مصادر – دار المعارف
أعلنت شركة الأدوية الفرنسية "سانوفي" Sanofi مؤخرًا عن سحب دواء "زانتاك" Zantac -الذي يُصرف دون وصفة طبية، وهو عقار لعلاج الحرقة والحموضة، وقالت الشركة أن العقار قد يحتوى على كميات صغيرة من المواد المسرطنة ومادته الفعالة معروفة باسم "رانيتيدين" Ranitidine.
و في شهر سبتمبر من هذا العام حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لأول مرة عن احتمال تلوُّث منتجات الـ"رانيتيدين" ، في ذلك الوقت، قالت الإدارة إن مستويات مادة ثنائي ميثيل نتروزامين الموجودة في الاختبارات الأولية "بالكاد تتجاوز الكميات التي قد تتوقع العثور عليها في الأطعمة الشائعة.
وأضافت أن هذه الأدوية تحتوي على ثنائي ميثيل نتروزامين، والمعروفة اختصارًا باسم ( NDMA ) والتي تم ربطها بالإصابة بالسرطان في الحيوانات، والتى تشكل مخاطر صحية أكثر خطورةً من تلك المُبَلَّغ عنها مبدئيًّا .
وأخطرت شركة الصيدليات "فاليشور" Valisure الإدارة في شهر يونيو، بعد أن قالت إنها اكتشفت مستويات مقلقة من مادة ثنائي ميثيل نتروزامين في أدوية الـ«رانيتيدين»، ووجدت "مستوياتٍ مرتفعةً للغاية من مادة ثنائي ميثيل نتروزامين في كل تشغيلة جرى اختبارها، عبر العديد من الشركات المصنعة وأشكال جرعات دواء الـ«رانيتيدين»"، ولكن هذه المستويات العالية قد تكون نتيجةً لطريقة الاختبار التي استخدمتها «فاليشور»، والتي تتضمن تسخين العينة.
وقال نيكولاس كريسمان، المتحدث باسم شركة "سانوفي": "لم تُظهِر شركة "فاليشور" وجود مادة ثنائي ميثيل نتروزامين القابلة للاكتشاف إلا بعد تعريض "رانيتيدين" لظروف اصطناعية قاسية -عندما قاموا بتسخينه حتى 130 درجة مئوية، أو عندما أضافوا نتريتًا اصطناعيًّا بما يتجاوز كثيرًا ما يُرى عادةً لدى البشر".
لكن "فاليشور" تقول إنها طورت نسخةً من تقنية الاختبار الخاصة بها، التي يمكن أن تكتشف مادة ثنائي ميثيل نتروزامين حتى عند تسخين العينات إلى 37 درجة مئوية فقط في ظروف تقارب كثيرًا تلك الموجودة في جسم الإنسان، في سائلٍ مُحاكٍ للسائل المَعِدي بكميات متفاوتة من النتريتات، التي توجد في بعض الأطعمة مثل اللحوم المصنَّعة.
ويقول كريسمان: "إن "سانوفي" تأخذ هذه القضية على محمل الجد، ونُجري حاليًّا تقييماتنا القوية لضمان سلامة دواء "زانتاك" الذي يُصرف دون وصفة طبية، والذي استخدمه المستهلكون على مدار أكثر من عقدين من الزمن"، كما زعمت شركة "فاليشور" في التماسها أيضًا أنه من المحتمل أن تكون مادة ثنائي ميثيل نتروزامين قد تشكلت نتيجةً لعدم استقرار متأصل في جزيء الـ"رانيتيدين".
وكانت دراسة قد أجرت عام 2016 في جامعة ستانفورد على 10 متطوعين أصحاء تناولوا 150 ملليجرامًا من "زانتاك"، ووجدت أن مستويات مادة ثنائي ميثيل نتروزامين في عينات بول المتطوعين لاحقًا تجاوزت 47000 نانوجرام، كما وجدت دراسة أُجريت عام 2004 على أشخاص يعانون من قرحات هضمية، أن أولئك الذين كانوا يتناولون إما "زانتاك" أو مضاد الحموضة الآخر "تاجاميت" Tagamet ومادته الفعالة هي "السيميتيدين"Cimetidine لديهم خطر متزايد للإصابة بسرطان المثانة، لكنها لم تميز بين أي الدوائين كان يتناوله كل شخص.
وأشارت شركة "سانوفي" إلى أن الدراسة التي أُجريت عام 2016 قد استخدمت أيضًا طريقةً تنطوي على تعريض العينات لدرجات حرارة عالية وإضافة مواد كيميائية مرجعية -وكلتا الطريقتين يمكنها توليد مادة ثنائي ميثيل نتروزامين. وأضافت شركة «سانوفي» أيضًا أن «زانتاك» لم تتم الموافقة على بيعه في الولايات المتحدة حتى ثمانينيات القرن العشرين، وأن جميع القُرَح التي جرى الإبلاغ عنها تقريبًا في الدراسة التي أُجريت عام 2004.
ونشرت "جلاكسو" دراسة أخرى في عام 1987 اختبرت محتويات المعدة في أشخاص يتناولون الـ"رانيتيدين"، وخلصت إلى أنه "لم تحدث زيادة كبيرة" في تركيز النتروزامينات، وهي مجموعة من المواد الكيميائية -العديد منها مواد مسرطنة- تشمل مادة ثنائي ميثيل نتروزامين.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""
ترجمة عن موقع " scientificamerican.com "