طارق متولى يكتب: حتى يكون المستقبل أفضل

طارق متولى يكتب: حتى يكون المستقبل أفضلطارق متولى يكتب: حتى يكون المستقبل أفضل

*سلايد رئيسى15-12-2019 | 19:11

هناك ثقافة عامة لدينا نحن المصريين تتمثل فى النظر إلى اليوم الذى نعيشه فقط وترك التفكير فى المستقبل على الله سبحانه وتعالى على سبيل الإيمان وإن غداً فى علم الغيب الذى لا يعلمه إلا الله وحده وربما رسخ هذه الثقافة كثير من المتصدرين للخطاب الدينى الإسلامى بحديثهم الدائم على أن الدنيا لا تساوى شيئا ولا يجب الإهتمام بها إلا بالقدر القليل والمهم هو الدار الآخرة سبحان الله! وهنا خلط كبير جدا فى الأمر ونظرة ضيقة جداً وسطحية لمراد الله سبحانه وتعالى من عدم التكالب على الدنيا والأمل فهى فى النهاية لا تساوي شيئا الموضوع فى منتهى البساطة والراحة رغم أن الله عز وجل خلق الإنسان بالأساس ليعمر الأرض ويعبده فيها إلى أجل مسمى عنده هو لا نعلمه نحن بنى البشر. وبما أن الإنسان بطبيعته يميل إلى الراحة فما اجمل من أن تقول له لا تشغل بالك بالمستقبل فهو بالكاد يتحمل تبعات اليوم الحاضر فكيف يتحمل تبعات الغد والتفكير فيه وبذل الجهد من أجله. هذه الثقافة وهذا المفهوم للأسف يفقدنا شىء من أهم الأشياء فى الحياة ألا وهو التخطيط للمستقبل من اجل التقدم فى الحياة ومواجهة المشكلات المحتملة والحماية من تقلبات الدهر. لو أن هناك مجموعة من الناس يريدون أن يبنوا بيتا يأويهم ولديهم قطعة أرض وبناء دور واحد يكفيهم فى الحاضر يستغرق شهرين من الانتظار والجهد وبناء خمسة ادوار يستغرق سنة كاملة وقرروا أن يبنوا ما يحتاجونه فى اللحظة الحاليةوهو دور واحد وعدم تكبد تعب سنة كاملة لبناء ادوار إضافية فسوف يواجهون فى المستقبل عقبة زيادة أعدادهم وعدم كفاية هذا الدور ليسعهم جميعاً وإذا كانوا لم يقوموا بعمل أساسات تتحمل بناء ادوار أخرى فسوف تتضاعف المشكلة ويضطر بعضهم للخروج من البيت والبحث عن مكان أخر بينما لو فكروا فى المستقبل وتحملوا من البداية جهد وتعب بناء خمسة أدوار لما تعرضوا لهذه المشكلة. هذه هو بشكل مبسط التخطيط للمستقبل لبناء واحد لمجموعة قليلة من الأفراد فإذا أسقطنا هذا المفهوم على بناء دولة والتخطيط لمستقبلها فإنه بالطبع يحتاج إلى جهد أكبر بكثير وسنوات من التحمل وعدم الركون للراحة والحلول المؤقتة التى تنتهى إلى تفاقم المشكلات وتعقيدها. لذا فإننى أرى على الرغم من المعاناة الإقتصادية التى نعيشها الآن فى مصر الجديدة التى بدأت بالفعل فى تبنى خطط مستقبلية لسنوات قادمة بأننا قد كسرنا قيد التفكير فى الحاضر فقط وبدانا ننظر للمستقبل وهذا يتطلب بالطبع صبر وجهد وتحمل ليكون المستقبل افضل بإذن الله لنا وللأجيال القادمة.
أضف تعليق

إعلان آراك 2