عاطف عبدالغنى يكتب: واكد الشهيد الفلسطينى.. واكد الإسرائيلى

عاطف عبدالغنى يكتب: واكد الشهيد الفلسطينى.. واكد الإسرائيلىعاطف عبدالغنى يكتب: واكد الشهيد الفلسطينى.. واكد الإسرائيلى

* عاجل26-11-2019 | 21:30

ليس مجرد عمل فنى تحتفى به إسرئيل، أو ممثل ذي موهبة خاصة نجحت فى أن تجعله يضع بصمته على عمل فنى فذ، يحمل الجنسية الإسرائيلية، وتقدمه للعالم، ولكنه فخ يسعى دائما الكيان الصهيونى ليصطاد من خلاله العملاء ليقدموا خدماتهم للكيان، الذى عمل، وما زال، خلال عقود طويلة ومنذ ما قبل إنشاء دولته على أرض فلسطين المحتلة، أن يرسخ لأقدامه، ويحاول مستميتًا ليخترق المجتمعات العربية، ويسيطر على عقلها الجمعى لتوجيهها نحو قبول مشروعه الاستيطانى، للأرض العربية، وخيراتها، وللمجتمعات العربية وثرواتها. العملاء يبحثون دائما عن فرصة، والفرصة التى تمثل هاجسا بالنسبة لعمرو واكد هى العالمية، وبين قوسين (العولمة)، والعولمة فى حقيقتها هى الوجه الآخر للصهيونية، والصهيونية لن تتسلل إلى شبابنا إلا من خلال اختراق المجتمع المصرى، بمعنى السيطرة على مشاعره وأفكاره، والطفل، والصبى، والشاب الصغير عندما يرى ممثلًا مثل واكد من المفترض أنه مصرى عربى، فيأتى هذا الممثل ويلقى بتاريخ الوحشية، والاستيطان، والعنصرية، الذى صاحب الوجود الإسرائيلى منذ وطأت قدمه السوداء الثقيلة أرض وبلاد العرب، ويرى هذا الممثل، يشاركهم أعمالهم الفنية، ويدعو بدعاويهم (هى دعاوى من الإدعاء وليست دعوات) فى الترويج لأسطورة مظلومية المحرقة التى تعرض لها اليهود فى أوروبا على يد النازى، ويسعى معهم ومثلهم للوصول إلى عقل وقلب المجتمع المصرى من خلال التطبيع، ومع الدأب على هذا العمل، لا بد أن يتأثر الطفل والشاب الذى لا يعى، ولا يعرف اليوم كثيرا عن تاريخ الصراع العربى– الإسرائيلى، وتفاصيله، ولا بد أن يتأثر هذا الطفل، أو الصبى بهذا الممثل، ويعتبره نموذجا أو مثالا، وهو ما تريده تماما الصهيونية، وتروج له بشتى الطرق والوسائل، والقوى الناعمة، وعبر الإنترنت (شبكة المعلومات الشيطانية) التى تدق رؤوس أولادنا ليل نهار لتغير مفاهيمهم، وتبتعد بهم كثيرا عن جذورهم، وعن حقيقة الصراع العربى الإسرائيلى، صراع الوجود وليس صراع الحدود. عمرو واكد يشارك ممثلة إسرائيلية – تحمل اسم شهرة المرأة الحديدية -، الجزء الثانى من التمثيل أو بطولة الفيلم، ولا يخجل أن يعلن عن هذا فى تدوينة يكتب فيها: "انتظروا ظهوري في فيلم المرأة الخارقة ١٩٨٤ (الجزء الثاني) إخراج باتي جينكينز والمتوقع نزوله في يونيو ٢٠٢٠. يا رب يعجبكم الفيلم". هذا ما نشره واكد على سبيل الفخر والتباهى، وهو العار والشنار بعينه. وما سبق الجزء الطافى من جبل الجليد الغاطس، وما وراء الخبر الذى جاء فيه أن الممثلة اسمها جال جادوت، وهى فى النهاية، ممثلة محلية، غير مشهورة على مستوى عالمى فى هوليوود مثلا، أو لها أعمال خارقة ومؤثرة فى مسيرة الفن السابع، لكن ليست هذه التفاصيل ذات أهمية كبيرة، هو مجرد فيلم، إذا صادفه جانب من الشهرة سوف يكون فقط لأن ممثلا من أصل مصرى يشارك امرأة إسرائيل الخارقة التمثيل، وربما يضاجعها فى مشاهد رمزية، تعكس العلاقة المطلوبة بين العرب وإسرائيل لإنتاج أجيال تالية، من المطبعين. أحد متابعى واكد على "تويتر" رد على تدوينته التى نشرها فكتب يذكره: “خليك #ضد_التطبيع يا عمرو، المبادئ لا تتجزأ وما تكون مع الصهاينة في عمل واحد، وتذكر دورك المشرف في فيلم "أصحاب ولا بيزنيس" وتوعيتك للناس بقضية فلسطين". وصاحب التدوينة يذكره بدور الفدائى الفلسطينى الذى فجر نفسه فى كمين إسرائيلى واستشهد نصرة للمظلومين من أبناء وطنه.. فهل آمن واكد بالدور الوطنى العظيم، هل صدق ما كان يؤديه فى هذا الفيلم؟ أم كان مجرد تمثيل؟.. أعتقد أن الإجابة لديكم واضحة، ولا تحتاج إلى معقب، أو تعليق، هو مجرد ممثل.. مشهد يصلى فى جامع، أو كنيسة، وفى المشهد التالى يسكر فى حانة، وغير مطلوب منه أن يسلك فى حياته الشخصية، دور المؤمن المتبتل، أو الفاسق السكير، فى حياته ليس مطلوب منه إلا ما يتسق مع ذاته، وما يتسق مع ذات واكد هو، التجارة، البيع، (أبيع نفسى) هذا كبيرك يا واكد، وقد عرفناه فلا تحاول بعد ذلك أن تبيع لنا الوهم، والزيف، على أنها أفكار للحرية، أو الإنسانية ، أو تصنع من نفسك بطلا.. لن نصدقك.. أنت بالفعل كنت مشروع ممثل جيد ولا زلت لكنك فى الحقيقة خائن لوطنك وقضاياه، ومثال للعميل الذى يحسن الأعداء توظيفه لاختراق الأوطان.
أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2