داليا مجدى عبد الغنى تكتب: مُناظرات ثقافية

داليا مجدى عبد الغنى تكتب: مُناظرات ثقافيةداليا مجدى عبد الغنى تكتب: مُناظرات ثقافية

*سلايد رئيسى31-12-2019 | 15:20

من أجمل الفُرص التي أتيحت لي خلال الأيام الماضية، هي حضور إحدى المُناظرات الثقافية في أحد المعاهد المُتخصصة في نشر الثقافة والاهتمام بتقديم كل ما هو جديد في عالم التقدم والتنمية والثقافة، وكانت هذه المُناظرة بين مجموعة من الشباب الواعد، في أكثر من موضوع ثقافي، وهي موضوعات جديدة، وتحتاج إلى دراسات وأبحاث، وكم كانت دهشتي وفرحتي في آن واحد، عندما وجدت كم المعلومات التي طرحها هؤلاء الشباب، والأفكار الجديدة التي بثوها في حواراتهم، وقُدرتهم على إثبات حجمهم بالإحصاءات والتقارير، وأيضًا اطلاعهم على الثقافات الأخرى، وعمل الدراسات المُقارنة بين وطننا الحبيب مصر، والدول الأخرى، والأهم من ذلك، احترامهم للرأي الآخر، وعدم تعنتهم حيال آرائهم، وتمتعهم بالروح الرياضية في استقبال الرأي الآخر، بشكل مُحترم ولائق، فشعرت أننا أمام جيل جديد مُثقف، ولديه طُموحات، وقُدرة على استقبال الغد المُشرق، بروح مملوءة بالأمل والرغبة في الاجتهاد والعمل، وإثبات الذات. ومن هنا، فكرت في أن فكرة المُناظرات الثقافية، والصالونات الأدبية، لابد أن تُعيد بناءها من جديد، فنحن في حاجة إلى الاهتمام بالثقافة ورعايتها، والأهم من ذلك أننا لدينا شباب أصبح يهتم بالثقافة، ويريد تثقيف نفسه، وإعادة بناء أفكاره من جديد، فلابد لنا أن نقتنص هذه الفُرصة، ونُعيد زمن الثقافة والحضارة، فلابد ألا نعتمد على حضارة سبعة آلاف سنة، ونظل نحتمي بها، فالواقع يُؤكد أننا في حاجة إلى عمل حضارة جديدة، وهذه الحضارة لن تتأتى إلا من خلال وُجود أجيال مُثقفة، لديها مخزون ثقافي وتُراثي هائل، مُطلعة على ما فات، ولديها قُدرة على الابتكار والإبداع. فيا ليت كل مُؤسسة تحرص على عمل هذه المُناظرات والصالونات؛ لكي نكتشف أفكار الشباب الجديدة، وإمكانياتهم، ومواهبهم، فهذه هي الثروة الجديدة، التي لابد أن نحرص عليها، ونُطورها، ونستثمرها.
    أضف تعليق