طارق متولى يكتب: دفء المشاعر فى الحب

كثير تكلموا عن الحب هذا الشعور الذى يجمع بين أشخاص بعينهم بمجرد أن يلتقوا فى مكان واحد ولا يستطيعون مقاومته فينجرفوا معه إلى أبعد الحدود غير عابئين بأى قواعد أو مخاطر تحيط بهم وهذا ماصعب وصف الحب على مر الزمان. ما السر فى أنك تحب إنسان دون عن غيره وهو قد لايكون أفضل إنسان فى الوجود لكنه كذلك بالنسبة لك. إنها حكمة إلهية فلا سلطان لأحد على قلب الإنسان إلا الله سبحانه وتعالى الذى يضع القبول والحب فى الأرض لتستمر الحياة فلولا الحب لما عاش أحد على وجه الأرض. فالحب أشكال وألوان حب الحياة والطعام والشراب وحب العمل والبقاء والبشر والشجر بل وحتى الحجر المتمثل فى شوارع الوطن ومبانيه. تركيبة النفس البشرية أيضا بالغة التعقيد والدقة والحكمة التى قد لا نفهمها فى بعض الأحيان فليس كل شخص يحب مثل الآخر ولا بالقدر ذاته فالناس فيما يعشقون مذاهب مختلفة فما تحبه أنت قد لا يحبه غيرك فكل إنسان له تركيبة مختلفة عن الآخر يحب أشياء ويكره أشياء يستعذب أشياء وينفر من أشياء لهذا فنحن مجتمعون فى أشياء ومختلفون فى أشياء أخرى لكننا جميعا لنا نفس الحق فى الحياة والحب. من حكمة الله سبحانه وتعالى أن القلب لا يمكن أن يباع ويشترى وكذلك الحب فهو شعور طبيعى إلهى لايمكن الحصول عليه بأى مقابل. لكنه مع ذلك هناك أشياء تؤثر فى القلب وتؤدى للقرب مثل التودد، والرحمة والاهتمام وأشياء تؤدى للبغض مثل الإساءة والتجاهل والقسوة. وأحيانا كما يقولون الشىء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده فالحب أحيانا ينقلب الحب إلى كره.. والكره إلى حب.. وكثيرا ما نشاهد هذا التحول ونتعجب كيف حدث هذا؟! كيف من كان يحبك أصبح يكرهك ؟وكيف من كان يكرهك أصبح يحبك ؟ فى الحب هناك دائما منطقة دافئة تحافظ على توازنه وتحميه من التقلبات بتوفيق وإرادة الله عز وجل منطقة يبتعد فيها المحب عن التفاصيل الدقيقة لكل شىء فى حياة من يحب ويحترم خصوصيته ويتنازل له ويتقبل طباعه وصفاته واخطائه وعيوبه فالكمال لله وحده وكل انسان يخطىء ويصيب. هذه المنطقة الدافئة التى يعبر عنها بدفء المشاعر منطقة وسط بين المناطق المشتعلة التى يملأها الشك والتسلط والمراقبة وسوء الظن وعدم التحمل والاختلاف والشجار وبين المناطق الباردة التى يغذيها التجاهل وعدم الاهتمام وعدم الاكتراث والأنانية والبعد. فليحافظ كل محب على أن يبقى فى هذه المنطقة كى تسير مركب الحب فى سلاسة وسلامة وتواجه المصاعب وتتتغلب عليها جعلنا الله وإياكم من المحبين المخلصين.