كتب : محمد الحمامي
قررت محكمة جنايات دمياط إحالة أوراق الأم المتهمة بقتل أبنائها الثلاثة إلى المفتي، للتصديق على حكم إعدامها شنقا، وذلك بعد 4 سنوات من ارتكابها للجريمة، التي وقعت في العام 2015، وحددت المحكمة جلسة 5 يناير للنطق بحكم الإعدام.
صدر القرار برئاسة المستشار أحمد حسام النجار، وعضوية كل من المستشارين حسام رشدى عمار وأمير مجدى دميان، وأمانة سر وائل السيد.
البداية كانت بتعرف الأم القاتلة على شاب على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وكانت تقيم هي في دمياط وهو بالقاهرة، واستغلت الأم الخلافات الزوجية المتكررة بينها وبين زوجها، واستمرارها معايرتها له بأنه عامل زراعي بينما هي حاصلة على مؤهل عال، لتقرر اللجوء لأول شاب يقابلها ويطلب منها إقامة علاقة غير مشروعة، ثم انتقل للحديث معها على الهاتف وبرامج المحادثة "فايبر" و"ماسنجر"، حتى قررت التخلص من الأطفال لتتمكن من السفر إليه بمفردها.
الحيلة التي لجأت لها الأم المتجردة من مشاعر الرحمة، هي خنق الأطفال الثلاثة بفوطة مبللة، وادعاء تعرضهم للتسمم بسبب وجبة غذائية، وهي الحيلة التي انطلت على مفتش الصحة الذي كتب في تقريره أن الوفاة حدثت نتيجة تسمم، بخاصة مع ظهور علامات على فم المجني عليهم، إلا أن الطبيب الشرعي كشف المستور، لتعترف الأم بقتلهم، وتقدم للمحاكمة التي انتهت بإدانتها بالقتل وإرسالها لعشماوي.
"قتلت مهند الأول بالفوطة، لغاية ما اتأكدت إنه مات، وبعدها نور بنفس الطريقة، وفي الآخر حطيت الفوطة على بوق نادين لحد ما ماتت"، بتلك الكلمات اعترفت "سلوى. ى"، 29 سنة، الأم القاتلة، أمام وكيل نيابة فارسكور يوسف غازى، بإنهاء حياة أطفالها الثلاثة، الذين لم تتجاوز أعمارهم 5 سنوات، وهم نائمون، ولم تستجب لعلامات الفزع والرعب التي بدت على وجوههم أثناء لفظ أنفاسهم الأخيرة على يدها.
مركز شرطة فارسكور تلقى بلاغا من عامل زراعي يدعى "تامر. ص"، 36 سنة، مقيم بقرية شرباص، باكتشافه وفاة أولاده الثلاثة "مهند"، 5 سنوات، والتوأم "نور" و"نادين"، 3 سنوات، وذلك أثناء محاولة إيقاظهم من النوم، ولم يتهم أحدًا بقتلهم، وقال إنهم تناولوا وجبة عشاء عبارة عن خضراوات وحلويات أثناء وجودهم عند جدتهم، ما تسبب في تسممهم.
بسماع أقوال الأم أكدت نفس أقوال الأب، وتبين من تقرير مفتش الصحة أن الوفاة مشتبه في كونها وقعت بسبب التسمم لوجود علامات زُرقة ورغاوٍ حول فم المجني عليهم، ليحرر محضرا بالواقعة، إلا أن النيابة اشتبهت في وفاة الأطفال جنائيا فأحالتهم للطب الشرعي للفصل في الأمر.
جاءت التحريات الأولية لتؤكد شكوك وكيل النيابة بوجود مشكلات دائمة بين الزوجين، ليأتي تقرير الطبيب الشرعى مؤكدا وجود شبهة جنائية، بسبب وجود آثار مياه على رئة الأطفال الثلاثة، وأن الخنق هو سبب الوفاة، لتبدأ رحلة البحث عن الجناة، وكانت الدائرة ضيقة بين الأم والأب.
بمواجهة الأم، اعترفت بأنها كانت على خلافات مستمرة مع الزوج، وتعايره دوما بأنه عامل زراعى، بينما هى حاصلة على مؤهل بكالوريوس خدمة اجتماعية، وأثناء هذا تعرفت على شاب من القاهرة عبرالإنترنت، عن طريق برنامجى "فايبر" و"فيس بوك"، وتكونت بينهما علاقة عاطفية، دفعتها لقتل الأطفال.
أحيلت الأم المتهمة بالقتل العمد إلى المحاكمة الجنائية، التي انتهت بصدور القرار السابق للمحكمة بإحالتها للمفتي للتصديق على إعدامها وتحديد جلسة الخامس من يناير المقبل للنطق بحكم الإعدام.