فى حوار لـ"دار المعارف" مع المحقق والكاتب الصحفى توحيد مجدى المتخصص فى الشئون الإسرائيلية عن جاسوسية حسن البنا وكيف كان عميلا ألمانيا فى مصر من عام 1940 حتى 1945؟..
أجرى الحوار - على طه
أعده للنشر - أحمد عبدالمقصود
فى البداية يؤكد توحيد مجدى أن الوثائق البريطانية التى ظهرت فى الفترة الأخيرة، والتى أفرج عنها مؤخرا وثائق حكومية بتأكد أن حسن البنا كان هو العميل الألمانى فى مصر فى الفترة من 1940 إلى 1945 خلال الحرب العالمية الثانية، وأشارت الوثائق إلى أن الظاهر كان يعمل مع السلطات البريطانية فى مصر، لكنه فى الحقيقة جاسوس خفي يتعامل مع ألمانيا، كان عنده مسكن أمن فى قلب القاهرة وكان يطل على قصر عابدين، وعندما سألنا لماذا يطل على قصر عابدين فى هذه الفترة بالذات؟ رغم أن السلطات البريطانية كان عندها شك أن الملك فاروق يتواصل مع القيادة الريخ الثالث أو مع هتلر بشكل أو بأخر، حيث كشفت الإشارة الصادرة من الشقة التى كان يديرها حسن البنا على حساب المخابرات الألمانية، وكان الملك فاروق هو الذى يتم إدانته بالتجسس لصالح النازية وليس حسن البنا.
البنا جاسوس لألمانيا
وتدور تفاصيل الفيلم حول كيفية تخفى البنا من الاستخبارات البريطانية؟ لأن جغرافية المكان غريبة للغاية قصر عابدين على ناحية، ومسكن أمن الاستخبارات الألمانية على الناحية الأخرى وكان يجوارهم محافظة القاهرة قريبة من محطة الاستخبارات البريطانية، تفاصيل التفاصيل التى تكشفها الوثائق بدقة شديدة بتوثيق حكومى لا يمكن الجدال معه، والحكاية الكاملة كيف كان يتجسس البنا لحساب ألمانيا؟ كيف كان ينقل الرسائل لهم، كيف كان يهرب من المراقبات؟ .. كيف قابل مسئولين ألمان نازين مقيمين فى قلب القاهرة بشكل سرى؟.
و طريقة تجميد حسن البنا فى البداية والمقابل الذى كان يحصل علية وأشخاص الجماعة التى كانت بتشتغل معاه، أهداف العملية التى كان يقوم بها وما حققه وما لم يحققه فى هذه العملية، والمكتابات البريطانية الرسمية التى كانت بتتنقل من جهاز المخبارات البريطانى إلى رئاسة الوزراء البريطانية والتى كانت بتكشف القصة الكاملة، وكيف كان هذا الرجل الذى أسس جماعة الإخوان المسلمين وكان فى الحقيقة جاسوس بدوام كامل لحساب الاستخبارات البريطانية، وإن كل ما يقوله حسن البنا، والدعوات الدينية كانت غلاف بسيط ليما كان يفعله هذا الرجل فى الخفاء .
إخراج الإنجليز
والحقيقة فى المقابل الجهات الأخرى المصرية الوطنية والجامعات المصرية والمنظمات المصرية سواء كانت سرية أو حزبية كانت تدعو إلى إخراج الإنجليز والاستعانة بالقوة العظمى حتى لو كانت ألمانية بحيث يخرجوا الإنجليز وكان حسن البنا يشتغل بفكر مختلف عن أفكار هذه الجماعات لأن فكرته كانت تشكل قوة عسكرية كبيرة حتى تستطيع ألمانيا فيما بعد الحرب العالمية الثانية لأنها كانت مقتنعة فى بداية الحرب أنها ستنتصر وكانت تبحث على القوة العسكرية والميليشيات العسكرية التى تكون موالية للدولة الألمانية التى تستطيع السيطرة على مصر ومحيط الوطن العربى.
كانت أهداف حسن البنا فى التعامل مع الألمانية النازية، ليست إخراج الإنجليز فقط، لكن كانت الأهداف الحقيقة إنشاء قوة عسكرية لجماعة الإخوان المسلمين تستطيع أن تسيطر وتقيم دولة الخلافة، وكان فى المقابل أن يساعدهم ويعمل لديهم جاسوس وسوف يحصل هو على السلاح والأموال التى زودته به الآلة الألمانية خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
وفى نهاية هذه الحرب سيصبح زعيمًا لهذه الدولة الإسلامية التى كانت تتكون من 13 دولة من المغرب إلى دول الشرق الأوسط فى الجزيرة العربية، وكوّن حسن البنا جيش بلاد العرب الحرة وهو الذى كان سيقوده.
فيلم إخوان النازى
وأنا توحيد مجدى قمت بعمل فيلم اسمه "إخوان النازى"، وهذا الفيلم فضح جيش حسن البنا الذى حارب لحساب ألمانيا النازية وكانت أهداف حسن البنا مختلفة تماما عن الأهداف الوطنية التى كان يدعو إليها الوطنيون المصريون ضد الاحتلال البريطانى لمصر.
كانت أهدافه أن يكون رجل ألمانيا الأول فى الشرق الأوسط وزعيم جيش وبالفعل كان قائد جيش بلاد العرب الحرة وكان على أكتفهم شعار مكتوب عليه جيش بلاد العرب الحرة، هذا الاسم فضح الهدف الأساسي والرئيسى لـ حسن البنا فى تلك الفترة، فكلمة بلاد تختلف كثيرا عن بلد أو على أنها مصر، ولكن بلاد العرب الحرة تعنى أن هو كان هدفه.
حقيقة فيلم الإخوانى النازى فيعتبر الردّ العلنى الذى تحقق بالفعل "إخوانى نازى" تم عرض فيه كمًا كبيرًا من الأفلام الحصرية النادرة، التى لم تعرض من قبل، فقد حصلت عليها من أرشيفات عدة فى أوروبا منها الأرشيف الألمانى والفرنسي والبريطانى وكل هذه الأرشيفات ليست فقط مستندات أو وثائق ورقية، لكن لديهم أفلام وثائقية ينطبق عليها نفس الشروط القانونية التى تنطبق على الوثائق.
إذا قلنا أن هذه الوثيقة سقطت عنها السرية ولكن ليست كل الوثائق تسقط عنها السرية لأن لها عدت تصنيفات، يوجد السرى، والسرى للغاية، ومنتهى السرية، وعظيم السرية، والاستركتد وهو ممنوع من النشر من البداية، وتصنيفات حكومية أخرى ، لكن التصنيفات التى تسقط عنها القانون بتنطبق على الأفلام، إذا سقط الحذر عن الوثيقة بعد مدة40 عاما.
الإفراج عن الوثائق
إذا كان الفيلم يتحدث على نفس الحدث وموجود لدى الأرشيف يفرج عنه بالضرورة فى وقت الإفراج عن الوثائق، وبما أن الوثائق أفرج عنها بالفعل فكان من الطبيعى ومن السهولة أن يتم التعامل مع هذه الأرشيفات بشكل علنى ورسمى بتصريحات رسمية وشرعية مطالبا الأفلام التى تتحدث عن نفس الموضوع بعد دفع الرسوم المقررة فى كل أرشيف على حدى, لأن كل أرشيف له نظام داخل هذه الدول، وتتعامل كل دولة من هذه الدول بمنطق أن لديها قانون حرية تداول المعلومات، وما عليك إلا أن تبحث وتجتهد وتضع يديك على النقاط التى تبحث فيها وتتقدم للأرشيف بطلبات التى تريد أن تقوم بها، ويقومون بالموافقة على الجزء الذى أفرج عنه ورفض الأجزاء التى لم يتم الإفراج عنها.
وبالضرورة تحصل على الوثائق وإذا أردت أن تحصل على المادة الفليمية الموجودة على نفس الموضوع يبحثوها مثلما فعلوا مع الوثائق ويقررون بإعطائك هذه الأفلام أم لا ، وإذا أرادوا أن يعطوها للباحث تكون بعدة استخدامات، هل يتم استخدامه فى مصر فقط؟.. أم على مستوى الشرق الأوسط، أم على مستوى العالم؟ يتم ذلك مقابل مبلغ مادٍ وبفواتير وأوراق رسمية ويصدر للباحث فى النهاية بأنه يقدم بيانات الفيلم الذى ينتجه.
نظام الأرشيفات
وبعد رؤيتهم لهذه البيانات يتم إعطاء الباحث شهادة مدون بها أرقام محددة وموضحة بأنك استخدمت الفليم بكود معين، يتحدث عن قضية معينة لأن نظام الأرشيفات تحت طائلة القانون وحرية تدال المعلومات ولكن من أجل الوصول لهذه المعلومات والذي يحتاج إلى وقت طويل جدا من البحث، والإقامة إلى جانب الأرشيف حتى يظهر فى النهاية خارطة البحث، ويبدأ وضع النقاط للمشروع الذى يتم البحث عنه والتى تنتهى بسيناريو.
والوثائق تقوم بالرد على الحقائق التى تم طرحها والأفلام تغطى بشكل كبير على أن يكون المشاهد يسمع ويرى صوتا وصورة وليس مراقبة وثائق فقط حتى لا يشكك بعض المنافسين، مثلما حصل فى "إخوان النازى" لأن عندما حاول البعض فى البدية أن يتكلم عن الوثائق فكانت الأفلام هى التى وضحت جنود حسن البنا على الشاشة وهم يرتدون الزى النازى ووجودهم فى المعارك وجنازة جماعة الإخوان أثناء خروجها من الرايخ الثالث لأنهم كانوا فى النهاية ضباط وجنود فى الجيش النازى.
حقوق الملكية الفكرية
وأقوم بمراقبة حقوق الملكية الفكرية للأفلام الوثائقية التابعة للأرشيف البريطاني، حتى نتأكد أن الأفلام تخرج من مصر والشرق الأوسط موثقة وحقيقية لها أرقام وأكواد وتكون مدفوعة الثمن وليس مسروقة من اليوتيوب أو من على الإنترنت لأن هناك بعض شركات الإنتاج والمخرجين كانوا يتجاوزوا الحدود القانونية والحدود القانونية الدولية لأننا نتحدث على فكرة الملكية الفكرية كفكرة عالمية فبعدما يكون هناك أوراق تخص الأرشيف المصرى أو دار الوثائق القومية المصرية والحصول على هذه الوثائق يجب أن يدفع ثمنها وأن يكون التصريح صادرا من الجهة الرسمية لأنه يتم استخدامها فى فليم وثائقى وسيتحول إلى وثيقة فليمية.
وبالتالى وبالضرورة يجب أن يكون هناك ممثل فى كل دولة وإقليم يقوم بضبط إيقاع حقوق الملكية الفكرية من أجل نشر الحضارة الإنسانية، والتاريخ الإنسانى لكل دولة، ونشر الحقيقة لأن فكرة إرسال الحقيقة كما هى دون رتوش أو بلبلة أو تزييف لتعليم العاملين سواء كانوا فى حقل الأفلام الوثائقية أو الحقل الوثائقى، إن هذه حقوق لكيانات دولية يجب أن نحترمها مثلما نحترم القانون لأنه فى النهاية هذا هو القانون الدولى الموقعة عليه مصر وهو حماية الملكية الفكرية.