عاطف عبد الغنى يكتب: هدية مصر للعالم

عاطف عبد الغنى يكتب: هدية مصر للعالمعاطف عبد الغنى يكتب: هدية مصر للعالم

*سلايد رئيسى20-12-2019 | 11:57

عائد لتوى من شرم الشيخ، بعد أن نلت شرف المشاركة فى منتدى شباب العالم 2019، ولا تصدق الحاقدين ممن يرذلون الحدث أو يتجاوزن نقده إلى محاولة توظيفه مادة للكراهية، أما النقاد من غير الموتورين، إذا أتيحت لواحد منهم الفرصة، فسوف يهرول مستجيبا، للمشاركة، وهى بالمناسبة ليست صعبة والفرصة متاحة بالفعل للشباب إذا توفرت شروطها، وهذه الشروط تتلخص فى الفئة العمرية ( أن يتراوح العمر بين 18-40 عاما)، وهذا منطقى جدا لمنتدى شبابى، والشرط الثانى أن يكون الشاب أو الشابة من المؤثرين في مجتمعاتهم المحلية ومجالات تخصصهم، لأنه مطلوب منه أن يعرض تجربته، وتميزه، على الآخرين، فالنجاح والتميز معدى، تماما مثل الفشل والكسل والإحساس بالعجز، وبالمناسبة المدعون من شباب العالم أيضا أصحاب تجارب متميزة، فى الدراسة، والحياة.

(1)

والمنتدى فكرته قائمة على إعلاء القدوة، وتقديم نماذج جيدة للمحاكاة، من المؤسسات إلى الأفراد، بحيث يحدث تبادل للخبرات، ونقلها من الكبار إلى الشباب، ومنهم لبعضهم، ومن رواد النجاح، إلى المترددين والكسالى، لا مكان هنا للفشل والعجز. وتمنيت لو كنت معى – عزيزى القارىء - فى قاعة الافتتاح والختام للمنتدى، ورأيت الاستقبال الأسطورى من الحاضرين للشابة التى ولدت دون ذراعين، واعتمدت على تدريب قدميها حتى قادت بهما الطائرة، والصبى زين يوسف الذى قاوم السرطان وصارعه فى أكثر من جولة حتى صرعه، عتابى فقط عليه هو أنه ألقى كلمته باللغة الإنجليزية، وتمنيت لو كان ألقاها بالمصرية.. هل هناك لغة مصرية؟ نعم .. لغة الأبطال.

(2)

المختبرات (Labs) سمة يتميز بها المنتدى، وهى تقدم نماذج أخرى لمشروعات رواد الأعمال من الشباب، من مصر ودول العالم المختلفة، مشروعات إنتاجية وخدمية تتميز بالتفرد والريادة والدخول إلى المستقبل توقفت عند عدد منها وتحدثت مع أصحابها، منها على سبيل المثال، مشروع لصناعة الأطراف الصناعية من خامات رخيصة «معظمها بلاستيكية» تتيح جودة عالية فى الأداء، ورخص فى الثمن، ومشروع آخر عن «الهاكرز الأخلاقى» لشابين من المغرب العربى لديهما مهارة تكنولوجية فائقة فى التعامل مع برامج الحاسوب، والدخول إليها، وتحصين الثغرات الأمنية بها حتى يتعذر اختراقها من «الهاكرز الأشرار»، وقد أسسا شركة عملت مع عدد من الشركات العالمية، واستحقا أن تتصدر صورتيهما غلاف الطبعة العربية من مجلة «فوربس» العام الماضى، ضمن عدد من الشخصيات الشابة لرواد الأعمال بمشروعهما المهم جدا، ومشروع ثالث للنقل التشاركى، أصحابه ثلاثة من الأردن (شابان وفتاة) وقد أطلقوا تطبيقا أليكترونيا يوفر للزبون وسيلة انتقال (سيارة) على أن يكون صاحب السيارة ذاهبا إلى نفس مشوارك، فيأخذك فى «سكته» بمقابل، بالطبع سوف يكون أرخص بكثير ممن يقدمون نفس الخدمة خصيصا لطالبها، وأصحاب المشروع جاءوا إلى مصر ليفتتحوا فرعا هو الثالث أو الرابع لهم فى دولة عربية. هذه المشروعات ومختبرات أخرى تقدم خدمات ومنتجات تعمل على تحسن البيئة ورفع جودة الحياة.. شباب يفرّح، وأفكار ومشروعات تتسق مع محاور المنتدى الرئيسية الثلاثة التى أعلن عنها منذ انطلاقه أول مرة : «السلام والتنمية والإبداع.»

 (3)

 فى نسخة المنتدى الثانية التى أقيمت العام الماضى، يوم 4 نوفمبر 2018، وقف الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام نصب تذكارى أقيم فى مدينة السلام ويحمل عنوان «إحياء الإنسانية» وخاطب ضمير العالم أن يعود لإنسانيته، وينقذ مستقبل كوكب الأرض، وقد أطلق الرئيس ندائه واعدًا بأنه سيدعم مبادرة شبابية مصرية للعودة إلى الإنسانية والعمل على إرساء قواعد السلام والمحبة والانحياز إلى الحوار الحضارى الإنسانى القائم على تعليم الأديان السمحة التى جعلت عمارة الأرض وحُسن الخلق قاسمًا مشتركًا أعظم بينها. وردد الرئيس على مسمع ومرأى من العالم: «تحيا الإنسانية يحيا السلام تحيا الحضارة».. وفى نسخة هذا العام من المنتدى، تم التأكيد على نفس المعانى فى أكثر من حوار وجلسة، فى الافتتاح، والختام، وهو يخاطب الفتاة الكردية الباحثة عن هويتها، التى بكت متأثرة بكلمات الرئيس، وهو يخاطب المراسلين الأجانب، فيوضح مفهوم الدولة، والقومية، والإنسانية البريئة من الأغراض، والأطماع، والهوى، الإنسانية كما خلقها الله التى لا تعرف الاستعلاء، والتمييز، ولا البغضاء والكراهية، والتى تبصر الجميع، لا فرق فيها بين عربى وأعجمى إلا بالتقوى.. وهذا هو المشروع الأهم الذى تقدمه مصر هدية للعالم.
أضف تعليق