كتب: مصطفى يحيى
اعتاد المدربون الذين تعاقبوا على تدريب الفريق الأول للنادي الأهلي في السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ بداية الألفية الجديدة، وخاصة الأجانب منهم، وعلى رأسهم البرتغالي مانويل جوزيه، على الاستسهال في عدم صناعة اللاعب النجم، وتحديدا من قطاع الناشئين، واستغلال شغف مجالس إدارات النادي المتعاقبة وجماهيره نحو تحقيق الألقاب والبطولات، وإجبارهم على التعاقد مع اللاعب الجاهز من خارج النادي لاختصار الطريق نحو هذا الهدف.
هذا المسعى بهذه الطريقة أضاعت على الأهلي كم كبير من الناشئين المميزين، الذين استغنى عنهم الأهلي طواعية أو جبرا، بعضهم هرب للاحتراف بالخارج، وبعضهم الآخر استفاد منهم أندية مصرية منافسة للأهلي، ما جعله لم يفقد فقط لاعبا مميزا كان يحتاج الصبر عليه حتى يصبح نجما، بل فقد معه ملايين الجنيهات التي كان ممكن أن يستفاد منها من جراء بيعهم أو حتى بسبب سعي النادي وراء إعادة بعضهم مرة أخرى، خاصة أنه تم صرف ملايين الجنيهات مثلها عليهم في قطاع الناشئين.
وكا من أبرز هذه النماذج في السنوات الماضية، محمود عبدالمنعم كهربا، أحد أبرز ناشئي النادي مواليد 1994، ولكن دمج فريق مواليد 94 مع 93، أطاح به، فانتقل لإنبي، ومنه للاحتراف بلوزيرن وجراسبورز السويسرين، وهشام محمد الذي أطاحت به الإصابة بالرباط الصليبي من الأهلي 2011، ولعب للشرطة وسموحة، ولكن سطوع نجمه بمصر المقاصة جعل الأهلي بحاول ضمه مجددا، وقبلهما كثيرون.
وفي بداية الموسم الحالي، قرر النادي الأهلي منح عدد من اللاعبين سواء ناشئين أو بالفريق الأول، فرصة الرحيل على سبيل الإعارة لبعض أندية الدوري العام من الذين أصبحوا خارج الحسابات الفنية وفرصتهم ضئيلة للغاية مقارنة بغيرهم من العناصر الأساسية.
وفي هذا الإطار منحت إدارة الأهلي، عدد كبير من اللاعبين الشباب في فريق 97 فرصة الرحيل على سبيل الإعارة بشكل مجاني من أجل ظهورهم في الدوري الممتاز مع الفرق التي تعاقدت معهم، ومن أبرز اللاعبين الذين تمت إعارتهم في الموسم الجاري كل من عمر وائل رضوان حارس المرمى الذي انتقل للشرقية مع المهاجم فادي فريد، وكذلك تمت إعارة مصطفى فرماوي وعمرو سعداوي ويوسف علاء لفريق طنطا ولم يشارك الثلاثي إلا قليلا، بينما تمت إعارة عمر محمد رجب الظهير الأيمن لفريق الداخلية ولم يشارك اللاعب إلا قليلا، وتم استبعاده من صفوف منتخب مصر للشباب والذي شارك في بطولة كأس الأمم الإفريقية بزامبيا، وتمت إعارة هشام شعبان أيضًا لفريق أسوان، بينما كان ناصر ماهر هو اللاعب الأبرز من بين اللاعبين المعارين، إذ تألق مع بتروجيت هذا الموسم وأصبح من ضمن اللاعبين الذين تتطلع الجماهير لعودتهم مرة أخرى، حتى أنه تلقى عرضا للاحتراف بأحد الدوريات الأوروبية.
وكان الأهلي قرر استعادة أحمد رمضان "بيكهام" من حرس الحدود في بداية الموسم الحالي دون الاستفادة منه حتى الآن، فيما شارك كريم نيدفيد في بعض المباريات خلال الدور الأول، وسيكون الأهلي مضطرًا للتخلي عن عدد كبير من الناشئين عقب نهاية الموسم برغم أنه انفق الملايين عليهم منذ الصغر.
وفي نفس الإطار، فإن جهاز الكرة بالأهلي وافق على إعارة لاعبين من الفريق الأول، مثل أحمد الشيخ لمصر المقاصة، إذ شهد الموسم الحالي تألق اللاعب بشكل ملفت للنظر وتربع على قائمة هدافي الدوري العام برصيد 14 هدفا، وتعاقد الأهلي مع محمد جابر "ميدو" ب9 ملايين جنيه من نفس الفريق ولم يكن بنفس المستوى الفني المميز للشيخ الذي تأكدت عودته للأهلي الموسم المقبل.
بينما تمت إعارة إسلام عبدالعزيز الشهير بـ"الفار" لأسوان بعد التعاقد معه مباشرة من نجوم المستقبل، ولم يظهر اللاعب بالمستوى اللائق، وكشفت مصادر عن رغبة حسام البدري في تجديد إعارته أو بيعه لأي نادٍ آخر في ظل وجود عناصر أفضل منه، ليتأكد ضياع مبلغ مالي كبير يصل إلى 3 مليون جنيه بسبب التعاقد مع لاعب وإعارته دون الاستفادة منه.
كما تقرر إعارة جون أنطوي لمصر المقاصة، ومحمد حمدي زكي لإنبي، والثنائي تألقا بشدة مع فريقهما الحاليين، ورغم ذلك يسود اتجاه عام لعرضهما للبيع في الصيف المقبل، مع صعوبة عودتهما للفريق مرة أخرى بعد التعاقد مع أحمد حمودي وسليماني كوليبالي، وهو ما قد يؤدي إلى إهدار ملايين جديدة على القلعة الحمراء.