طارق متولى يكتب: مأساة جميلة
طارق متولى يكتب: مأساة جميلة
اسمها جميلة وهى جميلة بل أجمل ما يكون، تبارك الله وجه كالقمر فى تمامه وقوام من أحسن ما يكون. بنت من أسرة بسيطة والدها عامل بسيط وأمها ربة منزل وفروا لها ما يستطيعون بالكاد حتى حصلت على الشهادة الجامعية.
راحت تبحث عن فرصة عمل حتى ترد لهم الجميل لم تلبث قليلا حتى حصلت على وظيفة فى إحدى الشركات الخاصة صاحب الشركة لم ينظر لشهادتها فى إدارة الأعمال من كلية التجارة بقدر ما كان ينظر لجمالها، جميع العاملين فى الشركة كانوا يلاحقونها بنظراتهم لها على الرغم من ملابسها البسيطة المحتشمة
بما فيهم صاحب الشركة الذى يكبرها بسنوات عديدة.
تقدم لخطبتها أكثر من واحد من زملائها فى الشركة ولكنها رفضت لأنها كانت تريد أن تعمل فترة لرعاية والدها ووالدتها اللذين لا يملكان أى مصاريف لتجهيزها للزواج ومع كل حالة رفض كان يتحول الزميل إلى عدو لها ومضايقتها حتى صاحب الشركة لم تسلم من تليمحاته بجمالها وأنوثتها والتحرش اللفظى بها. فقررت ترك العمل والبحث عن عمل آخر رغم حاجتها الشديدة للمال.
جاءتها فرصة للعمل بأحد الفنادق لكنها للأسف وجدت أنه يتحتم عليها ارتداء ملابس قصيرة وفقا للزى المتبع فى الفندق فلم تقبل. حاولت مراراً البحث عن عمل حتى وجدت أحد الأشخاص من أصحاب الأعمال على قدر كبير من التدين والخلق الرفيع اطمئنت إليه لكنه لم يلبث أن عرض عليها الزواج وهو يكبرها بثلاثين سنة على الأقل، لم تدرِ ماذا تفعل تمنت لو أنها لم تكن جميلة تمنت أن ينظر الناس لها كإنسانة متفوقة فى عملها ولا ينظرون لجمالها فقط لكن الواقع لم يكن كذلك فصاحب العمل الأخير قال لها بالحرف الواحد إن ما يميزك هو جمالك وليس شهادتك فأصحاب الشهادات كثيرون ولكن القليل من يتصف بجمال مثل جمالك ، أصابها الحزن والحيرة فهى كانت تتوق للعمل والتقدم وتحقيق أحلامها بعلمها ومجهودها فى العمل لا باستغلال جمالها وأنوثتها لكن مأساتها أنها كانت جميلة فى مجتمع يعشق المظهر ولا يهتم بالجوهر.