- النادى اليونانى بالاسكندرية تاريخ عمره مائة وثمانية أعوام
- "حريم السلطان" والعدوان الثلاثى سبب نقل النادى اليونانى من مكانه مرتين
- الجالية اليونانية اول من ابتكرت رياضات التجديف والشراع فى العالم
- أقدم قوارب تجديف فى العالم بنيت للنادى اليونانى فى العشرينات
أجرت الحوار - سلوى محمود
تصوير - محمد بدوى
حينما حصلت اليونان على استقلالها من الدولة العثمانية عام 1821 كانت اليونان وقتها دولة فقيرة لم تصل إلى ركب الحضارة وينتشر فيها الفقر والبطالة، فبدأ اليونانيون يرحلون إلى الدول الاخرى بحثا عن فرص العمل، وكانت الإسكندرية هى الوجهة الأولى لإقترابها من اليونان اولا ، وثانيا وهو الأهم أن مصر كانت فى ذلك الوقت دولة ناهضة بقوة وكانت الأسكندرية مدينة مفتوحة تمتلىء بالأجانب ويتقبل أهلها وجود الأجانب بينهم، وبدأ اليونانيون يستقرون فى المدينة وعملوا فى مختلف المهن من أقلها إلى أعلاها، وكان أول ما أنشأوه هو الجمعية الخيرية اليونانية أقدم جمعية خيرية فى مصر وقد أسسوها عام 1843 لمساعدة اليونانيين الفقراء فى مصر، وبعد سنوات وفى بداية القرن العشرين وصل عدد اليونانيون بالإسكندرية إلى مئات الآلآف ،ففكروا فى إنشاء كيان يكون مقر لهم يتجمعون فيه يمارسون فيه الرياضة فكان التفكير فى إنشاء النادى اليونانى البحرى أول نادى للرياضات البحرية فى العالم والذى مازال قابعا بجوار قلعة قايتباى بمنطقة الأنفوشى بالإسكندرية.
أقدم نادى رياضى بحرى فى العالم
وعن تاريخ هذا النادى وتاريخ الجالية اليونانية يتحدث إدموند نيقولا كاسيماتيس رئيس مجلس إدارة النادى البحرى اليونانى ورئيس الجمعية اليونانية ورئيس الجالية اليونانية بالإسكندرية وهو رئيس النادى منذ عام 1998 وحتى الآن، وكان قبلها عضو مجلس إدارة بالنادى ، يقول أن النادى البحرى اليونانى تم إنشاؤه عام 1909 ميلادية وكان أول نادى للرياضات البحرية فى العالم ،وقد أسسته الجالية اليونانية الموجودة بالإسكندرية فى ذلك الوقت وكانت أكبر جالية أجنبية بمصر، وقد تم إنشاء النادى فى البداية داخل ميناء الإسكندرية وكان يجاور قصر رأس التين وكان عبارة عن مجرد مبنى خشبى على الشاطىء، وظل فى هذا المكان لعدة سنوات، ووقتها ابتكر اليونانيين بالإسكندرية رياضى التجديف وبعدها سباقات الشراع، ووقتها طلب النادى مراكب من إيطاليا للتجديف، وقد صممها مهندس يونانى مصرى مقيم بالإسكندرية وتم تنفيذها فى مدينة ليفورنوا الإيطالية فى العشرينات من لأقرن الماضى وهذه المراكب موجودة حتى الآن فى متحف النادى وغير موجود مثلها فى أى مكان بالعالم، واسم المراكب "أفرا" ، و"بين زوس"،و"كاليبسو" ، كما تم تصميم وتصنيع مركب اسمها مدرسة التجديف وهى أيضا الوحيدة فى العالم وكانت تستخدم لتدريب الرياضيين على رياضة التجديف وقد طلبها مدرب تجديف اسمه "سيرونتينو" وتم تصنيعها فى إيطاليا.
حريم السلطان ونقل النادى
وبعد عدة سنوات وتحديدا فى عام 1935 تضايق الملك فاروق من وجود النادى بجوار قصر رأس التين وقال كيف ترى حريم القصر من شرفاته رياضيين أجانب وهم يتدربون، فتقرر نقل النادى إلى مكان آخر مجاور ولكنه يبتعد بعض الشىء عن القصر لكى لاتراه الحريم وبالفعل تم بناء مبنى جديد للنادى وتم افتتاحه عام 1935، وكان النادى القديم قد بدأ فى التهالك وبدأت تدخله الفئران لأنه كان مبنى من الخشب، وظل النادى على هذا الحال وفى هذا الموقع، وأثناء الحرب العالمية الثانية كان النادى هو الموقع الاستراتيجى للبحرية اليونانية، وبعدها شارك المرشدين اليونانيين مع المرشدين المصريين فى إدارة قناة السويس بعد انسحاب المرشدين الأجانب بعد العدوان الثلاثى، وبعد العدوان الثلاثى على مصر رأت البحرية المصرية أنه من الخطأ أن يكون هناك مكان يرتاده أجانب داخل ميناء الإسكندرية وبجوار قصر التين وبالتالى أخذوا النادى ومنحونا قطعة أرض بجوار قلعة قايتباى وهى الموقع الحالى للنادى ومبلغ خمسة آلاف جنيه ، وقد أكمل أعضاء الجالية اليونانية تكلفة بناء مبنى جديد للنادى وتم بناء النادى فى مكانه الجديد وكان يبنى بجواره فى نفس الوقت نادى اليخت وبعدهم نادى الصيد ، وتكلف بناء النادى حوالى 40 ألف جنيه وإفتتحه زكريا محيى الدين عام 1959 وكان مجلس الإدارة كله من اليونانيين ولكن كان قد دخل النادى أعضاء مصريين من أصدقاء أعضاء النادى اليونانيين.
وفى عام 1997 قرر د.كمال الجنزورى رئيس وزراء مصر حل مجلس الإدارة اليونانى وتعيين مجلس إدارة كله من المصريين، ولكن الجالية اليونانية إحتجت فقرر د.كمال الجنزورى عام 1998 تعيين مجلس إدارة نصفه مصرى ونصفه يونانى على أن يكون رئيس المجلس يونانى، وظل الحال كذلك لمدة خمس سنوات نشبت فيها الكثير من الخلافات ووصلت الخلافات لوزير الشباب والرياضة وقتها فاستدعانى الوزير للاجتماع به وحضر الاجتماع مجموعة مستشارين للوزير وطلب منى تسوية الأمور والخلافات وطلب رأيي فقلت له أن الحل أن يكون مجلس الإدارة بالكامل يونانى لأن هناك خلافات شديدة بين المجلس المختلط، وقلت له أن النادى مدرج فى الاتفاقية الدولية بين مصر واليونان الموقعة عام 1937 والتى تنص على أن النادى له طبيعة خاصة والمفروض أن يكون مجلس الإدارة يونانى، فطلب منى الاتفاقية فأحضرت له خطاب من وزارة الخاجية اليونانية بنص الاتفاقية وأن الاتفاقية مطبقة حتى ذلك الوقت، وطلب الوزير من وزارة الخارجية المصرية رأيها فأحضرت له الاتفاقية وبالفعل صدر قرار بعد شهرين بأن النادى له طبيعة خاصة والمفروض وفقا للاتفاقية أن يكون مجلس الإدارة من اليونانيين فقط طبقا للاتفاقية وظل النادى على هذا الحال حتى وقتنا هذا.
أول فريق للشراع والتجديف فى مصر والعالم
ويقول نيقولا كاسيماتيس أن اليونانيين أدخلوا عدة رياضات بحرية إلى مصر و منها رياضات كانت تمارس لأول مرة فى العالم مثل التجديف والشراع، ومنها رياضات نقلها اليونانيون إلى مصر من دول اخرى لأول مرة وهى الكرة الطائرة الشاطئية وكرة الماء وسباحة المسافات الطويلة، وحققت فرق النادى بطولات محلية ودولية متعددة منذ بداية القرن العشرين وحتى الآن ، وكان فريق كرة الماء بالنادى قد حقق المركز الرابع فى أولمبياد انفرسا بهولندا عام 1920 حينما اشترك الفريق مع الفريق القومى اليونانى وكان معظم الفريق من النادى اليونانى بالإسكندرية .
كما حققت فرق النادى وخاصة فريق صيد الأسماك عدة بطولات محلية ودولية وحصلت على الكثير من شهادات التقدير وآخرها من الاتحاد المصرى للصيد هذا العام بعد تحقيق اليأس قسطنطين جورج عضو فريق الصيد بالنادى رقم قياسى عالمى جديد فى صيد سمكة "الكناية" وهى سمكة نادرة بوزن 12.25 كجم فى بطولة الجمهورية لصيد الأسماك بالغردقة ، كما حصلت فرق النادى المختلفة على عدة بطولات فى أعوام 1910،و1911،و1920،و1921،و1940،و1998 ،وغيرها الكثير.
