صور| «دار المعارف» تحاور أول مدربة «كاراتيه» لمرضى متلازمه داون بالصعيد وتقودهم لمنصات بطولة الجمهورية

كتب: جمال عبدالمجيد

تحول حلم إحدى فتيات الصعيد إلى حقيقة ، رغم الصعاب التي بدأت بها بدون مساندة حقيقية من الجهات المعنية، إذ نجحت مُدربة لعبة الكاراتيه بمحافظة المنيا في رسم خط جديد في تلك الرياضة وادخالها لذوي الاعاقة الذهنية والجسدية ومرضى التوحد في صعيد مصر، بعد أن كونت أول فريق من تلك الفئة وراهنت عليهم بالنجاح، بل وقادتهم إلى الصعود لمنصات بطولة الجمهورية.

" آية حسام قرني " تلك الفتاة الرياضية منذ نعومة أظافرها صاحبة الـ 24 عامًا، استطاعت بجهودها الفردية أن تسعى لرسم البهجة على فئة متلازمة داون بالمحافظة ، ودمجهم في رياضة جديدة وهي لعبة " الكاراتيه " ، رغم الصعوبات التي واجهتها في البداية وتشكيك البعض في نجاحها ، إلا أنها بدأت خطواتها سريعًا دون النظر إلى الربح المالي.

" دار المعارف " التقت بالمدربة الشابة "آية" والتي روت رحلتها في ادماج تلك الفئة بلعبة الكاراتيه قائلة : كنت أتطوع أثناء دراستي بكلية التربية الرياضية في برنامج بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة والذي يتم من خلاله التعامل مع ذوي الاعاقات المختلفة وتدريبهم على بعض الألعاب، وعقب ذلك فكرت في تكوين أول مجموعة لتدريبهم على لعبة الكاراتيه خاصة أن غالبية أصحاب الاعاقات المختلفة لديهم قدرات كبيرة لا تستغل، وبالفعل عرضت الفكرة على أحد مدربي المحافظة، ولكنه شكك في نجاحها ، فكان ذلك دافعا قويا لأن اثبت للجميع وأراهن على تلك الفئة واستجابتها العالية لهذه الألعاب ، وبالفعل كونت أول مجموعة وكان ذلك في 18 أكتوبر من العام الماضي وكان عددهم تقريبًا 13مريض بمتلازمة داون والتوحد، و 5 آخرين من اصحاب الاعاقات السمعية.

أضافت المدربة : لم يكن تشكيك البعض هو السبب الوحيد لاصراري على تنفيذ فكرتي بل أيضا كان هناك شقيقتي الصغيرة والتي كانت مولودة بإعاقة وتوفيت في سن مبكر ، وكنت أفكر دائمًا كيف سيصبح مستقبلها لو كانت على قيد الحياة ؟ ، ومن هنا كان تعاملي مع جميع المرضى كأنهم أشقائي وهدفي أن يكونوا على قدر كبير من المهارة بلعبة الكاراتيه والوصول بهم إلى منصات البطولات والتتويج مثل الأصحاء ، وبالفعل استكملت مسيرتي عقب انتهاء مشروع الشباب والرياضة وتواصلت مع أسر المرضى مباشرة وكونت مجموعات من خلال إحدى المدارس التي بها فصول لذوي الاحتياجات الخاصة ، دون النظر للمقابل المادي لأنهم يعتبرونه عملا تطوعيًا.

مدربة مرضى متلازمة داون أشارت إلى أن استجابة المتدربين كبيرة جدا ، ولا يقلون شيئا عن الأصحاء، ولكنها تفضل تدريبهم حاليًا على الجانب الاستعراضي من لعبة الكاراتيه وهو الجزء المتضمن الدفاع عن النفس ، وليس الشق القتالي ، مؤكدة أنهم قدموا مستويات جيدة خلال البطولة التنشيطية بالمحافظة الفترة الماضية ، وسوف يشارك 8 منهم في بطولة الجمهورية المقبلة في شهر إبريل المقبل وهو انجاز كبير للمحافظة والصعيد بأن تشارك المحافظة بهذا العدد من مختلف الاعاقات المختلفة في بطولة واحدة.

عن أمنيتها قالت آية إنها تتلخص في وجود مكان دائم تستطيع من خلاله مواصلة تدريب تلك الفئة بشكل دائم دون توقف مع دعمها في تلك الخطوة وتوسعة التجربة، مؤكدة أنهم أصحاب قدرات وليست إعاقات، ومن الممكن الوصول بهم لمستويات مثل الأصحاء والأبطال.

المدربة الشابة آية حسام لها باع كبير بالبطولات الرياضية رغم سنها الصغير، فهي حاصلة على المركز الثالث لبطولة الكاراتيه بمحافظة عام 2007، والمركز الأول عام 2014، ودورة المدربين الدولية للكاراتيه لعام 2018، وكذلك المركز الاول لبطولة الجمهورية في سباق الفردي العام وضد الساعة في سباق الدراجات لعام2009، والمركز الثاني في البطولة العربية بتونس لعام 2010، وتمثيل مصر في دول اريتريا وتونس والدوحة ، وأيضًا المركز الأول في سباق 400 م عدو، والمركز الثالث لبطولة الجمهورية في مصارعة الذراعين، والعديد من الدورات المختلفة في التأهيل والاصابات والتحكيم لدى الاتحاد المصري، وتعد باحثه حاليا في علم النفس الرياضي وقريبا تناقش رسالة ماجستير في "المهارات النفسية التي تسهم في الأداء المهاري للاعبي الكاراتيه".

[caption id="attachment_375530" align="aligncenter" width="574"] أول مدربة "كاراتيه بالمنيا[/caption] [caption id="attachment_375531" align="aligncenter" width="524"] مدربه كاراتيه[/caption] [caption id="attachment_375532" align="aligncenter" width="511"] أول مدربة كاراتيه[/caption]