساطة، التركيز أهم مفاهيم المينماليزم وأسرع الطرق للوصول إلى  حياة  حقيقية تهتم بالمعنى أكثر من الماديات التى ترهقنا فى البحث عنها وتضيع الكثير من الوقت والعمر .
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2