حرب الأفوكادو «الذهب الأخضر»

حرب الأفوكادو «الذهب الأخضر»حرب الأفوكادو «الذهب الأخضر»

* عاجل18-12-2019 | 22:08

كتبت: أمل إبراهيم عندما تظهر القوائم الصحية الخاصة بالطعام تظهر على الجانب الآخر صيحات الغذاء وتتعدد الوصفات الغذائية وترتفع أسعار بعض المواد الغذائية ويبدأ الأهتمام بها والإقبال على شراءها وخاصة عندما يشارك الإعلام بنشر مواضيع وحلقات مختلفة يتحدث فيها خبراء التغذية عن فوائد أى منتج غذائي. و بعد سنوات من تصنيف الطعام وقياس كميات الفيتامينات والمعادن والمغذيات الطبيعية والفوائد الصحية، أصبح العلماء وخبراء التغذية على دراية تامة بأنواع الطعام الصحي الذي يجب استخدامه في نظامنا الغذائي. ومن بين هذه الأطعمة التى دخلت قوائم الطعام الصحى " الافوكادو"  التى كانت تعد طعام الفقراء فى أمريكا الجنوبية ولكن دخولها قائمة تضم 9 أنواع هى الأفضل غذائيا وصحيا ساهم فى رفع أسعارها بشكل جنونى وبدأت حروب الأفوكادو التى يطلق عليها فى المكسيك" الذهب الأخضر " . وثمرة الأفوكادو من أنواع الفاكهة، وتؤكل طازجةً، وتختلف عن غيرها من الفواكة بامتلاكها طعماً كريميا يشبه الزبدة، ويدخل الأفوكادو في تحضير السّلطات، كما يدخل في إعداد بعض الصلصات، والسندويشات، والمشروبات. و تحتوي الأفوكادو على الكثير من الفوائد الصحية، لأنها ليست كباقي أنواع الفاكهة التي تكون نسبة الدهون فيها قليلة أو منعدمة ولأن 75% من الدهون الموجودة في الأفوكادو هي دهون مفيدة للجسم، وخالية من الكوليسترول والصوديوم، بالإضافة لكونها غذاءً غنى بالفوائد، فإن ثمار الأفوكادو لها  منافع  أخرى في  صناعة الصّابون، والشامبو، ومستحضرات التّجميل. وينمو الأفوكادو فى  أمريكا الاستوائية، وهي أشجار  ذات أوراق وأزهار صغيرة خضراء اللون، وثمارها تشبه الكمثرى  لون أخضر ، ويوجد بداخلها بذرة في الوسط. تنتج شجرة الأفوكادو  حوالى 120 حبة  سنويا مما يجعلها مصدراً غذائياً غنيا  ، وتعتبر شجرة الأفوكادو شجرة معمرة دائمة الخضرة، ويصل ارتفاعها إلى 18 متر تقريباً. كما تعتبر أيضاً من الأشجار المهمة من الناحية الاقتصادية، وتنتشر  بشكل كبير في أمريكا الجنوبية ، ودول أوروبا، وأستراليا. وبعد أن أرتفع سعر ثمار الافوكادو حلت أشجار الأفوكادو محل الصنوبر فى المكسيك  لتلبية الطلب المتزايد على هذه الفواكه المحببة حول العالم. وبدأت مكاسب زراعة الافوكادو المالية   تستقطب جهات كثيرة  تشمل حتى عصابات الاتجار بالمخدرات. وتنتج المكسيك من هذه الفاكهة أكثر من أي بلد آخر، بل إنها في الحقيقة مصدر ثلث الإنتاج العالمي من ثمار  الأفوكادو وسجلت قيمة صادرات هذا الذهب الأخضر  والذي يباع بسعر يتراوح بين 1,8 و2,6 دولار للكيلوجرام الواحد، ارتفاعا بواقع ثلاثين ضعفا خلال هذه الفترة، لينتقل من 58 مليون دولار سنة 2003 إلى 1,5 مليار خلال العام الماضي. تصدر منها المكسيك أكثر من 770 مليون كيلوجرام إلى الولايات المتحدة وحدها. كما أوجدت سلسلة تجهيز الأفوكادو نحو 19 ألف فرصة عمل في الولايات المتحدة واضافت أكثر من 2.2 مليار دولار إلى اجمال الناتج المحلي. كما تصدر المكسيك "ذهبها الأخضر" إلى الصين التي كانت أكبر مجهزيها بهذه الفاكهة حتى العام الماضي عندما تقدمت عليها تشيلي. وتشكل الصين سوقًا يمكن أن يكون بديلا عن سوق الولايات المتحدة لو اتجهت السياسة التجارية لادارة ترمب نحو حرب تجارية، فإن مزارعي الأفوكادو المكسيكيين لن يتوانوا عن إرسال منتجهم إلى الصين بدلُا من الولايات المتحدة. ومن بين الأنواع المختلفة لأشجار الأفوكادو المتحدرة أساسا من مناطق وسط المكسيك، تعد فصيلة هاس التي أوجدها مزارع أمريكي في عشرينات القرن الميلادي الماضي، الأكثر انتشارا حاليا . و تشهد بعض ولايات  المكسيك صراعًا  بين عصابات لا تتورع عن استخدام أبشع أشكال العنف من جهة وقوى الأمن وملاك المزارع من الجهة الأخرى. ويتسلح أفراد العصابات في هذه المنطقة الخضراء، الممتدة في غرب المكسيك ببنادق أوتوماتيكية، ويستخدمون مناشير آلية، ويبدأون في الحال بقطع الأشجار ليلاً ونهاراً ويتردد صدى انهيار الأشجار المقطوعة في شتى أنحاء الغابة وعندما يعترض السكان المحليون موضحين أن هذه الغابات محمية من القطع، يتعرضون للتهديد بالسلاح . القادمون الجدد أعضاء في مجموعة إجرامية، يطلق عليها «فياغراس»، ويعملون على قطع أشجار الغابة من أجل استبدالها بأخرى وفي الحقيقة لم يزرعوا الماريغوانا، أو أي محصول آخر تفضله العصابات المكسيكية لصناعة المخدرات، وإنما محصول آخر أكثر ربحاً هو «الأفوكادو». وتتصارع العشرات من المجموعات الإجرامية، من أجل السيطرة على تجارة «الأفوكادو» في مدن المكسيك ، مستغلة مالكي بساتين «الأفوكادو»، وكذلك العمال، الذين يقطفونها، والسائقين الذين ينقلون الثمار إلى الولايات المتحدة. لذا يعتبر إنتاج «الأفوكادو»، في ولاية ميشوكان المكسيكية، الهدف الرئيسى للعصابات المكسيكية، التي تستولي على المزارع وتنظفها من الأشجار الموجودة بغرض زراعة كروم «الأفوكادو» وقد قام عدد من المزارعين هناك بتكوين جيش لحماية الأشجار التى يملكونها وما تزال التهديدات متواصلة دائماً من جميع الجهات إثر سيطرة العصابات على الغابة وقاموا بفرض ضريبة على السكان الذين يملكون أشجار «الأفوكادو»، تصل إلى 250 دولاراً لكل هكتار «كرسوم حماية».
أضف تعليق