تصاعد موجة الاحتجاجات والإضرابات فى فرنسا وتهدد ماكرون
تصاعد موجة الاحتجاجات والإضرابات فى فرنسا وتهدد ماكرون
وكالات
يتصاعد التوتر في فرنسا -اليوم الثلاثاء - بين الحكومة والمعارضين احتجاجا على خطط إصلاح نظام المعاشات التقاعدية التي طرحها الرئيس إيمانويل ماكرون، وذلك بعد انضمام النقابات العمالية المعتدلة إلى المتشددين لأول مرة؛ ويأتي ذلك بعد يوم من استقالة الرجل الذي كلفه ماكرون بالإصلاح بسبب خلاف حول مناصب إضافية كان يشغلها خارج دوره الحكومي.
ووفقا لـ وكالة "فرانس برس"، من المتوقع أن يشارك في هذه المظاهرات عمال سكك الحديد والطلاب والموظفون الحكوميون والعاملون في قطاع الصحة والمحامون والقضاة والمعلمون رفضا للمقترحات الحكومية حول إصلاح نظام التقاعد.
و مع استمرار حالة الشلل في وسائل النقل العام في اليوم الثالث عشر من الإضراب ضد خطط الحكومة لإقامة نظام وطني واحد للمعاشات التقاعدية، يناشد المشغلون المسافرين تأجيل رحلاتهم.
وتقول الحكومة إن نظام المعاشات الجديد سيكون أكثر عدلا، وفي المقابل تقول النقابات المتشددة إن تلك الخطط ستؤدي إلى تفاقم ظروف المعاشات بالنسبة للكثير من العمال.
وترى النقابات أن خطة ماكرون "للتقاعد الشامل" ستجبر ملايين الأشخاص في القطاع العام والخاص على العمل لسنوات بعد سن التقاعد المحددة عند 62 عاما، حيث تستهدف من إضرابها إثناء ماكرون عن تلك الإصلاحات التي يرفضها الشارع الفرنسي.
وفي استمرار لموجة التظاهرات والإضرابات التي تمر بها فرنسا، يدخل إضراب قطاع النقل أسبوعه الثاني على التوالي، ما صعب بشكل كبير من قدرة المواطنين على التنقل.
فقد قام القطاع بإلغاء عشرات رحلات القطارات والمترو، كما أُغلق عدد كبير من المدارس، فضلا عن توقف عدد من مصافي النفط.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن الشركة الوطنية للسكك الحديد، أوقفت بيع التذاكر حتى نهاية الأسبوع، بينما ألغيت 90% من رحلات القطارات السريعة.
وعلاوة على ذلك، فقد هدد أكثر من 600 طبيب بالاستقالة احتجاجا على عدم منح حكومة باريس التمويل الكافي لنظام الرعاية الصحية في البلاد.
وحسب صحيفة "الجارديان"، وقع 660 طبيبا على رسالة مفتوحة حذروا فيها من "موت المستشفيات" في فرنسا، موضحين أن خفض ميزانية المؤسسات الطبية وتقليص عدد موظفيها والأماكن المخصصة للمرضى فيها يدفع نظام الرعاية الصحية، الذي كان يعد قبل سنوات بين الأفضل على مستوى العالم، إلى حافة الانهيار ويعرض أرواح المرضى للخطر.
ويطالب الأطباء الحكومة بإطلاق مفاوضات عاجلة معهم وزيادة الإنفاق على قطاع الصحة، بعد تسعة أشهر من "مظاهرات المستشفيات" التي انطلقت في مارس الماضي وتوسعت رقعتها تدريجيا، ومن المتوقع أن تنظم اليوم، الثلاثاء، مسيرات احتجاجية جديدة للأطباء في مختلف مناطق البلاد.
وفي الشهر الماضي، قاد 1000 مزارع فرنسي جراراتهم على طول الطرق الرئيسية المؤدية إلى باريس اعتراضا على الصفقات التجارية الدولية والسياسة الحكومية.
وقام بتنظيم المظاهرة نقابتي المزاعين الرئيسيتين، مطالبين بلقاء الرئيس ماكرون للتعبير عن مخاوفهم وشكاواهم بشأن السياسات التي يقولون إنها تضر بالزراعة الفرنسية.