عندما خطف فريد شوقى قلوب الشقراوات الأتراك.. وحش الشاشة يقهر أشرار تركيا

عندما خطف فريد شوقى قلوب الشقراوات الأتراك.. وحش الشاشة يقهر أشرار تركياعندما خطف فريد شوقى قلوب الشقراوات الأتراك.. وحش الشاشة يقهر أشرار تركيا

* عاجل29-12-2019 | 14:27

كتب: على طه عقد "موقع ألكترونى تركى" مقارنة سريعة بين الفنان الراحل "وحش الشاشة"، فريد شوقي، والممثل التركى الرومانسى وكيفانش تاتليتوج، الذي اشتهر فى المنطقة العربية بأدائه لدور "مهند" فى المسلسل التركي المشهور "نور" الذى عرض لأول مرة في عام 2005، ونال شهرة وإقبال كبيرين من المشاهدين على رقعة الدول العربية التى عرض فيها. المفاجأة أن الموقع الإليكترونى التركى أشار إلى عدد من الأفلام المجهولة بالنسبة للمصريين، وقام ببطولتها الفنان الراحل فريد شوقي "وحش الشاشة"، وأكد أن وحش الشاشة المصرى قد سبق "مهند" التركى وأسر قلوب التركيات على مدار عِقدين من الزمان، في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين. الأفلام إنتاج مشترك بين مصر وتركيا، وحققت نجاحا ساحقا في دور العرض التركية، واحتفظ الجمهور التركي من خلالها بصورة ملونة عن "وحش الشاشة"، فارع الطول ذو البنية القوية، والذي يتغلب على خصومه الأشرار بقبضته الحديدية، أما "مهند" الفتى التركى الرومانسى، الذى اكتسب تعاطف وإعجاب، المشاهدات العربيات بخاصة، بعد أن غزت الدراما، البيوت العربية، وهى أشبه بـ "دراما الصابون" التى اشتهرت فى الغرب الأمريكى حيث تذاع فى فترة الظهيرة، عندما تكون ربات البيوت تمارسن أعمال تنظيف المنزل، فقد حُظي – لاشك - بمتابعة ليست قليلة، ما حدا بصانعيه أن يستغلوا الأمر، ويصوروا بطله على أنه "جان"، وصاحب شعبية كبيرة بين النساء في العالم العربي، أما سبب الأقبال الحقيقى فهو نوعية هذه الدراما الجديدة التي طرأت على المشاهدات العربيات، ولم يتعوّدن عليها، وليس لأن مهند تحول إلى فتى أحلام المراهقات، والدليل أنه تزامن فى نفس الوقت تقريبا الدراما الهندية، ومسلسلات من أمريكا اللاتينية كلها مدبلجة للعربية، وكلها نالت إقبالا منقطع النظير فى نسب المشاهدة. نعود إلى قصة فريد شوقي والسينما التركية ، فنقول أن النجم الراحل، يعد من أشهر وأهم الممثلين في تاريخ السينما المصرية والعربية. ولد في 1 يوليو من العام 1921 بحي السيدة زينب بالقاهرة، لأسرة تختلط فيها الدماء المصرية بالتركية. اسمه بالكالمل فريد محمد عبده شوقي، وعٌرف أبوه بوطنيته، فقد شارك بفاعلية في أحداث ثورة 1919، حتى لقبه الزعيم سعد زغلول بـ "بلبل السيدة زينب"، نتيجة لقدرته الممتازة على الخَطابة. أجتاز فريد شوقي مرحلة التعليم الولى فى مدرسة السيدة زينب، ثم حصل على دبلوم مدرسة الفنون التطبيقية، وأثناء دراسته فيها فيها بدأ مسيرته مع التمثيل حيث تتلمذ على "عزيز عيد"، أول مخرج مسرحي مصري، وبدأ يحصل على أدوار قصيرة من خلال المشاركة ككومبارس في مسرحيات مثلتها فِرق يوسف وهبى ونجيب الريحاني وعلي الكسار وفاطمة رشدي وجورج أبيض، فوق خشبات مسارح شارع عماد الدين في وسط القاهرة. ومن المسرح إلى السينما، حيث تخرج في أول دفعات المعهد العالي للتمثيل بعد افتتاحه منتصف الأربعينيات، ومع مطلع الخمسينيات، بدأ وحش الشاشة نشاطه السينمائي من خلال أدوار الشر التي أجادها ببراعة كبيرة. وكانت انطلاقته الحقيقية من فيلم "الأسطى حسن" الذى أخرجه رائد الواقعية صلاح أبو سيف. وانهالت العروض على فريد شوقي بعد نجاح "الأسطى حسن"، وقدم أفلاما ناجحة جديدة مثل "حميدو"، و"رصيف نمرة 5"، و"النمرود". وفي العام 1954، كتب فريد شوقي وأنتج فيلمه الشهير "جعلوني مجرما"، والذي بدأ بعده في حصد الألقاب الفنية، مثل "وحش الشاشة" و "ملك الترسو"، بسبب قوته الجسدية، ونجاحه الكاسح في جذب المشاهدين من الطبقات الشعبية إلى مشاهدة أفلامه على الشاشة الفضية، فهو خير من يجيد ترجمة أحلامهم فى الانتصار على الشر فى عالم الخيال على الأقل. وتوالت الافلام والنجاحات التى حققها وحش الشاشة، حتى وقعت نكسة يونيو 1967 فتجمد الإنتاج السينمائي، وهو ما دفع عدد من الممثلين إلى السفر للبنان، التي كانت تشهد فى هذا الوقت نشاطا فى صناعة السينما والترفيه. سافر وحش الشاشة مثل غيره إلى بيروت، لكن العاصمة اللبنانية لم تتحول إلى مستقره الفني الأخير خلال تلك الأيام المضطربة، بل كانت أقرب ما تكون إلى المعبر، وقد جاء ذات يوم المخرج اللبناني ذو الأصول التركية "سيف الدين شوكت" إلى وحش تالشاشة وحدثه فى فكرة السفر إلى تركيا وتقديم أعمال سينمائية مشتركة تضم ممثلين من العرب والأتراك، وكان شوكت قد أخرج قبل ذلك فيلم "غرام في إسطنبول" من بطولة الكوميديان السوري دريد لحام، ونهاد قلعي، إضافة إلى ممثلين من تركيا مثل "سيفدا نور"، و"أورغن غوكنار"، و"لطفي أنجان"، وحقق الفيلم نجاحا في تركيا شجع "شوكت" وغيره على إعادة التجربة مرة أخرى. وفى المقابل كان "فريد شوقي" واحد من المتحمسين للمشاركة في السينما التركية إنتاجا وتمثيلا. مستغلا ثقله الفني، وسيرته السينمائية الحاشدة الذي انتقل من خلاله فريد شوقي إلى ساحة جديدة أثبت فيها نجوميته الكبيرة وشعبيته الجارفة، فكانت تلك الساحة هي تركيا. وفي عام 1968، ظهر ملك الترسو في 6 أفلام تركية دفعة واحدة. وكان مساهما في إنتاج كثير منها، إضافة إلى اعتماده على السيناريست المصري عبد الحي أديب في تأليفه، وقد سبق هذه الأفلام بظهوره في دور صغير في العام 1967 فى فيلم "الفتى الذهبي في بيروت" كنوع من المجاملة لمنتج الفيلم، تلاه بدور ثان فى فيلم "خمس نساء مثيرات" من بطولة النجم التركي جونيت أركين، والنجمة هوليا دارجان. ثم فيلم "البحث عن عريس". أما الفيلم الأهم، فهو فيلم "جميلة"، والذي تم تمصير عنوانه إلى "عثمان الجبار"، وشارك فريد شوقي في بطولته مع النجم التركي مراد سويدان والنجمة التركية الأهم في ذلك الوقت "هوليا كوتشيت" وحقق الفيلم نجاحا غير مسبوق في دور العرض التركية. وجلب "عثمان الجبار" شهرة كبيرة لفريد شوقي بين الأتراك، فهذا نجم "أكشن" يتغلب على خصومه بضربات فولاذية، ولم يقتصر النجاح على الجمهور ولكن امتد إلى النقاد أيضا بعد أن حصل وحش الشاشة عن دوره في الفيلم، على جائزة البرتقالة الذهبية كأفضل ممثل مساعد في مهرجان أنطاليا السينمائي العام 1969. ليكون أول ممثل أجنبي يحصد الجائزة في المهرجان الأهم بــتركيا. وشجع نجاح الفيلم أيضا أن يستغل المنتج نفس الثلاثي "شوقي، سويدان، كوتشييت" فى فيلم جديد في العام 1968. هو "أحببت رجل شرس"، والذي كانت صورة فريد شوقي وهو يمسك بالمسدس في البوستر الدعائي الخاص به كفيلة لجذب المشاهد التركي. في عام 1969، شارك فريد شوقي في بطولة فيلم "السائح عمر في بلاد العرب"، مع الممثل التركي "صدري أليشيك" والنجمة التركية "فيري جانسيل"، ومن إخراج المصري نيازي مصطفى. وتم عرض فيلم "السائح عمر في بلاد العرب"، في مصر تحت اسم "مغامرات في إسطنبول"، يعتبر جزء من سلسلة أفلام هزلية ناجحة أنتجتها تركيا بين عامي 1964 و 1973 حول شخصية "السائح عمر" التي قام ببطولتها "أليشيك". والتي مثلت شخصا فكاهيا ينتمي إلى الطبقة الفقيرة غير المتعلمة في تركيا. والتي تعيش في سعادة، وتؤمن بالحب رغم بؤسها الظاهر. عاد فريد شوقي بعد ذلك إلى مشاركة النجم التركي "مراد سويدان" والنجمة أمل صاين بطولة فيلم "أيوة". وفي العام 1971، ظهر وحش الشاشة بطلا للمرة الثانية أمام "أمل صاين" من جديد في فيلم بعنوان "المزار". وكان سيناريو ذلك الفيلم بالمشاركة بين المصري عبد الحي أديب، والسيناريست التركي حسين أكدال. في العام 1972، كان فريد شوقي على موعد مع بطولته المطلقة الثالثة لفيلم تركي هو "الخادم". وقد حقق ذلك الفيلم نجاحا عظيما في شباك التذاكر بـتركيا. وزاد من أسهم شوقي كممثل هناك. رغم ذلك النجاح الكبير، فإن فريد شوقي آثر أن يكون فيلمه "خطايا الآباء"، والذي عرب عنوانه في مصر إلى "بعت حياتي"، هو آخر أفلامه التي يمثلها في تركيا. فقد كان الانتصار الذي حققته مصر على إسرائيل في حرب أكتوبر، وعودة الحراك السينمائي المصري من جديد، حافزا له للعودة إلى المحروسة واستئناف نشاطه الفني بها. واستغرقت رحلة المواهب المصرية والعاملين فى حقل السينما خارج مصر حولى 10 سنوات ، قبل أن تعود عجلة الإنتاج تدور ويعود وحش الشاشة، ودون أن تضيف أعمالهم في الخارج رصيدا حقيقيا، بل قل عادت بالسلب، من خلال مجموعة أفلام ضعيفة المستوى والقيمة الفنية، لكن هذا لا ينفى ولا يمحى حقيقة هى أن وحش الشاشة فريد شوقى كان فى وقت من الوقات ملكا متوجا على عرش السينما التركية، وما زالت الأجيال التركية التي عاشت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، تذكر فريد شوقي وأفلامه التي اكتسحت دور العرض في إسطنبول وغيرها من مدن الأناضول، وهو يضرب أعداؤه الواحد تلو الآخر ويلقى بهم خارج الشاشة. [embed]https://www.youtube.com/watch?time_continue=1572&v=Kiz_zjC_i1U&feature=emb_logo[/embed] [embed]https://www.youtube.com/watch?time_continue=396&v=Rnst6UZHz3w&feature=emb_logo[/embed]
أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2