- الكنيسة الكاثوليكية مسيحية شرقية مصرية وارتباطنا بالأرثوذكس رهيب ومختلف عن ارتباطنا بالكاثوليك الغربيين.
- عدد المسيحيين الكاثوليك بمصر يقدر ما بين 250 ألفا إلى 300 ألف كاثوليكى.
- إيمانى بربنا يتمثل على أرض الواقع فى تقديم الخدمات لكل الديانات والطوائف.
- الكنيسة تقدم خدمات مثل رعاية المسنين والتعليم ورعاية أطفال الشوارع وذوى الاحتياجات الخاصة.
- الاهتمام بالأطفال والفن الهادف والرعاية الصحية أهم أهداف الكنيسة الكاثوليكية
- دور مسنين مجانية لمن يفتقدون العائل أنشأتها الكنيسة ونصف المقيمين بها مسلمون.
- 275 مدرسة كاثوليكية في مصر بها 285 ألف طالب 75% منهم مسلمين، كما نهتم بالتعليم في المدارس نهتم بالتربية والدفع إلى القبول والتعايش في سلم مع الآخر.
- د.عصمت عبد المجيد، ود.نبيلة مكرم، ود.محمد عبد اللاه والمهندس إبراهيم محلب والمهندس رشيد محمد رشيد من أبرز خريجى المدارس الكاثوليكية بالإسكندرية.
- مصر لا يوجد بها فتنة طائفية والمسيحيون المصريون غير مستهدفين من الإرهاب ولكن الإرهاب موجه إلى كل أبناء الديانات
أجرت الحوار - سلوى محمود
مصر تحتفل بأعياد الأخوة الأقباط أرثوذكس وكاثوليك وبروتستانت، أصولهم مصرية قبطية خالصة، فمصر هي أولى الدول الأفريقية التي دخلتها الديانة المسيحية حينما وصل القديس مار مرقص إلى الإسكندرية خلال حكم الإمبراطور الرومانى "نيرون" في القرن الأول الميلادى، وبعد حوالى عشرين عاما من صعود السيد المسيح إلى السماء.
القديس مار مرقص كان أحد الإنجيليين وكتب أول أنجيل، ومن الإسكندرية بدأت المسيحية تنتشر في جميع أنحاء مصر، وبعدها الكثير من الدول الأفريقية.
وكان مسيحيو مصر وأفريقيا وقتها بلا طوائف وبعدها أصبحت الطائفة الارثوذكسية - وإلى اليوم - هي الطائفة الأكثر انتشارا والأكثر عددا في مصر، رغم أن الطائفة الكاثوليكية هي الطائفة الأكبر عددا في العالم حيث يبلغ عدد اتباعها حوالى 1.3 مليار نسمة أى حوالى (17.33% من البشرية، 51.4% من المسيحية) وهى الطائفة التي نشأت في مصر واتبع أفرادها الكنيسة الكاثوليكية الشرقية بعد انفصالها عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أى أنها كنيسة كاثوليكية شرقية ومرتبطة بشكل كبير مع الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، وتعتبر ثانى الطوائف المسيحية انتشارا في العدد في مصر بعد الأرثوذكسية، أى لم تنفصل انفصالا كاملا بل كان هناك بعض الاختلافات في الفكر والثقافة وليست العقيدة.
ثم ارتبطت الكنيسة الكاثوليكية الشرقية بعدها بشراكة مع الكنيسة الكاثوليكية في روما بفرعها الشرقى، أي أنها في الأساس شرقية وأبنائها ذوى أصول مصرية وليست غربية، ولا أبناؤها ذوو أصول غربية مثلما كان يعتقد كثيرون في مصر.
ويوم 31 أغسطس الماضي، تم سيامة الأنبا باخوم النائب البطريركي لشؤون الإيبارشية البطريركية للأقباط الكاثوليك فى مصر، أثناء زيارته للإسكندرية المدينة الأم للديانة المسيحية في مصر وأفريقيا، لتهنئة أبناء الطائفة، وقيادات المنطقة الشمالية العسكرية، ألتقيناه، وكان هذا الحوار
- مازال المصريون جهلون الكثير عن الطائفة الكاثوليكية، والبعض يسأل: هل أبناؤها في مصر من أصول غربية؟ نظرا لأن الكاثوليكية هي أكثر الطوائف المسيحية انتشارا بالعالم، وهل تتبع الكنيسة الكاثوليكية في مصر الكنيسة الكاثوليكية في روما وما الفرق بينها وبين الارثوذكسية؟
** الكنيسة الكاثوليكية هي كنيسة شرقية انفصلت عن الكنيسة الارثوذكسية المصرية ولا نستطيع القول إن الكاثوليك المصريين تابعون لروما فالكنيسة المسيحية موجودة في مصر منذ القرن الأول الميلادى حينما بشر بها القديس مرقص بالإسكندرية، وحتى القرن الخامس كانت كنيسة مسيحية واحدة ولم يكن هناك طوائف، ومع ظهور بعض المجامع حدثت اختلافات صغيرة وانقسمت إلى قسم اليعقوبية ثم الأرثوذكسية ثم ظهرت الكاثوليكية، ولم يكن هناك اختلاف في العقيدة فالعقيدة واحدة وهناك تقارب كبير بين الطائفتين الكاثوليكية والأرثوذكسية، وفى رأيى الشخصى أن الاختلافات في البداية كانت بسبب تعبيرات لغوية أثرت على المفاهيم اللغوية واختلاف ثقافى فقط، ولكن ثقافتنا قبطية شرقية ولدت في مصر، لكن روما هي بالنسبة لنا مرجعية ولنا شراكة مع كل الكنائس الكاثوليكية في روما، والتقارب بيننا وبين الأرثوذكس في مصر يختلف عن تقاربنا مع الكاثوليك الأجانب فنحن نشأتنا شرقية في البداية وحتى الآن.
- وما عدد أبناء الطائفة الكاثوليكية في مصر ونسبتهم من عدد المسيحيين المصريين ككل؟
** العدد بالطبع يتأثر بالهجرة والهجرة المتنقلة، والعدد يتراوح ما بين 250 ألفًا إلى 300 ألف، وتتراوح نسبته بين 5% وقد يصل إلى 10 % من أبناء المسيحية فى مصر، وكما قلت النسبة تعتمد على حركة الهجرة، وهناك أيضا زواج ما بين أبناء الطوائف الأخرى وهو يؤثر أيضا على النسبة المئوية.
- هل للكنيسة الكاثوليكية دور في مصر غير الخدمة الدينية أم أنها تقتصر على الدور الدينى فقط لأبناء الطائفة؟؟
** الكنيسة الكاثوليكية معناها الكنيسة الجامعة وموجودة على مستوى العالم ولدينا آية تقول (الإيمان بدون أعمال ميت) وإيماننا بربنا لا بد أن يتمثل في أرض الواقع والإيمان بينى وبين الله يتجسد في خدمات أمد بها كل المجتمع بما فيه من كل الطوائف وكل الأديان لأن الخدمات تظهر عمق إيمانى بربى.
وهذه الخدمات نقدمها بالإضافة إلى الجانب الدينى، وهذه الخدمات تتحدد على حسب الوقت وعلى حسب احتياجات المجتمع فوفقا لهذه العوامل هناك خدمات تغلق وخدمات يتم فتحها أو تطويرها، لذلك هناك دور مجتمعى وتنموى نقوم به، والكنيسة لها أذرع اجتماعية مختلفة في كل مكان بمصر، فهناك جمعية "كاريتاس" التي تقدم خدمات مختلفة منها خدمات للمعوقين وأسرهم وموجودين حتى بالصعيد، وهناك خدمات التنمية في كل المحافظات وهناك خدمات تنمية الإنسان وتنمية المرأة ومحو الأمية وكل ما يخص الأطفال، ومنهم الأطفال المعوقين وأطفال الشوارع والمدمنين ومرضى الإيدز ومرضى الجزام والجانب التعليمى بالطبع.
[caption id="attachment_394830" align="alignnone" width="692"]
الأنبا باخوم نائب بطريرك إيبارشية الأقباط الكاثوليك[/caption]
- ما دور الكنيسة الكاثوليكية في محاربة الفتنة الطائفية التي تطل برأسها بعض الأحيان في مصر وكذا فى مقاومة الإرهاب والتطرف؟
** مفهوم الفتنة الطائفية رأيته في بلاد غير مصر مثل لبنان ودول أفريقية وهو أن يقوم مواطنون بقتل مواطنين آخرين من ديانة أخرى، القتل المباشر بدون تردد أما ما حدث في مصر فلا أستطيع وصفه بأنه فتنة ولكنه وجود بعض الاختلافات، فلا يوجد عندنا فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين فنحن أخوة أبناء وطن واحد.
أما الإرهاب في مصر فليس موجها من مسلمين متطرفين ضد مسيحيين، ولكنه موجه من فئة إرهابية متطرفة ضد أبناء كل الأديان، ففي مصر الإرهاب أصاب المسيحيين والمسلمين فكما لا ننسى تفجير الكنيسة البطرسية الغادر، لا ننسى تفجير مسجد العريش الغادر أيضا، ولا ننسى أن تفجير الكنيسة البطرسية لم يذهب ضحيته مسيحيون فقط بل عدد ضخم من المسلمين من أبناء الشرطة المسلمين الذين كانوا يحرسون الكنيسة والمسلمين المارين بالشارع وقت الانفجار.
الإرهاب موجه ضد الكل من أبناء كل الأديان، وما يظهر أن أكبر عدد يتم أذيته من الإرهاب وهم المسيحيون لأنهم قلة وليس لأنهم مستهدفون، ومن الخطأ أن نرسل رسالة للعالم أن المسيحيين مضطهدون والكنيسة لا تنساق وراء قنوات إعلامية معينة دورها أن ترسل رسائل للعالم أن المسيحيين مضطهدون في مصر.
وكنا أثناء الثورة نقول إن الكنيسة تدفع ثمن الإرهاب ولكن هذا الثمن كان لا بد أن ندفعه لنحافظ على استقلالنا، والكنائس الكاثوليكية تم الإضرار بعدد لا يقل عن 20 ولكن كما قلت كان لا بد أن ندفع الثمن لنحافظ على استقلالنا.
- كيف تحارب الكنيسة الإرهاب؟
** الكنيسة تحارب الإرهاب بنشر الوعى والثقافة والحفاظ على الدستور وقبول الآخرين بين أبنائها، والمشاكل التي نواجهها ليست الدولة السبب فيها ولكن بعض من صغار الموظفين ممن يحتاجون إلى التوعية وأن يصل الوعى للشعب كله، فقانون بناء الكنائس بالنسبة للمسيحيين أكثر من رائع ولكن نحن أحيانا نظل لمدة أكثر من ثلاث سنوات لكى نقوم بدهان واجهة منزل وليس بناء كنيسة وذلك لأننا لا نستطيع الحصول على رخصة من موظف ينقصه التوعية.
ولكن نحن كما قلت نقوم في مدارسنا ومؤسساتنا بالتوعية الدائمة والدفع لقبول الآخر والتعايش معه ورفع مستوى الثقافة لأننا أبناء وطن واحد.
- وعلى مستوى أبناء الطائفة؟
** الحقيقة أنى التقيت بمصريين وطنيين ينتمون بكل مشاعرهم لمصر، ويبذلون كل الجهد لدفع أبناء الكاثوليكية لقبول الآخر والتعايش مع الآخر ويدركون تماما أن الإرهاب غير موجه للمسيحيين بل لكل أبناء مصر من المسلمين قبل المسيحيين، ويدركون تماما ويرفضون ويقاومون الدعاية التي يقوم بها إعلام مغرض خائن في بعض المصادر بتوجيه صورة للعالم الخارجي بأن مسيحيي مصر مضطهدون ومستهدفون من الإرهاب لإثارة الغرب ضد الحكومة المصرية.
[caption id="attachment_394828" align="alignnone" width="702"]
الأنبا باخوم نائب بطريرك إيبارشية الأقباط الكاثوليك[/caption]